فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على سعوديين متهمين بالضلوع في مقتل جمال خاشقجي بينهم مقربون من ولي العهد محمد بن سلمان، وطالبت السعودية بضرورة اتخاذ الخطوات المناسبة لإنهاء أي استهداف للصحفيين والمعارضين السياسيين.
إعلان
قالت الولايات المتحدة اليوم الخميس (15 تشرين الثاني/نوفمبر 2018) إنها فرضت عقوبات على 17 فرداً ممن كانوا ضمن "الفريق" السعودي المتورط في مقتل الصحفي جمال خاشقجي فى القنصلية السعودية في إسطنبول بتركيا الشهر الماضي. وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوشين اليوم الخميس "إن المسؤولين السعوديين، الذين شملتهم العقوبات، تورطوا في قتل جمال خاشقجي".
وأوضح منوشين قائلاً: إن أولئك الذين "قتلوا بوحشية" هذا الصحفي يجب أن يتحملوا المسؤولية عن ذلك. وأضاف أنه "يتوجب" على السعودية اتخاذ الخطوات المناسبة لإنهاء أي استهداف للصحفيين والمعارضين السياسيين.
وتضم قائمة العقوبات الأمريكية سعود القحطاني، المستشار المقرب من ولى العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي تم إعفاؤه (القحطاني) من منصبه رسمياً الشهر الماضي، والقنصل العام السعودي في اسطنبول محمد العتيبي. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن القحطاني "كان جزءاً من عملية التخطيط والتنفيذ، التي أدت إلى مقتل خاشقجي". كما تضم القائمة ماهر المترب وهو مساعد للقحطاني ظهر في صور مع الأمير محمد بن سلمان خلال زيارات رسمية للولايات المتحدة وأوروبا هذا العام.
وكان مصدر مطلع قال في وقت سابق إن العقوبات سيتم تطبيقها بموجب قانون ماغنيتسكي الذي يفرض عقوبات بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان والفساد.
أما بالنسبة للتحقيق في قضية خاشقجي، فاعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية التهم الأولى التي صدرت في إطار التحقيق السعودي في جريمة قتل خاشقجي هي "خطوة أولى جيدة" في "الطريق الصحيح"، ودعت السلطات السعودية الى المضي قدما في تحقيقاتها. ولم تستبعد المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت فرض عقوبات جديدة في إطار هذه القضية مع تقدم التحقيقات.
التحقيق السعودي يسير في الاتجاه الصحيح
من ناحية أخرى قالت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الخميس إن التحقيق الذي يجريه النائب العام السعودي في مقتل الصحفي جمال خاشقجي يسير في الاتجاه الصحيح. وقالت أنييس فون دير مول المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحفيين في إفادة يومية "نطالب بأن تتحدد المسؤوليات بوضوح وأن يحاسب الجناة في محاكمة حقيقية". وأضافت "إعلان السلطات السعودية اعتقال 18 شخصا فيما يتعلق بالتحقيق يسير في الاتجاه الصحيح".
ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مطالبة ألمانيا بوقف تصدير الأسلحة إلى السعودية على خلفية مقتل خاشقجي، بأنها "ديماغوجية صرفة"، وقال يجب أولا إعطاء السعودية الفرصة لإجراء التحقيقات.
خ.س/ع.ج (د ب أ، رويترز)
اغتيال صحفي كل أسبوع حول العالم
لم تكد منظمة مراسلون بلا حدود تصدر في تقرير حديث لها أن كل أسبوع يتم اغتيال صحفي، حتى جاء تأكيد خبر مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ليؤكد أن حياة الصحفيين عرضة للخطر. ففي النصف الأول من 2018 فقط قتل 36 صحفياً محترفاً.
صورة من: picture-alliance/Eventpress/Stauffenberg
خاشقجي.. جريمة في القنصلية
بعد 18 يوما من اختفائه وتصريحات متضاربة حول مصيره أعلنت الرياض السبت (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) موت الصحفي السعودي جمال خاشقجي إثر "شجار واشتباك بالأيدي" مع أشخاص آخرين داخل مبنى القنصلية السعودية باسطنبول. وتزامناً مع ذلك تم إعفاء عدد من كبار المسؤولين الأمنيين من مناصبهم وتوقيف 18 سعوديا على ذمة القضية. غير أن ذلك لم يمح الشكوك من أن يكون خاشقجي تمت تصفيته بسبب انتقاده لسياسات بلاده.
