واشنطن ترحب بتمديد الهدنة في عيد القيامة بين روسيا وأوكرانيا
علاء جمعة ا ف ب، د ب ا
٢٠ أبريل ٢٠٢٥
قالت الخارجية الأمريكية إنها سترحب بتمديد وقف إطلاق النار ليوم واحد بين روسيا وأوكرانيا، فيما انهارت آمال الهدوء في أوكرانيا مع تبادل كييف وموسكو الاتهامات بانتهاك هدنة عيد الفصح التي أعلنها الرئيس بوتين لمدة 30 ساعة.
بالرغم من اعلان هدنة عيد الفصح بلغ زيلينسكي عن "تصاعد القصف الروسي وهجمات الطائرات المسيرة الانتحارية"، مؤكدًا أن أوكرانياسترد "بما يتناسب" مع هذه الانتهاكاتصورة من: Sergey Bobok/AFP
إعلان
قالت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الأحد (20 أبريل/ نيسان 2025) إنها سترحب بتمديد وقف إطلاق النار لمدة يوم واحد الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة عيد القيامة. بدوره قال الكرملين في وقت سابق إن أمرا لم يصدر بتمديد وقف إطلاق النار، وذلك في الوقت الذي تتبادل فيه أوكرانيا وروسيا الاتهامات بخرق هدنة عيد الفصح التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل مفاجئ يوم السبت، والتي كان من المقرر أن تستمر لمدة 30 ساعة حتى منتصف ليل الأحد وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استمرار الهجمات الروسية باستخدام الطائرات المسيرة، بينما زعمت وزارة الدفاع الروسية في موسكو وقوع ضحايا مدنيين جراء هجمات أوكرانية.
"انطباع زائف بالهدنة"
قال زيلينسكي في تصريحات عبر الإنترنت صباح الأحد: "بشكل عام، يمكننا القول في صباح عيد الفصح إن الجيش الروسي يحاول خلق انطباع بوجود هدنة، لكنه يواصل في بعض المناطق محاولات محدودة للتقدم وإلحاق الخسائر بأوكرانيا." وأشار إلى تسجيل 387 حالة قصف مدفعي و290 هجوما بطائرات مسيرة خلال الساعات الست الأولى من الهدنة. وفي وقت لاحق، أبلغ زيلينسكي عن "تصاعد القصف الروسي وهجمات الطائرات المسيرة الانتحارية"، مؤكدًا أن أوكرانيا سترد "بما يتناسب" مع هذه الانتهاكات. وسمع صحفيون من وكالة فرانس برس انفجارات على بعد حوالي 12 كيلومترًا من خط المواجهة في شرق أوكرانيا.
حالة من عدم الثقة في أوكرانيا من وعود بوتين بالهدنة
02:16
This browser does not support the video element.
موسكو تتهم كييف
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها "تلتزم بدقة بالهدنة وتبقى في مواقعها على خطوط الجبهة"، لكنها اتهمت القوات الأوكرانية بشن هجمات على مناطق تسيطر عليها روسيا في إقليم دونيتسك الشرقي، مما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين. وأعلنت موسكو أن كييف هاجمت أيضا مناطق بريانسك وكورسك وبيلغورود الحدودية الروسية، مشيرة إلى "سقوط قتلى وجرحى من المدنيين". وأشارت موسكو إلى أن القوات الأوكرانية "قصفت مواقع قواتنا 444 مرة، ونفذت 900 غارة بطائرات مسيرة" ليل السبت إلى الأحد.
إعلان
سياق الهدنة وتداعياتها
جاء إعلان بوتين عن الهدنة بعد يوم من تصريحات الرئيس الأمريكيدونالد ترامب التي أشار فيها إلى أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا "توشك على التوصل إلى نتيجة"، مع تحذير إدارته من التخلي عن جهود الوساطة إذا لم يتم إحراز تقدم قريبًا. وأبدت أوكرانيا موافقتها على الهدنة، لكنها عبرت عن شكوكها في نوايا موسكو، خاصة بعد رفض روسيا اقتراحًا أمريكيًا سابقًا لوقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا. وتشير الاتهامات المتبادلة إلى صعوبة تحقيق هدنة مستدامة في ظل استمرار التوترات العسكرية والسياسية.
وتظهر هذه الاتهامات صعوبة فرض وقف لإطلاق النار ولو لثلاثين ساعة فقط، في القتال المستمر منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وكان بوتين أعلن السبت عن الهدنة قصيرة الأمد بمناسبة عيد الفصح، ووافق زيلينسكي على المقترح لكن الرئيسين أمرا قواتهما بالرد على أي انتهاك للهدنة. يأتي وقف النار القصير الأمد في حين يمارس الرئيس الأمرDكي دونالد ترامب ضغوطا على كل من موسكو وكييف للقبول بهدنة، لكنه لم ينجح بعد في انتزاع تنازلات من الكرملين.
و قالت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الأحد إنها سترحب بتمديد وقف إطلاق النار لمدة يوم واحد الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة عيد القيامة.
وقال الكرملين في وقت سابق إن أمرا لم يصدر بتمديد وقف إطلاق النار، وذلك في الوقت الذي تتبادل فيه روسيا وأوكرانيا الاتهامات بخرق الهدنة.
تحرير: عماد غانم
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.