تبادلت واشنطن وموسكو التهم في مجلس الأمن الدولي حول المسؤولية عن انهيار الهدنة واستهداف قافلة مساعدات إنسانية. واشنطن طالبت بفرض حظر للطيران الحربي على سوريا فيما أرسلت موسكو حاملة طائرات جديدة إلى البحر المتوسط.
إعلان
دعت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء (21 أيلول/ سبتمبر 2016) إلى وقف تحليق الطائرات في المناطق الرئيسية بسورية، التي مزقتها الحرب، لإنقاذ الهدنة التي توشك على الانهيار تماما في أعقاب هجوم على قافلة مساعدات. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مجلس الأمن الدولي "إذا حدث هذا، فهناك فرصة لإعادة المصداقية لهذه العملية".
وأضاف كيري أن "الهجوم المشين، والمستمر لمدة ساعتين" على قافلة المساعدات الإنسانية وجه "ضربة قاسية جدا" لاتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في جنيف في وقت سابق من الشهر الجاري. وتابع "إنه يثير شك عميق جدا حول ما إذا كانت روسيا ونظام الأسد يستطيعان الوفاء ،أو سوف يوفيان، بالتزاماتهما التي وافقا عليها".
وأضاف "مستقبل سوريا معلق بخيط رفيع وأحث هذا المجلس على عدم الاستسلام، ولكن بدلا من ذلك العمل على دعم الخطوات التي حددتها الولايات المتحدة وروسيا." واتهمت الولايات المتحدة روسيا بالمسؤولية عن الهجوم، بينما نفت حكومة موسكو وحلفاءوها في دمشق أن يكونوا هم وراء الهجوم.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الهجوم على قافلة المساعدات بأنه "استفزاز غير مقبول"، وقال إن روسيا تصر على "تحقيق شامل ومحايد". وأضاف لافروف أمام مجلس الأمن "أعتقد أننا بحاجة إلى الامتناع عن ردود الفعل العاطفية والإدلاء بتصريحات علنية على الفور، ولكن أولا علينا التحقيق والتزام المهنية".
في الوقت نفسه، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن طائرة بدون طيار، أمريكية التصميم كانت تحلق في سماء المنطقة في سورية عندما تعرضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة "لضربة خلال غارة جوية"، الأمر الذي نفاه البنتاغون في وقت لاحق مجددا اتهام روسيا بالمسؤولية عن استهداف قافلة المساعدات."
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن المنظمة تعتزم إجراء تحقيق قوي ومستقل في الهجوم. وتابع بان كي مون لقادة العالم في نيويورك "أنا أبحث خيارات للتحقيق بقوة في هذا الهجوم وغيره من الأعمال الوحشية المماثلة ضد المدنيين".
على صعيد ذي صلة أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو عن عزم بلاده إرسال مجموعة حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف"، إلى البحر المتوسط بهدف رفع قدرات القوات الروسية المتواجدة في سوريا. وأشار شويغو إلى أن المنظومات الصاروخية الحديثة التي تنتجها الشركات الدفاعية، تسمح برفع مستوى فعالية التشكيلات الصاروخية بنحو ضعفين إلى أربعة أضعاف.
أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".