واشنطن تحمل روسيا مسؤولية قصف قافلة مساعدات في سوريا
٢١ سبتمبر ٢٠١٦
حملت واشنطن روسيا مسؤولية الضربة الجوية التي طالت قافلة مساعدات في سوريا، مؤكدة أن جميع المعلومات تشير بوضوح إلى أن المسؤول عن الغارة سيكون إما النظام السوري أو الحكومة الروسية. غير أن موسكو نفت بشدة هذه الاتهامات.
إعلان
قال مسؤولون أمريكيون اليوم مساء أمس (الثلاثاء 21 سبتمبر/ يلول 2016) إن الولايات المتحدة تعتقد أن طائرتين روسيتين هاجمتا قافلة مساعدات قرب حلب في هجوم أدى إلى انهيار هدنة استمرت أسبوعا، لكن روسيا نفت ذلك.
وعلى الرغم من توجيه اللوم بسبب الهجوم المميت الذي وقع يوم الاثنين، سعى دبلوماسيون إلى إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة ودخل حيز التنفيذ في 12 سبتمبر/ أيلول. والواقعة التي دمرت فيها 18 شاحنة بالقافلة التي تضم 31 شاحنة وجهت فيما يبدو ضربة قاضية للجهود الدبلوماسية الرامية لوقف الحرب الأهلية التي دخلت عامها السادس في سوريا.
وقال مسؤولان أمريكيان إن طائرتين روسيتين من طراز سوخوي-24 حلقتا فوق قافلة مساعدات بسوريا في نفس الوقت الذي تعرضت فيه للقصف يوم الاثنين وذلك بناء على معلومات للمخابرات الأمريكية دفعتهما لاستنتاج مسؤولية روسيا عن الهجوم.
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".
صورة من: Reuters/A. Ismail
9 صورة1 | 9
ونفت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ذلك التأكيد وقالت للصحفيين في الأمم المتحدة إن الإدارة الأمريكية "لا تملك حقائق" لدعم زعمها. وقال بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، يوم الثلاثاء إن البيت الأبيض يحمل روسيا مسؤولية ما وصفها "بالمأساة الإنسانية الهائلة"، لكنه لم يتطرق إلى ما إذا كانت طائرات روسية هي التي نفذت الهجوم.
وفي وقت سابق نفت روسيا أن طائراتها أو طائرات الحكومة السورية نفذت الهجوم وقالت إنها تعتقد أن القافلة لم تتعرض نهائيا للهجوم من الجو، لكنها دمرت نتيجة حريق بسبب حادث ما على الأرض.
وقال الهلال الأحمر العربي السوري إن رئيس أحد مكاتبها المحلية و"نحو 20 مدنيا" قتلوا. وتحدثت إحصاءات أخرى عن أرقام مختلفة لعدد القتلى. ودفع الهجوم الأمم المتحدة إلى تعليق جميع شحنات المساعدة إلى سوريا. وخرج مسؤولون كبار من 23 دولة بعد اجتماع استمر ساعة بشأن سوريا باتفاق على اللقاء مرة ثانية يوم الجمعة لبحث سبل إنهاء النزاع الذي قتل مئات الآلاف وأدى إلى تشريد الملايين. واختلف المسؤولون أيضا على فرص تجديد اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد اجتماع استضافه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "وقف إطلاق النار لم يمت". وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو "هل ما زالت هناك فرصة لتفعيل هذه الهدنة؟ لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال." وأضاف قائلا إنه دون الهدنة ستكون هناك "دوامة حرب لكن علينا أن نكون صادقين المفاوضات الأمريكية الروسية وصلت إلى نهاياتها".
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا رفيع المستوى بشأن سوريا اليوم الأربعاء.
ووصفت الأمم المتحدة والصليب الأحمر والولايات المتحدة واقعة يوم الاثنين بأنها غارة جوية الأمر الذي يلقي باللوم ضمنيا على الطائرات الروسية أو السورية. لكن الأمم المتحدة قامت بتعديل بيان لحذف عبارة "ضربات جوية" وإضافة "هجمات" دون تحديد طبيعة الهجوم. وقال ينس لاركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن الإشارة الأصلية للضربات الجوية كانت خطأ في الصياغة على الأرجح. وأضاف أن الأمم المتحدة ليست في موضع لتحديد ما إذا كانت ضربات جوية، لكنها على يقين من أن القافلة تعرضت لهجوم.