أعربت واشنطن عن قلقها الشديد إزاء إحالة أوراق الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وأكثر من مائة آخرين من الإخوان لمفتي الجمهورية، معتبرة أنه لا يتوافق مع معايير دولة القانون. فيما سجل مقتل أربعة أشخاص في سيناء بينهم قاضيان.
إعلان
أعربت الولايات المتحدة اليوم الأحد (17 مايو/أيار 2015) عن "قلقها العميق" إزاء قرار محكمة الجنايات في القاهرة، الذي صدر أمس السبت والقاضي بإحالة أوراق الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي وأكثر من مئة متهم في قضية هرب من السجون خلال ثورة 25 يناير، إلى المفتي، حسبما قال دبلوماسي أمريكي. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية طلب عدم كشف هويته "نشعر بقلق عميق بسبب حكم آخر بالإعدام الجماعي أصدرته محكمة مصرية على أكثر من 100 متهم من بينهم الرئيس السابق مرسي. وأضاف قائلا: "لطالما نددنا بالمحاكمات والأحكام الجماعية التي تجري بصورة لا تنسجم مع واجبات مصر الدولية ودولة القانون".
وبعد أن لفت إلى أنه حكم أولي، أضاف المسؤول أن الولايات المتحدة "تواصل التشديد على ضرورة اتباع الآلية القانونية واعتماد إجراءات قضائية فردية لجميع المصريين لما يخدم العدالة".
ومن بين الذين تمت إحالة أوراقهم للمفتي، المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع. وبحسب القانون المصري، فإن أحكام الإعدام تحال الى مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي فيها. ويحق للمحكومين الطعن بالحكم حتى بعد صدور قرار المفتي. وتصدر المحكمة قرارها النهائي في الثاني من يونيو/ حزيران المقبل. ويحاكم مرسي الذي عزله الجيش المصري في العام 2013 في قضيتين أخريين، إحداهما بتهمة التخابر مع قطر والأخرى بتهمة إهانة القضاء.
بالصور: عزل مرسي بين الاحتفال والاحتجاج
تفاوت مزاج الشارع المصري بعد خلع الجيش لمحمد مرسي بين إحباط المتعاطفين معه وفرح كل الذين كانوا يرون فيه رئيسا إقصائيا يضع مصلحة جماعته فوق مصلحة الدولة، فيما احتد الجدل حول دور الجيش ومستقبل العملية الديمقراطية في البلاد
صورة من: OZAN KOSE/AFP/Getty Images
تكريس للانقسام
تراوحت ردود فعل الشارع المصري بعد إطاحة الجيش بمحمد مرسي بين الفرح العارم والاحتجاجات، ففيما أبدى أنصار الإخوان المسلمين عن حزنهم وغضبهم تعالت أصوات الاحتفالات لدى المعارضين لأول رئيس إسلامي منتخب ديمقراطياً، لكنه أحدث انقسامات عميقة في الساحة المصرية خلال عام من توليه مقاليد الحكم.
صورة من: Reuters
عودة الجيش للواجهة
الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية وهو يلقي الخطاب الذي رسم فيه ملامح المرحلة الانتقالية بحضور أقطاب المعارضة وممثلي الشباب والقيادات الدينية. عودة الجيش إلى الواجهة تؤكد مركزية المؤسسة العسكرية في مصر، إلا أن ذلك يطرح أكثر من سؤال حول المستقبل الديمقراطي للبلاد.
صورة من: picture alliance/AA
الجيش يضع "خارطة المستقبل"
وضعت قيادة الجيش المصري بالتشاور مع ممثل المعارضة محمد البرادعي وشيخ الأزهر احمد الطيب وبابا الأقباط تواضروس الثاني ما أسمته "خارطة المستقبل". وقد أعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد لعام للقوات المسلحة تعطيل العمل بالدستور. ويتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة البلاد مؤقتاً بمساعدة مجلس انتقالي وحكومة كفاءات لحين إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة.
صورة من: Reuters
فرح ميدان التحرير
شابان متعانقان فرحاً في ميدان التحرير بعد أن أعلن الجيش المصري عزل محمد مرسي، صورة معبرة عن إحباط الشباب المصري الذي قاد الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك. يرى الكثير من الشباب أن محمد مرسي بقي رئيساً للإخوان المسلمين وفشل في أن يصبح رئيساً لكل المصريين.
صورة من: Reuters
إحباط كامل في معسكر الإخوان
عبر الإسلاميون المؤيدون لمحمد مرسي في ميدان رابعة العدوية عن غضبهم عقب إعلان الجيش تعليق العمل بالدستور وتعيين رئيس مؤقت للبلاد. وأدان الحشد الفريق عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وهتف بعضهم قائلين "السيسي باطل" و"الإسلام قادم" "ومش هنمشي". كما أصيب الكثير من المتظاهرين بالانهيار النفسي من وقع الصدمة.
صورة من: Reuters
مرسي تحت الإقامة الجبرية
احتجز الجيش المصري الرئيس المعزول محمد مرسي بـ "صورة وقائية" في مكان غير معروف. كما اعتقلت قوات الأمن قياجات إخوانية أخرى.
صورة من: Reuters
نهاية مرسي لا تعني نهاية الإخوان
عزل مرسي لا يعني حلاً للمشكل، فتنظيم الإخوان المسلمين متجذر في المجتمع المصري، ويعتبر قوة سياسية رئيسية في البلاد. ويجمع المراقبون على أن نجاح المرحلة المقبلة تقتضي مشاركة كل الأطياف السياسية دون إقصاء لأي طرف.
صورة من: OZAN KOSE/AFP/Getty Images
7 صورة1 | 7
على صعيد آخر، أعلن متحدث باسم وزارة الصحة المصرية لوكالة فرانس برس أن أربعة اشخاص بينهم قاضيان ونائب عام قتلوا أمس السبت بالرصاص في شمال سيناء التي تشهد اعتداءات متكررة تستهدف بشكل خاص عناصر الأمن. وهو الاعتدء الأول الذي يستهدف قضاة في شبه جزيرة سيناء. ووقع الاعتداء في مدينة العريش كبرى مدن شمال سيناء، حيث قام مسلحون بايقاف سيارة القضاة وإطلاق النار عليهم، حسب ما قال مسؤول في الشرطة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار لفرانس برس إن "أربعة اشخاص قتلوا بالرصاص هم قاضيان ونائب عام وسائق".
وعادة ما تقول المجموعات الجهادية التي تعلن مسؤوليتها عن الهجمات شبه اليومية على قوات الأمن في سيناء إنها ترد على الحملة القمعية الدامية التي طالت أنصار مرسي منذ عزله، وأودت بحياة أكثر من 1400 شخص.