واشنطن تعيد إدراج الحوثيين على قائمة الكيانات "الإرهابية"
١٧ يناير ٢٠٢٤
أعلنت واشنطن إعادة إدراج الحوثيين في اليمن على قائمة الإرهابيين النشطين عالميا بسبب الهجمات التي تشنها الجماعة في البحر الأحمر. ويعني هذا التصنيف فرض عقوبات واسعة النطاق كما يهدف لقطع التمويل والتسليح. فكيف كان ردهم؟
إعلان
قال مسؤولون أمريكيون إن إدارة الرئيس جو بايدن أعادت اليوم الأربعاء (17 يناير/ كانون الثاني) إدراج الحوثيين في اليمن على قائمة الجماعات "الإرهابية"، في أحدث محاولة من جانب واشنطن لوقف الهجمات على الشحن الدولي.
وأضاف المسؤولون أن تصنيف الحركة المتحالفة مع إيران على أنها جماعة "إرهابية عالمية" يؤدي إلى فرض عقوبات قاسية عليها ويهدف إلى قطع التمويل والأسلحة التي استخدمتها لمهاجمة أو خطف سفن في ممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر.
وتسببت حملة الحوثيين في تعطيل التجارة العالمية وأثارت القلق من التضخم وعمقت المخاوف من أن تؤدي تداعيات الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية، إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط.
وذكر واحد من ثلاثة مسؤولين بالإدارة الأمريكية أبلغوا الصحفيين بالإعلان قبل صدوره بشرط عدم نشر أسمائهم أن "التعريف المحدد للإرهاب ينطبق على هذه الهجمات".
ويأتي التصنيف بعد أن شنت طائرات حربية وسفن وغواصات أمريكية وبريطانية الأسبوع الماضي عشرات الضربات الجوية على الحوثيين، الذين يسيطرون على أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في اليمن.
وقال مسؤولان أمريكيان لرويترز إن الجيش الأمريكي شن أمس الثلاثاء أحدث ضربة على أربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن تابعة للحوثيين.
وهددت حركة أنصار الله الحوثية "برد قوي وفعال"، وسبق أن أعلنت أنها تشن هجمات على السفن التجارية تضامنا مع الفلسطينيين في غزة. كما تعهد الحوثيون مواصلة هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر عقب قرار الولايات المتحدة إعادة إدراجهم على قائمة الكيانات "الإرهابية".
الوضع الإنساني
تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في اليمن عام 2015 لدعم القوات الحكومية التي تقاتل الحوثيين في حرب اعتُبرت على نطاق واسع صراعا بالوكالة بين إيران والسعودية، حليفة الولايات المتحدة.
وأدرجت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الحوثيين على قائمتين للجماعات الإرهابية قبل يوم من انتهاء ولايته، مما دفع الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة وبعض المشرعين الأمريكيين للتعبير عن قلقهم من أن تعطل العقوبات تدفق الغذاء والوقود والسلع الأخرى إلى اليمن.
وألغى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في 12 فبراير/ شباط 2021 التصنيفين "بسبب بالوضع الإنساني المتردي في اليمن".
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها "شديدة" إذ يحتاج أكثر من 21 مليون شخص، يمثلون ثلثي سكان البلاد، إلى مساعدات. وتقول إن أكثر من 80 بالمئة من السكان يجدون صعوبة بالغة في الحصول على ما يكفي من الغذاء والمياه الصالحة للشرب والخدمات الصحية.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن بلينكن أعاد اليوم الأربعاء إدراج الحوثيين على قائمة الجماعات "الإرهابية" لكن لم يصنفها "منظمة إرهابية أجنبية" لأن ذلك يعني فرض حظر أكثر صرامة على تقديم الدعم المادي للمدرجين على تلك القائمة وتطبيق حظر تلقائي على السفر.
وقال أحد المسؤولين إن التصنيف السابق "يوفر مرونة أفضل لتحقيق أهدافنا فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية وضمانها"، في إشارة إلى إجراءات تعتزم واشنطن اتخاذها قبل دخول التصنيف حيز التنفيذ في غضون 30 يوما للتخفيف من تأثير الخطوة على الشعب اليمني.
ع.أ.ج/ أ.ح (رويترز، أ ف ب، د ب ا)
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.