واشنطن تعارض اجتماع مجلس الأمن الجمعة وإسرائيل تقصف غزة
١٣ مايو ٢٠٢١جدد الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم (الخميس 13 مايو/ أيار 2021) دعوته للتهدئة وخفض التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداَ إنه يريد أن يرى "خفضا كبيرا في الهجمات الصاروخية". كما قال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض إنه يتوقع إجراء مزيد من المحادثات مع قادة المنطقة. وفي ذات السياق قالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض إن مصر وتونس ودولا أخرى في المنطقة يمكنها أن تلعب دورا في المدى القريب لتهدئة الصراع الدائر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وعارضت الولايات المتحدة عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي غدا الجمعة لبحث التصعيد العنيف الجاري حاليا بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على ما أفاد دبلوماسيون. وقال متحدث باسم الرئاسة الصينية لمجلس الأمن الخميس لوكالة فرانس برس "لن يكون هناك اجتماع لمجلس الأمن غدا"، في وقت أكد دبلوماسيون أن الولايات المتحدة عارضت ذلك.
إسرائيل قصفت مجمعا استخباراتيا لحماس في غزة
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إن طائراته المقاتلة قصفت مجمع استخبارات تابع لحركة حماس في قطاع غزة. وأضاف الجيش أن الموقع كان يستخدم كمركز مراقبة عسكري رئيسي لحماس. وقال الجيش الإسرائيلي أن العشرات من أعضاء حماسكانوا داخل المجمع وقت الهجوم، دون التطرق إلى سقوط قتلى. ويواصل المسلحون الفلسطينيون إطلاق الصواريخ من غزة، كما تواصل إسرائيل شن غارات جوية على القطاع. وتتمثل أهداف إسرائيل الرئيسية في منشآت تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي. وبحسب متحدث باسم الجيش، قُتل سبعة أشخاص في القصف على إسرائيل حتى الآن. وفي غزة، لقي 83 شخصا حتفهم، بحسب ما ذكرته وزارة الصحة في القطاع.
وفي اليوم الرابع من المواجهات الأعنف منذ حرب 2014 بين إسرائيل وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، لا ترتسم تهدئة في الأفق رغم كل الدعوات الدولية الى خفض التوتر. وتمّ إطلاق رشقات من الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل التي نفذت غارات مكثفة على القطاع المحاصر، بينما تواجه في الداخل جبهة أخرى تتمثل في أعمال الشغب والمواجهات في المدن المختلطة اليهودية العربية. وارتفعت حصيلة الضحايا الى 83 قتيلا في غزة بينهم 17 طفلا، ونحو 487 جريحا. بينما قتل سبعة أشخاص في الجانب الإسرائيلي بينهم طفل وجندي، بالإضافة إلى مئات الجرحى.
الجمهوريون يطالبون بايدن بوقف المحادثات مع إيران
في سياق متصل، طلب الجمهوريون الخميس من الرئيس الأميركي جو بايدن وقف المفاوضات الجارية مع إيران سعيا لإحياء الاتفاق حول الملف النووي الإيراني، مشيرين إلى دعم إيران لحركة حماس في وقت يسجل تصعيد دام لليوم الرابع بين قطاع غزة وإسرائيل. وكتب السناتور ماركو روبيو في تغريدة "على ضوء الهجمات التي تشنها حماس حليفة إيران على إسرائيل، طلبت اليوم من الرئيس وضع حد فورا للمحادثات مع إيران". وتابع "لماذا ندرس رفع العقوبات عن نظام هدفه المعلن هو تدمير الدولة العبرية؟". وتم توجيه رسالة إلى بايدن موقعة مع جميع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين تقريبا، تشير إلى أن رفع العقوبات سيسمح لإيران بزيادة دعمها لحركة حماس.
كذلك ربط مايك بومبيو وزير الخارجية السابق في عهد دونالد ترامب بين المحادثات الجارية والتصعيد في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، معتبرا على تويتر أن "فريق بايدن المكلف التهدئة موجود في فيينا لإعطاء إيران مليارات الدولارات ووسيلة لحيازة السلاح النووي، هذا خطير". وكان ترامب سحب بلاده عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم بين الدول الست الكبرى وإيران بهدف منع طهران من امتلاك السلاح النووي، معتبرا أنه غير كاف، وأعاد فرض عقوبات شديدة على الجمهورية الإسلامية.
ماكرون يهاتف عباس ويدين الهجمات ضد إسرائيل
وأدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس "بشدة عمليات إطلاق الصواريخ التي تبنتها حماس وجماعات إرهابية أخرى" مشيرا إلى أن ذلك يضع "سكان تل أبيب في خطر كبير" ويقوض "أمن دولة إسرائيل"، وفق ما أفادت الرئاسة في بيان. وتحدث ماكرون الخميس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فقدم له "تعازيه" على "الخسائر الكثيرة بين المدنيين الفلسطينيين نتيجة العمليات العسكرية والمواجهات الجارية مع إسرائيل"، طالبا منه "استخدام كل وسائل النفوذ لديه من أجل إعادة الهدوء في أسرع وقت".
وتابع البيان أنه "إزاء تصعيد العنف المقلق في الشرق الأوسط، فإن رئيس الجمهورية مصمم على العمل مع مجمل الأطراف لوضع حد له بأسرع ما يمكن" مؤكدا أن "عودة الهدوء والسلام أولوية لنا". وسيتحدث ماكرون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "غير المتوافر اليوم لإجراء مكالمة هاتفيا"، كما سيكون على تواصل "مع شركاء فرنسا الرئيسيين في الشرق الأوسط" ولا سيما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي "يدعم بالكامل وساطته"، وفق البيان.
مدعية الجنائية الدولية تحذر من جرائم حرب
من جهتها قالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية في مقابلة إن المشاركين في جولة جديدة من إراقة الدماء بين الإسرائيليين والفلسطينيين ربما يكونون أهدافا لتحقيق تجرية المحكمة الآن في جرائم حرب مزعومة في جولات سابقة من الصراع. وقالت فاتو بنسودا لرويترز إنها ماضية في تحقيقها حتى دون تعاون إسرائيل التي تتهم مكتب المدعية العامة بالتحيز القائم على دوافع من معاداة للسامية وترفض أيضا، على غرار أقرب حلفائها الولايات المتحدة، عضوية المحكمة، وترفض ولايتها القضائية.
واندلعت أعنف جولة للقتال منذ 2014 بين إسرائيل والجماعات الإسلامية الفلسطينية هذا الأسبوع مع شن إسرائيل ضربات جوية عقابية على غزة وإطلاق النشطاء في القطاع المكتظ بالسكان أكثر من 1600 صاروخ على إسرائيل. وقتل ما لا يقل عن 83 فلسطينيا وسبعة إسرائيليين. وقالت بنسودا "نراقب هذه الأحداث باهتمام بالغ... نتابع (الوضع) عن كثب وأذكركم أن هناك تحقيقا مفتوحا وأن تطورات هذه الأحداث يمكن أن تصبح موضع نظر من جانبنا أيضا".
وفي مارس آذار، قال مكتبها إنه بدأ تحقيقا رسميا في جرائم حرب مشتبه بها في الصراع بعد قرابة خمس سنوات من التحقيقات الأولية. وأضاف المكتب أن لديه أساسا منطقيا للاعتقاد بوجود مخالفات ارتكبها كل من الجيش الإسرائيلي والجماعات الفلسطينية المسلحة، بما في ذلك نشطاء من حركة حماس، في قطاع غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
ح.ز/ ع.أ.ج (رويترز/ د.ب.أ / أ.ف.ب)