واشنطن تدعو شركات الطيران للحذر عند التحليق فوق منطقة الخليج
١٨ مايو ٢٠١٩
دعت السلطات الأميركية شركات الطيران إلى توخي الحذر عند التحليق فوق الخليج بسبب زيادة الأنشطة العسكرية وزيادة حجم التوترات السياسية في المنطقة، فيما قالت طهران بأنه ليس هناك دولة تملك "وهما بأن بإمكانها مواجهة إيران".
إعلان
حضّت إدارة الطيران الفدرالية في الولايات المتحدة شركات الطيران الأميركية التي تحلّق رحلاتها فوق الخليج على توخّي الحذر "نظرا لزيادة الأنشطة العسكرية وزيادة حجم التوترات السياسية في المنطقة". ويأتي التحذير الذي يشمل كذلك الأجواء فوق خليج عمان على وقع ازدياد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
وجاء في التحذير أن زيادة حجم التوترات في المنطقة "يشكل خطرا متزايدا غير متعمّد على عمليات الطيران المدني الأميركية نظرا لاحتمال حدوث أمر غير محسوب أو لبس ما". وحذّرت الهيئة كذلك من أن الطائرات التي تحلّق في المنطقة قد تواجه "تشويشا غير متعمد في نظام تحديد المواقع والاتصالات، وهو أمر قد يترافق مع تحذير ضئيل أو يحصل دون تحذير".
يذكر أن واشنطن أرسلت مجموعةً بحريّة تتكون من حاملة طائرات وقطع أخرى إضافة إلى قاذفات "بي- 52" لمواجهة ما اعتبرت أنه تهديد وشيك من إيران. وأمرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الموظفين بسحب الدبلوماسيين الأميركيين غير الأساسيين من العراق، مشيرة إلى وجود تهديدات من جماعات عراقية مسلحة مدعومة من إيران.
لكن البيت الأبيض أرسل إشارات متضاربة خلال الأيام الأخيرة وسط عدة تقارير إعلامية أميركية تحدثت عن خلافات في صفوف إدارة ترامب بشأن درجة الضغط على طهران. ووفق تقارير إعلامية أميركية، يضغط مستشار ترامب للأمن القومي جون بولتون لاتّخاذ موقف متشدد حيال إيران، لكن آخرين في الإدارة يعارضون ذلك. وتعرّض مسؤولو البيت الأبيض والبنتاغون لضغوط لعرض الأسباب التي دفعتهم لتعزيز تواجدهم العسكري في المنطقة وتشديد خطابهم على مدى الأسبوعين الماضيين.
لكن الرئيس الأمريكي نفى وجود خلاف مع مستشاريه للسياسة الخارجية بشأن إيران، وأدلى ببيانات تأييد خاصة لمستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو. وقال ترامب "إنها (التقارير الإخبارية) توجه رسائل بأنني غاضب من فريقي. إنني لا أشعر بغضب من أعضاء فريقي. واتخذ قراراتي. مايك بومبيو يؤدي مهمة جليلة ، وبولتون يؤدي مهمة جليلة ".
وأشارت الدول المشاركة في التحالف الأميركي في العراق في وقت سابق هذا الأسبوع إلى أن مستوى التهديد لم يرتفع بشكل كبير بينما طالب أعضاء في الكونغرس بالاطلاع على المعلومات التي تقف خلف استعداد الإدارة الواضح للدخول في نزاع محتمل.
من جانب آخر، نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله اليوم السبت (18 ايار/مايو) إنه يعتقد أن الحرب لن تندلع في المنطقة لأن طهران لا تريد الصراع ولا تملك دولة "وهما بأن بإمكانها مواجهة إيران". وقال ظريف للوكالة قبل نهاية زيارته لبكين "لن تكون هناك حرب لأننا لا نريد الحرب ولا يملك أي شخص فكرة أو وهما بأن بإمكانه مواجهة إيران في المنطقة".
ح.ع.ح/ع.ج.م(أ.ف.ب/رويترز)
عقود من التدخلات العسكرية الغربية في الشرق الأوسط.. ما النتائج؟
شهدت منطقة الشرق الأوسط وعلى مدى عدة عقود تدخلات عسكرية من دول غربية. ورغم رفع شعارات نبيلة لهذه التدخلات إلا أنها وفي الأغلب كانت لها نتائج شديدة الكارثية على أطراف مختلفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/CPA Media/Pictures From History
حرب تحرير الكويت
كانت البداية بعملية عاصفة الصحراء. استهدفت العملية العسكرية إنهاء الاحتلال العراقي للكويت التي غزاها صدام في أغسطس / آب من عام 1990. وبعد رفض العراق للقرارات الدولية بالانسحاب من الكويت بدأت الحرب في منتصف يناير / كانون الثاني من عام 1991 من خلال تحالف غربي شمل نحو 32 دولة كان على رأسها الولايات المتحدة بجانب بريطانيا ومصر والسعودية والإمارات وإيطاليا وغيرها.
