واشنطن تفرض عقوبات على ايران وتتوعدها بإجراءات أخرى
٤ يناير ٢٠١٨
فرضت الولايات المتحدة اليوم عقوبات على خمسة كيانات مقرها في إيران قالت إنها على صلة ببرنامج طهران للأسلحة، مهددة في الوقت ذاته بعقوبات جديدة تمس الضالعين في قمع الاحتجاجات التي تعيشها ايران.
إعلان
أعلنت الإدارة الأميركية الخميس فرض عقوبات مالية على خمس شركات إيرانية بعد اتهامها بالمشاركة في برنامج صناعة الصواريخ البالستية الإيرانية. وجاء في بيان صادر عن وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين أن خمس شركات صناعية، هي فروع لمجموعة الشهيد باقري الصناعية التي سبق وان وضعت على اللائحة السوداء الأميركية، قد وضعت أيضا على هذه اللائحة، الأمر الذي يجمد كل أصولها في الولايات المتحدة، ويمنع أي تعامل تجاري معها، كما يمنع دخولها إلى النظام المالي الأميركي.
والشركات هي شركة الشهيد خرازي الصناعية، وشركة الشهيد سانيخاني الصناعية، وشركة الشهيد مقدم الصناعية، ومركز الشهيد الإسلامي للبحوث، وشركة الشهيد شوستاري الصناعية. وهذه الشركات متهمة بتطوير وصنع معدات للصواريخ البالستية الإيرانية تتضمن أنظمة دفع وتوجيه وغيرها من المعدات الخاصة بالدعم على الارض.
وقال وزير الخزانة الاميركية في بيانه "ان هذه العقوبات تستهدف كيانات أساسية متورطة في برامج الصواريخ البالستية التي تعطيها ايران أولوية على حساب البحبوحة الاقتصادية للشعب". وتابع البيان "ان الولايات المتحدة ستواصل مواجهة النوايا الخبيثة للنظام الإيراني عبر إضافة عقوبات تستهدف الخروقات لحقوق الأنسان". ويشير منوتشين بذلك إلى التظاهرات الاحتجاجية الأخيرة التي جرت في ايران وأوقعت اكثر من عشرين قتيلا.
وكان مسؤول في الإدارة الأميركية اعلن الاربعاء ان واشنطن عازمة على "استخدام كل مصادر المعلومات التي تملكها لجمع معلومات ملموسة عن الذين يقفون خلف القمع، ويمسون حقوق الإنسان، ويستخدمون العنف ضد المتظاهرين، لتسليم هذه المعلومات الى آليتنا التي تختار العقوبات".
جاء ذلك بعد ساعات من دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وضع "اتفاق إطاري" بشأن دور إيران في صراعات الشرق الأوسط يكون تكميليا لاتفاق برنامجها النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015. وقال ماكرون، في كلمته بمناسبة العام الجديد لدبلوماسيين في باريس، إن تدخل إيران في شؤون العراق وسوريا ولبنان واليمن "يزعزع استقرار المنطقة، أو يؤدي بشكل واضحفي استمرار توترات خطيرة". وأضاف ماكرون: "يجب أن يكون ممكنا أن نجري نقاشا واضحا وشفافا للغاية لتقييد الهيمنة الخارجية التي تتم ممارستها في دول معينة"، مضيفا أن إيران في بعض الحالات ليست هي القوة الخارجية المعنية.
كان ماكرون دعا في السابق إلى وضع قيود على برنامج إيران الصاروخي ولاستكمال الاتفاق النووي الذييريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مثير للجدل إعادة التفاوض بشأنه.
وتتخوف المملكة العربية السعودية ودول خليجية عربية أخرى من أن تسعى إيران للهيمنة على المنطقة، مشيرة إلى مساندتها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ودعمها المزعوم للحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من اليمن.
ح.ع.ح/ي.ب(د.ب.أ/أ.ف.ب)
زعماء العالم واحتجاجات إيران ـ مواقف متضاربة وحسابات مختلفة
في ظل تواصل الاحتجاجات في إيران لليوم السابع على التوالي، برزت مواقف متضاربة لساسة وزعماء العالم تجاه هذه الاحتجاجات المناهظة للنظام الحاكم في إيران. وتنوعت المواقف ين التأييد والتحذير والتزام الصمت أيضاً.
