واشنطن ترحب "بحذر" بالجدول الزمني للانتقال السياسي بمصر
٩ يوليو ٢٠١٣أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض اليوم الثلاثاء (التاسع تموز/ يوليو 2013) إن الولايات المتحدة "ترحب بحذر" بالجدول الزمني الذي يتحدث عن إجراء انتخابات في مصر بعد إعلان السلطات المصرية تنظيم انتخابات تشريعية في بداية 2014 على أبعد تقدير.
وقال جاي كارني في تصريح صحافي "لن نفرض مواعيد. نحن نرحب بحذر (...) بالجدول الزمني الذي ينص على العودة إلى حكومة منتخبة ديموقراطيا ويتضمن تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية". وكانت واشنطن قد أعلنت في وقت سابق أنها لا تنوي خفض أو حذف مساعداتها لمصر، مؤكدة على العودة السريعة إلى الحياة الدستورية في البلاد.
من جهة أخرى، قام الرئيس المؤقت عدلي منصور في وقت لاحق من هذا اليوم، بتكليف الاقتصادي الليبرالي حازم الببلاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد ستة أيام من إزاحة الجيش للرئيس الإسلامي محمد مرسي. وهو ما أسفر عن موجة عنف دامٍ في مناطق مختلفة من البلاد. وشهدت تلك الأحداث ذروتها فجر الاثنين الماضي أمام مقر الحرس الجمهوري، حين لقي 51 شخصا على الأقل مصرعهم وجرح أكثر من مائة، حسبما أفادت به مصادر طبية من هيئة الإسعاف.
الببلاوي الخبير الاقتصادي
الجذير بالذكر، أن حازم الببلاوي من أبرز خبراء الاقتصاد في مصر، وقد عين من عام 2011 وزيرا للمالية لفترة وجيزة تحت حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة. ومن المنتظر أن يرأس الأخير الحكومة حتى تعديل الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الجديدة في غضون الإطار الزمني الذي يستمر لمدة ستة أشهر وفقا للإعلان الدستوري الصادر من قبل الرئيس المؤقت عدلي.
وكان الببلاوى مؤيدا بقوة للعمل من أجل حل مشكلات الميزانية في مصر، لتنتعش بذلك الآمال لوضع حد لتدهور الاقتصاد المصري. وفي مقابلة نشرت في صحيفة "ديلي نيوز مصر" قبل أسبوعين، انتقد الأداء الاقتصادي للرئيس المعزول محمد مرسي، قائلا إنه لم يضع القضايا التي تحتاج معالجة كأولويات، داعيا في الوقت ذاته إلى وقف الدعم عن الوقود الذي يصل إلى حوالي 20 % من الموازنة العامة للدولة. ويرى الببلاوي أن من المهم أن يفهم المواطنون حجم الخطر الذي يتسبب به الدعم على الاقتصاد المصري، ويجب أن يروا أيضا أن تقنينه يتم بطريقة تضمن العدالة الاجتماعية.
البرادعي نائبا للرئيس
في المقابل تم تعيين مؤسس حزب الدستور ومنسق جبهة الإنقاذ، محمد البرادعي نائبا للرئيس للعلاقات الخارجية، بعد أن كان بادئ الأمر مرشحا لتولي رئاسة الوزراء، لكن حزب النور السلفي حال دون تعيينه، باعتباره شخصية غير توافقية وأنه "من الشخصيات المعارضة لجماعة الإخوان المسلمين"، حسب وكالة رويترز للأنباء نقلا عن المتحدث الرسمي لحزب النور السلفي نادر بكار.
وبعد أن رحب بتعيين الببلاوي رئيسا للحكومة، أفاد حزب النور على لسان زعيمه يونس مخيون اليوم الثلاثاء، أنه بصدد دراسة تعيين البرادعي نائبا لرئيس الدولة للشؤون الخارجية، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
الجيش يلتزم بخارطة الطريق
في المقابل أصدرت القوات المسلحة المصرية بيانا ككلمة مسجلة، أكدت فيه أن معالم الطريق باتت "واضحة وتعطي الجميع ما هو أكثر من الطمأنينة". وذلك في إشارة إلى أنها تدعم المرحلة الانتقالية التي حدد معالمها الإعلان الدستوري الجديد الذي ألقاه الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور منتصف الليل الماضي.
وشمل الإعلان خارطة طريق تتضمن إجراء انتخابات رئاسية، وتعديلات على الدستور المثير للجدل لمدة لا تزيد عن أربعة أشهر ونصف الشهر. في ما أكدت القوات المسلحة في بيانها أنها "لا تريد لأحد أن يتجاوز حد الصواب أو يجنح عن الطريق متخطيا حدود الأمن والسلامة، ويعرض الوطن والمواطنين لما لا يمكن تجنبه، (...) فليس لأحد بعد ذلك أن يخرج على إرادة الأمة مهما كانت الحجج".
و.ب/ أ.ح (رويترز؛ أ.ف.ب؛ د.ب.أ)