منتقد لسياسة ولي العهد السعودي
كان جمال خاشقجي قد دخل القنصلية السعودية باسطنبول ظهر الثلاثاء 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018 للحصول على أوراق من أجل الزواج من خطيبته التركية، التي انتظرته خارج القنصلية. وبعد ساعات من الانتظار لم يخرج جمال فأبلغت السلطات، ليتم التكهن حول مصير الصحفي البارز، الذي كان ينتقد قبل اختفاءه سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
صورة من: Reuters TV
فيكتوريا مارينوفا
عثر على جثة الصحفية البلغارية فيكتوريا مارينوفا (30 عاما) في متنزه قرب نهر الدانوب في مدينة روسي مسقط رأسها. وقال ممثلون عن الادعاء العام إنها تعرضت للاغتصاب والضرب ثم قتلت خنقا. وقال وزير الداخلية ملادن مارينوف إنه ليست هناك أدلة تشير إلى أن قتلها مرتبط بعملها الصحفي. لكن وسائل الإعلام ركزت على القضية التي كانت مارينوفا تتناولها وهي قضية فساد محتملة تتعلق بأموال من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: BGNES
جان كوسياك
لقي الصحفي السلوفاكي جان كوسياك وخطيبته حتفهما بالرصاص في منزلهما، فيما يبدو بسبب تحقيقهما في التهرب الضريبي من جانب رجال أعمال. وقُتل كوسياك (27 عاما) وخطيبته بطلقات نارية في الرأس والصدر. وكان كوسياك مساهم منتظم في بوابة "اكتواليتي دوت إس كيه" ويركيز على التهرب الضريبي من قبل رجال الأعمال الذين لهم علاقات قوية مع الساسة والأحزاب.
صورة من: Getty Images/AFP/V. Simicel
دافنه كاروانة غاليسيا
حسب بيانات منظمة "مراسلون بلا حدود" يتعرض كل أسبوع في المتوسط صحفي واحد للاغتيال في العالم. وفي أوروبا ساد الغضب والاستياء بسبب الاعتداء بالمتفجرات على الصحفية الاستقصائية دافنه كاروانة غاليسيا في الـ 16 من أكتوبر/ تشرين الأول 2017 في مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/L.Klimkeit
سمير قصير
في الثاني من حزيران 2005 اغتيل الصحفي اللبناني البارز في صحيفة النهار سمير قصير، بتفجير قنبلة وضعت تحت سيارته بمنطقة الأشرفية في بيروت. واغتيال قصير كان لكمّ الأفواه وقمع حرية الر\اي والتعبير، وترسيخ القمع والترهيب. إلا أنّ ما أراده من يقف وارء اغتياله انقلب عليه، فهذه الجريمة لم تكمم الأفواه وإنّما كسرت كلّ حواجز الخوف لدى اللبنانيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
كارين فيشر
قتلت الصحفية الألمانية كارين فيشر في أفغانستان بتاريخ 07 تشرين الأول/ أكتوبر 2006. وقد تم العثور على جثتها وحثة زميلها التقني كريستيان شتوفه مقتولين بالرصاص في خيمتهما في شمال أفغانستان أثناء إقامتهما هناك. وقد كتبت كارين وأعدت تقارير لدويتشه فيله أيضا.
صورة من: DW
اغتيالات مستمرة حول العالم
مهنة الصحافة من المهن الخطيرة واغتيال وقتل الصحفيين لا يقتصران فقط على المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة. وتعد أفغانستان وسوريا من الدول الأكثر خطرا على حياة الصحفيين حيث قتل في أفغانستان 11 صحفيا في النصف الأول من عام 2018 وفي سوريا 7 صحفيين. ورغم أن المكسيك لا تشهد نزاعا مسلحا، إلا أنها خطرة جدا بالنسبة للصحفيين حيث قتل فيها 11 صحفيا عام 2017 حسب إحصائيات منظمة مراسلون بلا حدود.