واشنطن تحشد الدعم الدولي لمواجهة إيران في الأمم المتحدة
٢٣ سبتمبر ٢٠١٩
أعلن وزير الخارجيّة الأميركية مايك بومبيو أنّ بلاده تسعى من خلال الأمم المتّحدة إلى الحصول على مساندة دوليّة في مواجهة إيران، فيما اتهم بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيابوقوف إيران وراء الهجمات على أرامكو إالسعودية.
إعلان
قال وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو (الأحد 22 أيلول/ سبتمبر 2019) إن الولايات المتحدة تسعى لتجنب الحرب مع إيران مشيرا إلى أن القوات الأمريكية الإضافية التي تقرر إرسالها لمنطقة الخليج يوم الجمعة هي "للردع والدفاع"، وأكد بومبيو مساعي بلاده من خلال الأمم المتّحدة إلى الحصول على مساندة دوليّة في مواجهة إيران
وقال بومبيو عبر قناة "ايه بي سي"، إنّ "الرئيس (دونالد) ترامب وأنا شخصيّاً نريد منح الدبلوماسيّة كلّ فرص النجاح".
وأضاف بومبيو لبرنامج فوكس نيوز صنداي أنه على ثقة من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتخذ إجراء إذا لم تنجح إجراءات الردع هذه وأن القيادة الإيرانية تدرك ذلك جيدا.
وقال "مهمتنا هي تفادي الحرب... رأيتم ما أعلنه وزير (الدفاع الأمريكي مارك) إسبر يوم الجمعة. ننشر قوات إضافية في المنطقة لغرض الردع والدفاع".
وقال بومبيو إن واشنطن تتخذ إجراءات لردع طهران، لكنه أضاف أن ترامب سيتخذ الإجراءات اللازمة في المنطقة إذا لم تغير طهران سلوكها. وقال "إذا استمر عدم نجاح (إجراءات) الردع، فإني على ثقة أيضا من أن الرئيس ترامب سيتخذ ما يلزم من إجراءات".
من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي الأحد أن ليست لديه "أيّ نيّة" للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني في الأمم المتحدة. وقال "لا يُمكن استبعاد أيّ شيء تماماً، ولكن ليست لدي النية للقاء إيران".
ولدى سؤاله عن إمكان حصول أيّ اتّصال بين بومبيو أوّ مسؤول أميركي آخر مع الوفد الإيراني، على هامش الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، أكّد مسؤول أميركي رفيع أنّه "ليس هناك من شيء مُقرَّر" في هذا الإطار.
في سياق متصل، قال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، إنه سيلتقي مع رئيس إيران في الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث أفعال إيران في المنطقة وبريطاني مزدوج الجنسية محتجز في طهران، مشيراً إلى أن بلاده تعزو مسؤولية الهجمات على أرامكو السعودية إلى إيران.
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان الأحد إن هدف بلاده الرئيسي في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع هو خفض التوتر بين الولايات المتحدة وإيران وإن اجتماع رئيسي البلدين ليس على قمة أولوياته.
وأعلن لودريان أنّ اللقاء المنتظر بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني ليس "القضيّة رقم 1" هذا الأسبوع في نيويورك، ملمّحاً إلى أنّه من غير المرجّح عقد هذا الاجتماع.
وقال لو دريان للصحفيين "الاجتماع بين الرئيس ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني ليس الهدف الأول. هدفنا الأول يتمثل فيما إذا كان بإمكاننا استئناف مسار خفض التصعيد مع مختلف الأطراف".
وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران بعد هجوم الأسبوع الماضي على منشأتي نفط سعوديتين أسفر في بادئ الأمر عن خفض إنتاج المملكة إلى النصف. وحملت الولايات المتحدة والسعودية إيران مسؤولية هذا الهجوم.
وفرضت الولايات المتحدة مزيدا من العقوبات على إيران شملت البنك المركزي الإيراني، في حين أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إرسال مزيد من القوات لتعزيز دفاعات السعودية الجوية والصاروخية في أعقاب الهجوم الذي كان الأكبر على منشآت نفطية بالمملكة.
ونفت إيران تورطها في هذا الهجوم، في حين أعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عنه.
وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين لشبكة (سي.إن.إن) إن الهجوم على منشأتي السعودية هو هجوم على النظام الاقتصادي العالمي. وعبر منوتشين عن أمله أن يلتزم أي بلد يرتبط تعامله بنظام الدولار الأمريكي بالعقوبات على إيران.
