واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز "داعش" بسوريا
٧ مايو ٢٠٢٤
رغم نداءات متكررة -من الإدارة الكردية- تتردد دول -جاء منها مقاتلو تنظيم داعش- في استرداد أفراد عائلات مقاتلي هذا التنظيم، لكن واشنطن أعلنت تنفيذ أكبر عملية استعادة لأمريكيين من مراكز الاحتجاز لدى قوات سوريا الديمقراطية.
إعلان
أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء (السابع من مايو/ أيار 2024) أنها استعادت 11 أمريكيا -بينهم خمسة قاصرين- من مراكزاحتجاز الجهاديين في شمال شرق سوريا، وساهمت في نقل مواطنين غربيين آخرين، في "أكبر عملية إعادة" لأمريكيين من هذه المراكز.
ونُفذت العملية "المعقّدة" وكالات أمريكية بالتعاون مع السلطات الكويتية والقوات الكردية. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان، إنه -بالإضافة إلى مواطنيه- سمحت العملية أيضا باسترداد ستة كنديين وأربعة هولنديين وفنلندي واحد، بينهم ثمانية أطفال. وأضاف: "هذه أكبر عملية إعادة حتى الآن لمواطنين أمريكيين من شمال شرق سوريا".
كما أعادت الولايات المتحدة لأراضيها "طفلاً يبلغ من العمر تسع سنوات وهو ليس أمريكياً ولكنه أخ أو أخت أحد القاصرين الأمريكيين العائدين إلى وطنهم".
وانتقل آلاف الأجانب -من بينهم نساء وأطفال- إلى سوريا من مختلف دول العالم للعيش في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وأطلقوا عليها اسم "دولة الخلافة" حتى عام 2019 عندما استعادت القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة الأراضي السورية من قبضة المتشددين.
وتحتجز الإدارة الذاتية الكردية قرابة 56 ألف شخص -بينهم ثلاثين ألف طفل- من أكثر من 60 دولة، في 24 منشأة احتجاز ومخيّمين هما الهول وروج في شمال شرق سوريا. ويتوزع هؤلاء بين مقاتلي التنظيم وأفراد عائلاتهم ونازحين فروا خلال سنوات النزاع.
وأُودِع النساء والأطفال الفارون من سوريا في مخيمات اعتقال مكتظة تديرها السلطات الكردية ومنظمات غير حكومية دولية، وقد عملت السلطات والمنظمات جاهدةً لإعادتهم إلى بلدانهم بسبب تصاعد أعمال العنف والظروف القاسية في هذه المخيمات.
ورغم نداءات متكررة من السلطات المحلية تتردد دول قدم منها مقاتلو التنظيم في استرداد أفراد عائلاتهم، وتلقي بحكم الأمر الواقع مسؤولية رعايتهم على الإدارة الكردية.
ورأى بلينكن أن "الحل الوحيد الدائم (...) هو أن تقوم الدول بإعادة مواطنيها وأن تعيد تأهيلهم ودمجهم وضمان المساءلة عن الأخطاء عند الاقتضاء". وتضغط واشنطن منذ فترة طويلة على الحكومات الأوروبية لاستعادة مواطنيها.
ولا يزال يقبع نحو 25 أمريكياً في مراكز احتجاز الجهاديين، وفق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر.
ولفت المسؤول في الإدارة الذاتية الكردية فنر الكعيط إلى أن "الإدارة الذاتية متعاونة مع جميع الدول التي تريد استعادة رعاياها، لكن هذه الجهود غير كافية" وحضَّ "المجتمع الدولي على إيلاء الاهتمام الأكبر، والبحث في حلول جذرية وشاملة ومتكاملة لهذا الملف"، وأكد "تسليم امرأة و10 أطفال أمريكيين، وامرأة و3 أطفال هولنديين، و6 أطفال كنديين، وطفل فنلندي".
ويعيش المحتجزون -وأكثر من نصفهم من الأطفال- في دوامة من العنف والفقر والحرمان، معزولين عن الحياة في الخارج. وتتلقى قلة من الأطفال تعليماً ويبدو مستقبلهم في المجهول.
وفي تقرير نشرت منظمة العفو في 17 نيسان/أبريل 2024 أشارت المنظمة إلى أن المحتَجزين "يواجهون انتهاكات ممنهجة ويموت عدد كبير منهم بسبب الظروف غير الإنسانية في شمال شرق سوريا"، معددةً من بينها "الضرب المبرح والإبقاء في وضعيات مُجهِدة والصعق بصدمات كهربائية والعنف القائم على النوع الاجتماعي".