صورة من: picture-alliance/dpa/CPA Media/Pictures From History
حرب تحرير الكويت
كان من أبرز نتائج الحرب سقوط نحو مئة ألف قتيل من الجيش العراقي وتلوث إشعاعي نتيجة قصف العراق بمئات الأطنان من قذائف اليورانيوم المنضّب، وتدمير شبه كامل للبنية التحتية الكويتية وجانب كبير من البنية التحتية العراقية، كما فرض حصار دولى خانق على العراق تسبب في وفاة مئات الآلاف من الأطفال بسبب سوء التغذية وضعف الخدمات الصحية، واستقرت القوات الأمريكية في الخليج وأنشأت به عدة قواعد عسكرية.
صورة من: AP
غزو العراق وإسقاط صدام
على الرغم من تأكيدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن العراق لايقوم بتطوير أسلحة نووية أو أسلحة دمار شامل، ورغم المحاولات الأمريكية المتواصلة لإقناع الأمم المتحدة بالعكس من خلال صور ومستندات ثبتت فبركتها فيما بعد، قررت الولايات المتحدة العمل خارج إطار المنظومة الأممية وتنفيذ عملية عسكرية في عام 2003 للإطاحة بصدام حسين. كان التحالف الدولي مكونا من الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل رئيسي.
صورة من: AFP/Getty Images
غزو العراق وإسقاط صدام
بعد 15 عاما من غزو العراق واسقاط النظام العراقي تبدو النتائج كارثية، حيث سقط نتيجة الغزو مئات الآلاف من العراقيين بينهم نساء وأطفال، ودمرت أغلب آثار واحدة من أقدم الحضارات الإنسانية في العالم ونهب البنك المركزي العراقي بحصيلة قدرت بحوالي 100 مليار دولار وتمزق العراق إلى مناطق نفوذ طائفي لتنشأ فيما بعد كارثة اسمها "داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo
إسقاط نظام القذافي
في عام 2011 انطلقت في ليبيا إنتفاضة شعبية على نظام العقيد الراحل معمر القذافي، ومن خلال مظلة أممية قصف تحالف غربي مكون من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا الأراضي الليبية بهدف تنفيذ منطقة حظر جوي لتقليل خطر القوات التابعة للقذافي على قوات الثوار، فما كان من القذافي إلا أن أمر بفتح مخازن الأسلحة "لتسليح الشعب لمقاومة العدوان" وتحولت ليبيا إلى حالة فوضى.
صورة من: dapd
إسقاط نظام القذافي
نتج عن التدخل العسكري الغربي في ليبيا تمزق البلاد إلى أقاليم متصارعة وأصبحت ليبا مسرحاً للصراع بين تحالفات إقليمية ودولية. على أن الأسوأ كان انتشار سلاح وذخيرة الجيش الليبي لتتلقفه أيدي الفئات المتصارعة التي كان بعضها جماعات متطرفة. لم يقف الأمر عند هذا الحد بل خرج السلاح من ليبيا ووصل إلى تنظيمات إرهابية في دول مجاورة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحرب على داعش
مع انهيار السلطة في العراق واشتداد الحرب الأهلية في سوريا ظهر تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميا بـ"داعش"، وأعلن التنظيم الإرهابي ما أسماه بـ "دولة الخلافة"التي سيطرت على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا. في عام 2014 تشكل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة ومعها فرنسا والبحرين والأردن وقطر والسعودية والإمارات بهدف القضاء على تنظيم داعش.
صورة من: Getty Images/AFP
الحرب على داعش
وبالفعل تم القضاء على ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية" بعد فظاعات هائلة ارتكبها ليس فقط في حق أتباع الطوائف والديانات الأخرى وإنما في حق مسلمين أيضاً. على أن هزيمة التنظيم أدت إلى تشتت قواته وتفرقها بين الدول المختلفة لتبدأ في تشكيل جيوب لخلايا إرهابية شكلت تهديداً محدقاً بأمن هذه الدول.
صورة من: Imago/ZUMA Press
سوريا.. المأساة المستمرة
في فبراير / شباط من عام 2011 بدأت الثورة السورية بشكل سلمي، لكن النظام السوري واجهها بعنف شديد ما سمح لأطراف داخلية وخارجية بتحولها لحرب أهلية، لتبدأ واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث. ذهل العالم من صور لآف الجثث لسوريين قضوا جوعاً أو تحت التعذيب في أقبية السجون السورية. لكن الغضب الدولي تصاعد مع تواتر الأنباء عن استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيماوية ما أدى لمقتل مئات المدنيين.
صورة من: AP
سوريا.. المأساة المستمرة
نفي النظام السوري استخدامه لأسلحة كيماوية ودعمته موسكو بفيتو متكرر في مجلس الأمن، ما جعل واشنطن تبدأ في تشكيل تحالف خارج نطاق الأمم المتحدة لتوجيه ضربات عسكرية للنظام السوري والميليشيات الإيرانية، كان أبرزها ضربة أمريكية في أبريل 2017 على قاعدة الشعيرات قرب حمص. وجددت واشنطن تهديدها بضربة إنتقامية ردا على هجوم كيماوي مفترض بدوما، وسط مخاوف شديدة من مواجهة عسكرية مع روسيا أبرز لاعب عسكري في سوريا.