واشنطن تستخدم حق النقض ضد قرار أممي لحماية الفلسطينيين
١ يونيو ٢٠١٨
استخدمت الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدعو إلى توفير آلية لحماية المدنيين الفلسطينيين في غزة، ووصفت المندوبة الأمريكية نص مشروع القرار الكويتي بأنه يشكل "وجهة نظر أحادية بشكل فادح".
إعلان
ما هو مصير مشروع الكويت لحماية الفلسطينيين؟
23:33
كما كان متوقعاً استخدمت الولايات المتحدة اليوم الجمعة (الأول من حزيران/ يونيو 2018) حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أعدته الكويت في مجلس الأمن الدولي يندد باستخدام إسرائيل القوة ضد المدنيين الفلسطينيين.
وقالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إن مسودة القرار "أحادي الجانب وغير أخلاقي"، مضيفة أن هدف مشروع القرار هو إفشال الجهود الحالية لإقامة سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حسب تعبيرها.
وانتقدت هيلي مسودة القرار "بسبب دعوة إسرائيل فيها إلى وقف إسرائيل لممارسة حقها في الدفاع عن نفسها"، حسب تعبيرها. وقالت هيلي إن المسودة لا تتطرق إلى نشاطات "حماس الراديكالية العدوانية ضد قوات الأمن الإسرائيلية وضد المدنيين. وتابعت أن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض ضد القرار بشكل طبيعي.
وكانت هيلي قد قالت قبيل التصويت: "تتحمل حركة حماس الإرهابية المسؤولية الأساسية عن ظروف العيش المروعة في غزة".
ومن بين أعضاء المجلس الخمسة عشر صوت عشرة لصالح القرار بينهم فرنسا ولم ترفضه سوى الولايات المتحدة. وامتنعت أربعة دول عن التصويت بينها بريطانيا. ويحتاج أي قرار إلى موافقة تسعة أصوات على الأقل مع عدم استخدام حق النقض من قبل أي من الأعضاء الدائمين الخمسة، وهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين.
وقبيل التصويت في مجلس الأمن قُتلت مسعفة فلسطينية وأُصيب نحو مئة شخص برصاص وقنابل الغاز التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في الجمعة العاشرة للاحتجاجات ضمن مسيرات "العودة" قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وهذه هي المرة الثانية التي تلجأ فيها هايلي لاستخدام الفيتو ضد إجراء أممي يتعلق بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. فقد لجأت إلى حق النقض في كانون الاول/ ديسمبر ضد نص يرفض قرار الرئيس الإمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية لإلى القدس.
في المقابل رفض مجلس الأمن الدولي الجمعة مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة يدين "حركة حماس" على خلفية أعمال العنف الأخيرة في غزة.
وكانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي صوتت لصالح مشروع القرار هذا. وامتنعت إحدى عشرة دولة عن التصويت بينما عارضت مشروع القرار كل من بوليفيا والكويت وروسيا.
ويواجه مجلس الأمن منذ أسابيع مأزقا بشأن طريقة معالجة أعمال العنف في قطاع غزة. والأربعاء حذر منسق الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف من أن أعمال العنف الأخيرة بين إسرائيل و"حركة حماس" تضع غزة على حافة الحرب.
وتقول حركة "حماس" و"حركة الجهاد الإسلامي" إن هجماتهما الأخيرة والتي شملت قصف أراض إسرائيلية تأتي رداً على قتل إسرائيل ما لا يقل عن 116 فلسطينياً منذ 30 مارس/ آذار في احتجاجات على حدود قطاع غزة.
ح.ع.ح/ع.غ(أ.ف.ب/رويترز)
السفارة الأمريكية في القدس: يوم فرحت إسرائيل واحتج الفلسطينيون
فيما افتتحت الولايات المتحدة رسمياً سفارتها في القدس تزامناً مع احتفال دولة إسرائيل بالذكرى السبعين لقيامها، قُتل عشرات الفلسطينيين في تصاعد غير مسبوق لحدة المواجهات مع الجيش الإسرائيلي على حدود غزة.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
تدشين بمباركة إيفانكا
نقلت الولايات المتحدة الاثنين (5 مايو/ آيار2018) سفارتها من تل أبيب إلى القدس، بعد وعد الرئيس ترامب في نهاية العام الماضي، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. الاستنكار الدولي والغضب الفلسطيني من الوعد لم يمنعا تحقيقه ومشاركة ابنته إيفانكا إلى جانب زوجها جاريد كوشنر في مراسم الافتتاح. إيفانكا شاركت متتبعيها على تويتر لحظات استقبالها من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أيضاً.
صورة من: Reuters/A. Cohen
حضور دبلوماسي من أمريكا
أعلن ترامب قبل أيام عدم حضوره لافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، لكنه بعث وفداً دبلوماسياً يتكون من شخصيات مهمة داخل البيت الأبيض، على رأسهم وزير الخزانة ستيفن منوتشين ومساعد وزير الخارجية جون سوليفان، فضلاً عن إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر. وستفتح مكاتب سفارة مؤقتة داخل مبنى القنصلية الأمريكية في القدس، في انتظار اختيار مبنى أكبر لها مستقبلاً.
