واشنطن تدعو لتحرك دولي ضد إيران بعد الهجوم على السعودية
٨ نوفمبر ٢٠١٧
اتهمت الولايات المتحدة إيران بإمداد المسلحين الحوثيين في اليمن بصاروخ أطلق على السعودية في يوليو/ تموز ودعت الأمم المتحدة إلى تحميل إيران المسؤولية عن انتهاك قرارين لمجلس الأمن بشأن اليمن.
إعلان
قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي إن المعلومات التي كشفت عنها السعودية أظهرت أن الصاروخ الذي أطلق في يوليو / تموز إيراني من طراز (قيام) ووصفته بأن "نوع من الأسلحة التي لم تكن موجودة في اليمن قبل الصراع". وتستهدف القوات التي تقودها السعودية، والتي تدعم الحكومة المعترف بها دوليا في اليمن، الحوثيين المتحالفين مع إيران في حرب مستمرة منذ أكثر من عامين.
ونقلت وسائل إعلام سعودية عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وصفه إمداد إيران الحوثيين بالصواريخ بأنه "يعد عدوانا عسكريا ومباشرا من جانب النظام الإيراني وقد يرقى إلى اعتباره عملا من أعمال الحرب ضد المملكة".
وقالت هيلي إن الحرس الثوري الإيراني انتهك قرارين لمجلس الأمن بشأن اليمن وإيران بتقديمه الأسلحة للحوثيين. وأضافت أن صاروخا جرى إسقاطه فوق السعودية يوم السبت "ربما يكون إيراني المنشأ أيضا".
وتابعت قائلة "نشجع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين على اتخاذ الإجراء اللازم لتحميل النظام الإيراني المسؤولية عن هذه الانتهاكات". ولم يتضح بعد الإجراء الذي تدعو الولايات المتحدة إلى اتخاذه.
وكرر سفير السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي دعوة هيلي إلى تحرك الأمم المتحدة ضد إيران وذلك في رسالة إلى مجلس الأمن والأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش في وقت لاحق من يوم الثلاثاء أطلعت عليها رويترز.
في المقابل، بعث السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشرو برسالة إلى مجلس الأمن والأمين العام غووتيريش رافضا اتهامات السعودية وواصفا إياها بأنها "لا أساس لها وخاطئة". وجاء في رسالة خوشرو أن بلاده "تدعو إلى التحلي بضبط النفس والحكمة بدلا من الاستفزاز والتهديد الذي قد يسبب مزيدا من الاضطرابات في هذه المنطقة المتوترة بالفعل".
الهجوم السعودي "المضاد" في اليمن....صراع إقليمي طائفي
بعد أطوارالحرب الأهلية في سوريا والعراق التي تتسم بطابع مذهبي، يطفو الآن المشهد اليمني على السطح. العملية العسكرية التي بدأت السعودية بشنها في اليمن ضد الحوثيين تشكل أحدث حلقة في صراع نفوذ إقليمي مع إيران.
صورة من: picture alliance/HANS PUNZ/APA/picturedesk.com
العملية العسكرية التي بدأت السعودية بشنها في اليمن قالت إنها تتم بالتنسيق مع تحالف يضم عشر دول بهدف التصدي للمقاتلين الحوثيين الذين يحاصرون عدن (جنوب) التي لجأ إليها رئيس هادي عبد ربه منصور. العملية اطلق عليها"عاصفة الحزم" وتشكل أحدث تطور في صراع النفوذ مع إيران.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Ozer
يشكل القصف الجوي محورا أساسيا في عملية"عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية، بهدف ضرب مواقع الحوثيين لوقف تقدمهم السريع للسيطرة على عدن عاصمة جنوب اليمن، والتي تشكل آخر معقل للرئيس الشرعي هادي عبد ربه منصور.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
تتخوف القوى الكبرى من قيام الحوثيين بالسيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي بسبب ارتباطهم بإيران التي تسيطر بدورها على مضيق هرمز، وهو المضيق الاستراتيجي الآخر الذي يربط بين الخليج وبحر العرب.