ص.ش/ ع.م (أ ف ب، رويترز)
كوباني مدينة تولد من جديد بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية"
هل تذكرون كوباني؟ إنها المدينة السورية التي حاصرها عناصر"الدولة الإسلامية" والتي حررها المقاتلون الأكراد في معركة تلتها ضجة إعلامية دولية في 2014. يجري الآن إعادة بناء المدينة ببطء، ولكن لا تزال الدراما مستمرة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
رمز المقاومة
في 15 سبتمبر/ أيلول 2014 قام عناصر "الدولة الإسلامية" بحصار مدينة عين العرب (كوباني الكردية السورية). أدى الهجوم إلى نزوح جماعي من البلدة والمناطق الريفية المحيطة بها إلى تركيا، في حين بقى الكثيرون لخوض المعركة ضد العدو. ويرمز هذا التمثال في مدخل المدينة إلى المقاومة حيث تم نحته تكريما للمرأة التي نفذت هجوما انتحاريا استهدف أحد مواقع تنظيم داعش وهي "أرين ميركان".
صورة من: DW/K. Zurutuza
كوبانيغراد
ساعدت الغارات الجوية الأمريكية القوات الكردية البرية حتى تم تحرير كوباني رسميا في 26 يناير / كانون الثاني2017 . لكن 70 بالمائة من المدينة التي كانت مزدحمة وتقع على الحدود التركية السورية تم تسميتها بـ "ستالينغراد الكردية" أو "كوبانيغراد". ويقول مسؤولون لـ "DW" إن 50٪ من المناطق المتضررة قد أعيد بناؤها.
صورة من: DW/K. Zurutuza
إعادة البناء من الصفر
على الرغم من وعود المجتمع الدولي بإعادة بناء المدينة، قال مسؤولون محليون لـ DW إن الأموال تأتي إما من الشتات الكردي أوالتبرعات الخاصة. وفي حين تغطي إدارة كوباني تكلفة البنية الأساسية مثل الطرق والصرف الصحي، يتعين على السكان المحليين دفع ما يقرب من 20000 دولار (17000 يورو) لإعادة بناء منازلهم.
صورة من: DW/K. Zurutuza
البازار الصاخب
يعد سوق المدينة مرة أخرى نقطة محورية للزوار والمقيمين. إلا أن السلع ليست متاحة بسهولة للسكان المحليين نتيجة الحظر الذي تفرضه كل من أنقرة وأربيل على سوريا التي يسيطر عليها الأكراد. وتؤدي هذه المظالم السياسية أيضا إلى نقص مواد البناء الأساسية، التي تشكل عقبة رئيسية أمام عملية إعادة الإعمار حسبما ذكرت مصادر من داخل المدينة ل DW
صورة من: DW/K. Zurutuza
"الصحة هي الحياة"
ومنذ أن أعاد الهلال الأحمر الكردستاني فتح المستشفى الأول في عام 2016، أُضيف اثنان آخران إلى القائمة. وقد أرسلت منظمة اليونيسف ومنظمة أطباء بلا حدود معدات طبية خاصة لتلك المستشفيات، ولكن هناك حاجة متزايدة للأدوية. فالمستشفيات أيضا تقوم بتلقي العديد من الجرحى الذين يأتون يوميا من الرقة، حيث يستمر القتال بين قوات الأكراد و"الدولة الإسلامية".
صورة من: DW/K. Zurutuza
للذكرى
تمتلئ المدينة بصور الرجال والنساء الذين قتلوا أثناء حصار كوباني أو على جبهات أخرى. كما أن عبد الله أوجلان، المؤسس المشارك وقائد حزب العمال الكردستاني السجين، هو أيضا صورة متكررة على الجدران واللافتات وحتى على زي وحدات حماية الشعب "الميليشيات الكردية".
صورة من: DW/K. Zurutuza
الحرب لم تنته بعد
على الرغم من تحسن الأمن بشكل كبير على مدى السنوات الثلاث الماضية، لا يزال العديد من الأشخاص ينضمون إلى صفوف قوات سورية الديمقراطية، وهي القوة المتعددة الجنسيات التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تقاتل "الدولة الإسلامية" في معاقلها السورية الأخيرة. يقول المجند هيفال سيبان لـ "DW": "كنت صغيرا جدا في القتال عام 2014، ولكن في الثامنة عشرة من عمري ، لم يعد بإمكاني تخطي التزاماتي".
صورة من: DW/K. Zurutuza
حطامي هو منزلي
ولا يزال العديد من أولئك الذين لا يستطيعون دفع تكاليف منازلهم لإعادة بنائها يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض، دون توفر المياه أو الكهرباء. وبعد ثلاث سنوات من الحصار، لم يتم بعد إزالة الكثير من الحطام.
صورة من: DW/K. Zurutuza
الحالمون بالأنقاض !
هناك أيضا من لا يستطيعون حتى العودة إلى أنقاض منازلهم السابقة ويظلون عالقين في مخيم للاجئين خارج كوباني والذي يستضيف 50 أسرة. يقول إدريس شيخ، وهو أب لعشرة أطفال، لـ"DW": "سأكون سعيداً جدا إذا استطعت توفيرالمال لإعادة بناء غرفة لعائلتي". كارلوس زوروتوزا / س.م