م.م/ ح.ز (ا ف ب، رويترز )
السعودية والمستنقع اليمني - حرب مكلفة
رغم مرور 33 شهراً على بدء العمليات العسكرية السعودية ضد الحوثيين وحليفهم السابق علي عبد الله صالح، إلا أن تلك الحملة لم تحقق الكثير؛ فالكلفة الاقتصادية كبيرة والتنديد الدولي يتصاعد ومؤخراً أصبحت الرياض في مرمى الصواريخ.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين وحليفهم السابق الرئيس المقتول علي عبدالله صالح. يقول المشاركون فيه إنه جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن. وذلك بعد بسط الحوثيين وقوات صالح نفوذها على مناطق واسعة.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
يرى مراقبون أن الكلفة الباهظة مالياً وبشرياً في ظل الفشل في تحقيق انتصارات على أرض المعركة أدخل المملكة السعودية في مأزق، لا سيما مع انخفاض واردات النفط وهو ما تجسد في تفاقم العجز في الموازنة العامة للمملكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Pain
أعلن وزير المالية السعودي، محمد بن عبد الله الجدعان، أن العجز في الميزانية السعودية خلال الربع الثالث من العام الجاري 2017 بلغ 7.48 مليار ريال، وبلغ الدين العام بنهاية الربع الثالث من السنة المالية الحالية 8,375 مليار ريال سعودي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Hasan Jamali
وبعد مرور ما يقرب من 33 شهراً على بدء هذه الحملة العسكرية تتزايد الصعوبات على المملكة بشأن التدخل العسكري في اليمن، إذ ان التفهم الدولي الذي قوبل به التدخل العسكري في بدايته اختفى وحل بدلاً منه انتقادات دولية لا سيما على الصعيد الإنساني.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
أكدت "منظمة هيومن رايتس ووتش" أن التحالف العربي بقيادة السعودية استخدم صواريخ عنقودية في عدة هجمات بمحافظة حجة شمال غرب اليمن ممّا أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين. ودعت المنظمة إلى تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق.
صورة من: DW/M. al-Haidari
وخلّفت هذه الحرب أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، وجعلت نحو 80% من سكان البلاد، البالغ عددهم حوالي 27 مليون نسمة، بحاجة إلى المساعدات. وتسبب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 8750 شخصاً منذ آذار/مارس 2015 وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الآلاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.
صورة من: obs/UNO-Flüchtlingshilfe/UNHCR/M. Hamoud
ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة فقد "بلغ إجمالي الوفيات بسبب مرض الكوليرا 2230 حالة، في حين بلغ عدد وفيات وباء الديفتيريا أكثر من 300 حالة، كما تفشت الأمراض بسبب انعدام الأمصال الواقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Al-Ansi
شكل مقتل الرئيس السابق والحليف السابق للحوثيين، علي عبد الله صالح، في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول على أيدي الحوثيين ضربة أخرى للجهود السعودية التي راهنت على قدرة صالح على حسم الوضع عسكرياً بعد أن انقلب على الحوثيين قبل أيام من مصرعه.
صورة من: Reuters/Houthi Security Services Media
في 19 ديسمبر/ كانون الأول أعلنت السعودية تصديها لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه الرياض، في حين أعلن التحالف العربي اعتراض صاروخ أطلقه مسلحو جماعة الحوثي في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وعلى خلفية ذلك، وجهت السعودية هجوماً حاداً على إيران، واتهمتها بتزويد الحوثيين بمثل هذا الصواريخ.
صورة من: Reuters
أكد بهنام بن طاليبل المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات لفرانس برس أن هذه الصواريخ تعتبر "استنزاف إيراني لأموال السعودية، والهدف هو إطالة أمد الحرب". وقال إن رغبة إيران الواضحة في المخاطرة بنقل صواريخ إلى الحوثيين تشير إلى أن ساحة المواجهة في اليمن "ربما ليست هامشية لإيران كما كان يعتقد من قبل".
صورة من: Getty Images/AFP/S. al-Obeidi
فرضت السعودية حصاراً خانقاً على منافذ اليمن البحرية والجوية بعد إطلاق الصاروخ في اتجاه الرياض، بسبب مخاوفها من تهريب الأسلحة إلى داخل اليمن، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، وأدى إلى زيادة الضغوط الدولية على الرياض. إعداد: علاء جمعة