صورة من: Reuters/N. Quaiti
دعا زعيم الحوثيين الشيعة عبد الملك الحوثي إلى "التعبئة العامة" لمحاربة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، كما قال. أما السعودية فهي قلقة من تطور الوضع في اليمن ومن ازدياد مستوى نفوذ غريمتها إيران بعد تقدم الحوثيين.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
لا تزال البحرين معرضة لحدوث اضطرابات منذ أن فشلت انتفاضة 2011 التي قادتها الأغلبية الشيعية. وكانت السعودية قد قامت بإرسال قوات أمنية لإخماد الانتفاضة. وتم توجيه انتقادات للسعودية من طرف المعارضة في البحرين ومن إيران أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد فرار أفراد من الجيش العراقي من الخدمة خلال صيف العام الماضي، شكلت عشرات الجماعات شبه عسكرية وتابعة للحكومة العراقية ما يسمى ب"الحشد الشعبي" المدعوم من إيران لمحاربة "داعش".
صورة من: AFP/Getty Images/A. Al-Rubaye
هناك تخوفات من أن تقوم قوات "الحشد الشعبي"، وغالبيتها من الشيعة، بالانتقام من المواطنين السنة. ويخوض مسلحو "الحشد الشعبي" الآن معركة بهدف استعادة مدينة تكريت السنية، مسقط رأس صدام حسين، من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: AFP/Getty Images/A. Al-Rubaye
تعمل إيران على دعم النظام السوري وتقدم له الخبرات اللازمة للحفاظ على السلطة خلال الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ نحو أربع سنوات. كما يحضى نظام الأسد أيضا بدعم كبير وفاعل من حزب الله اللبناني.
صورة من: Reuters
بمساندة من حزب الله يحاول الجيش السوري استعادة سيطرته على أراضي لها أهمية حيوية، كما تقوم إيران بدعم سوريا وتقدم لها الخبرات اللازمة للحفاظ على السلطة في البلد الذي مزقته الحرب منذ نحو أربع سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
أدت الحرب في سوريا وقتال حزب الله إلى جانب نظام الأسد لمواجهة "داعش" إلى أزمة سياسية في لبنان. فحتى الآن لم يتوصل الفرقاء السياسيون في لبنان إلى انتخاب رئيس الدولة، حيث لازال منصبه شاغرا.
صورة من: picture alliance/ZB
تسعى إيران من خلال تشديد قبضتها على اليمن والعراق وسوريا ولبنان إلى تحقيق امتيازات قبل التوصل إلى أي اتفاق نووي مرتقب، غير أن طموح إيران النووي يولد تخوفات لدى دول عربية سنية مثل السعودية، الخصم التقليدي لإيران.
صورة من: picture alliance/HANS PUNZ/APA/picturedesk.com
11 صورة1 | 11
ويحظر قرار الأمم المتحدة الذي نص على اتفاق إيران النووي مع القوى العالمية على طهران إمداد أو بيع أو نقل أسلحة خارج أراضيها دون موافقة مسبقة من مجلس الأمن.
ويمنع قرار منفصل للأمم المتحدة بشأن اليمن تقديم أسلحة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي واثنين من قادته العسكريين والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح وابنه "ومن يتصرفون بناء على توجيهاتهم".
وقد تقترح الولايات المتحدة على لجنة عقوبات اليمن التابعة لمجلس الأمن إدراج أشخاص أو كيانات على قائمتها السوداء في تحرك سيتطلب موافقة أعضاء المجلس الخمس عشرة بالإجماع. أو قد تتقدم بمشروع قرار جديد لمجلس الأمن بهدف فرض عقوبات على إيران. ويتعين من أجل إقراره الحصول على تأييد تسع دول وعدم استخدام أي من الأعضاء الخمسة الدائمين بالمجلس، الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، حق النقض (الفيتو) ضده.