صورة من: Reuters
"ترامب صديق الصهاينة"
زُينت شوارع القدس قرب السفارة الأمريكية الجديدة بالعلمين الاسرائيلي والأمريكي استعداداً للاحتفال بعهد جديد واستبدلت لافتات مرورية بأخرى تشير لموقع السفارة الكائن بحي أرنونا بالقدس. كما عُلقت لافتات تشيد بترامب كـ"صديق للصهاينة". شعار الصداقة حمل معه عقوداً من الحياد الأمريكي تجاه القضية، لكن اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة لاسرائيل غير معالمها وجعل نتانياهو يقول: "إن نقل السفارة مدعاة للاحتفال".
صورة من: DW/D. Regev
ذكرى "قيام إسرائيل"
افتتاح السفارة الأمريكية وإقامة احتفال دبلوماسي بين أمريكا وإسرائيل، تعدى إلى المواطنين الاسرائليين الذين عبروا عن فرحتهم بانتقال السفارة إلى القدس. خاصة وأن هذا الحدث يصادف الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل" الاثنين (14 أيار/ مايو 2018) وفق التقويم الغريغوري. كما أن إسرائيل بدأت احتفالاتها التقليدية، قبل أيام، بمناسبة الذكرى 51 لـ "ضم القدس" أو "توحيد القدس"، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
صورة من: Getty Images/L. Mizrahi
احتفال مستمر
منذ أيام والأفراح والاحتفالات تسود المنطقة الغربية من القدس. ويشارك في هذا كل الإسرائليين باختلاف أعمارهم وأجناسهم استعدادا للاحتفال بـ "مرور 70 عاماً على قيام دولتهم". ووسط أغاني ممجدة للشعب اليهودي والدولة العبرية وللقدس، وفي جو من الرقص والسعادة الغامرة البادية على كل المشاركين في الإحتفالات، رفعوا علم إسرائيل معبرين عن "انتصار" انتظروه منذ عقود.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Gharabli
"نكبة جديدة"؟
يتزامن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس قبل يوم من الذكرى السبعين لـ"النكبة"، عندما نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948. وعلى ما يبدو، فالفلسطينيون يحيون الذكرى السبعين للحدث بـ"نكبة جديدة" كما وصفتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Reuters/M. Salem
سخط فلسطيني
في مقابل الأفراح الإسرائيلية، يعيش الفلسطينيون وسط أجواء من الحزن والسخط على قرار ترامب الذي يعترف فيه بأن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعن نقل سفارة دولته إلى القدس. هذا القرار الذي "استفز" الفلسطينيين باعتبارهم رافضين منذ البداية لـ"احتلال" إسرائيل للقدس كـ"عاصمة أبدية" منذ 1980، بغض النظر عن عدم اعتراف المجتمع الدولي بذلك، وفي ظل رغبة فلسطين في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
رغم الوعيد.. اقتحموا السياج!
شارك الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة في مسيرة إلى الحدود مع إسرائيل، وخاطر بعضهم مقتحماً السياج الأمني، رغم وعيد الجيش الإسرائيلي، ورغم أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قد ألقت منشورات على قطاع غزة للتحذير من الاقتراب من السياج. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، عن وضع قواته في حالة تأهب قصوى، فضلاً عن مضاعفة عدد وحدات جيشه المقاتلة وتعبئة الآلاف من شرطييه لضمان الأمن في السفارة ومحيطها.
صورة من: Reuters/B. Ratner
نار وغضب
العشرات من الشباب الفلسطينيين اجتازوا السياج الحدودي الفاصل شرق غزة وأضرموا النار في إطارات سيارات في الجانب الإسرائيلي من الحدود، كما ألقوا الحجارة على الجيش الاسرائيلي تعبيراً عن غضبهم من تدشين السفارة الأمريكية في القدس، وبينما يتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بتحريض الفلسطينيين على اختراق السياج الحدودي، يشهد قطاع غزة "مسيرات العودة"، منذ نهاية آذار/ مارس2018.
صورة من: Reuters/M. Salem
"مذبحة رهيبة"
أسفرت المواجهات بين الجنود الإسرائيليين وفلسطينيين في الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، قبل ساعات من تدشين مقر السفارة الأمريكية، عن سقوط عشرات القتلى، وإصابة أكثر من ألف فلسطيني بالرصاص الحي. المواجهة جاءت بعد أن ألقى فلسطينيون الحجارة على الجنود الإسرائيليين الذين ردوا بإطلاق النار. وعلى وقع ارتفاع القتلى والجرحى، اتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب "مذبحة رهيبة" في قطاع غزة. إعداد: مريم مرغيش.