صورة من: picture-alliance/abaca/Stringer
الموقف الأمريكي
موقف الإدارة الأمريكية تجاه احتجاجات إيران واضح جدا، حيث سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تأييد المتظاهرين في إيران من خلال دعوته عبر تغريدة له على تويتر في يوم السنة الجديدة بوضوح إلى تغيير النظام. ووصف ترامب، الذي يعتبر ايران عدوه اللدود في الشرق الأوسط، النظام الحاكم بـ "الوحشي والفاسد"، ووعد بدعم الشعب الإيراني "في الوقت المناسب".
صورة من: Getty Images/M. Wilson
الموقف الإسرائيلي
انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو موقف أوروبا "المتحفظ" من الاحتجاجات في إيران واتهم حكومات أوروبية بعدم دعم المتظاهرين في كفاحهم لأجل الحرية في مقطع فيديو قال فيه إن" العديد من الحكومات الأوروبية ستراقب في صمت ما يجري في إيران، بينما يتعرض الإيرانيون الأبطال للضرب في الشوارع". ويشار إلى أن اسرائيل تعتبر البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديداً لوجودها.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Alexandre
الموقف الفرنسي
بعكس الموقفين الأمريكي والإسرائيلي اتسم موقف أوروبا من احتجاجات إيران بالحذر. فقد اتخذت فرنسا موقفا أكثر تحفظاً وشددت على احترام حقوق الإنسان. وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الايراني عن "قلقه" حيال وقوع ضحايا على خلفية الاحتجاجات ودعا إلى "ضبط النفس والتهدئة". كما ألغى زيارة كانت مقررة لوزير خارجيته إلى طهران.
صورة من: picture alliance/AP Photo/L. Marin
الموقف الألماني
ولم يختلف موقف ألمانيا عن فرنسا، حيث دعت برلين على لسان نائبة المتحدث باسم ميركل طهران إلى "احترام حرية التجمع والتعبير" وحثت النظام الإيراني على الرد "بالحوار". وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إن ألمانيا تشعر بقلق بشأن الوضع في إيران.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
الموقف الروسي
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول روسي قوله إن بلاده تعتبر المقترح الأمريكي الداعي لعقد اجتماع غير عادي لمجلس الأمن الدولي لبحث الاضطرابات في إيران "ضارا ومدمرا". وحثت روسيا الولايات المتحدة على عدم التدخل في الشأن الإيراني"، وذلك بعد أن أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييده للمحتجين ضد النظام الحاكم في إيران.
صورة من: picture alliance/TASS/dpa/A. Nikolsky
الموقف التركي
موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه الاحتجاجات الإيرانية كان مفاجئاً. حيث ساند أردوغان في السابق ثورات الربيع العربي. في حين حذرت تركيا من ما وصفته بمحاولات التدخل في سياسة إيران الداخلية. وصدرت تصريحات أردوغان المؤيدة لإيران بعد تحسن العلاقات بين أنقرة وطهران اللتين تعاونتا في الشهور القليلة الماضية للحد من العنف في سوريا رغم تأييد كل منهما لطرف مختلف في الصراع المستمر منذ سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/H. Dridi
الموقف الإماراتي
في المقابل ساد نوع من الصمت في الجانب العربي، إذ لم تصدر لحد الآن تصريحات رسمية عن معظم الزعماء العرب. بيد أنه صدر موقف إماراتي من وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش. ووصف قرقاش في تغريدة له على تويتر هذه الاحتجاجات بأنها تعد: "فرصة للمراجعة العاقلة"، وأضاف قرقاش: "تغليب مصلحة المنطقة وإيران في البناء الداخلي والتنمية، لا إستعداء العالم العربي".
صورة من: Getty Images
الموقف السوري
من جانبها أعربت دمشق عن "ثقتها الكاملة" في تمكن حليفتها طهران من افشال ما وصفتها بـ" المؤامرة" التي تتعرض لها إثر الاحتجاجات وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية. واعربت دمشق وفق المصدر ذاته عن"إدانتها الشديدة ورفضها المطلق للمواقفين الأمريكي والإسرائلي". وشكلت طهران منذ بداية النزاع السوري عام 2011، الداعم الرئيسي عسكرياً ومالياً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. إعداد: إيمان ملوك
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Syrian Presidency