واشنطن تكثف دعمها لليمن في مكافحة الإرهاب
٢٨ ديسمبر ٢٠٠٩نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها الالكتروني اليوم الاثنين (28 ديسمبر / كانون الأول) عن مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أن الوكالة أرسلت قبل عام عددا من كبار عناصرها الميدانيين، الذين يتمتعون بالخبرة في مكافحة الإرهاب، إلى اليمن. كما ذكر المصدر نفسه نقلا عن عسكريين بارزين أن وحدات كوماندوز خاصة بدأت تدريب قوات الأمن اليمنية على تكتيكات مكافحة الإرهاب. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" ستدعم اليمن بحوالي 70 مليون دولار على مدار الأشهر الثمانية عشر المقبلة، كما ستوفر قوات خاصة لتدريب وتجهيز الجيش ووزارة الداخلية وقوات حرس السواحل في اليمن، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذه المساعدات تمثل ضعف المستويات السابقة. يأتي ذلك بعد أن تناقلت تقارير إعلامية تأكيدات مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن اسمه، جاء فيها أن النيجيري، المتهم في محاولة تفجير الطائرة الأمريكية في مطار ديتيرويت قبل بضعة أيام، قد أبلغ المحققين أن "أعضاء بالقاعدة في اليمن أعطوه الشحنة الناسفة وأوضحوا له طريقة تفجيرها".
اليمن جبهة خلفية لتنظيم القاعدة؟
ووصفت الصحيفة اليمن بأنه "يعد ملاذا للجهاديين"، لافتة إلى أن السبب في ذلك "ربما يرجع إلى ترحيب الحكومة اليمنية بالإسلاميين الذين حاربوا في أفغانستان خلال الثمانينيات". وذكرت أن مسلحي القاعدة عمدوا على مدار السنوات القليل الماضية إلى "تركيز جهودهم لتأسيس قاعدة في اليمن يستقطبون إليها من يجندونهم من دول المنطقة لشن المزيد من الهجمات ضد السفارات الأجنبية وأهداف أخرى". كما أوضحت الصحيفة أن إدارة أوباما تسعى إلى تعزيز العلاقات مع حكومة الرئيس علي عبد الله صالح لحثه على "محاربة تنظيم القاعدة محليا وفي شبه الجزيرة العربية"، حتى وإن كان يواجه تمردا داخليا قويا. ميدانيا، شددت الولايات المتحدة التدابير الأمنية في المطارات، حيث تم تكثيف إجراءات التفتيش قبل الصعود على متن الطائرات في الولايات المتحدة وأوروبا. كما تحدث ركاب عن قيود جديدة على متن الطائرات منها حظر الدخول للمرحاض دون مرافقة ووضع الركاب أي شيء على حجورهم قبل الهبوط بساعة. من جهتها، صرحت الوزيرة الأمريكية للأمن الداخلي، جانيت نابوليتانو، أن الإدارة الأمريكية بصدد التحري عما إذا كان تنظيم القاعدة على صلة بالمتهم بمحاولة تفجير طائرة تابعة لشركة نورث وست ايرلاينز المتجهة في رحلة من أمستردام إلى ديترويت يوم عيد الميلاد. يذكر في هذا السياق أن اسم عبد المطلب قد تم إضافته الشهر الماضي إلى سجل مركزي أمريكي يحتوي على أسماء 550 ألفا، ممن يقال عنهم "بأنهم يتعاطفون مع الإرهاب" وذلك بعد أن أبلغ والده السفارة الأمريكية بشكوك حول صلة ابنه بمتطرفين.
المتهم كانت بحوزته مادة متفجرة
ونقلت تقارير إعلامية أمريكية عن روبرت جيبز، المتحدث باسم البيت الأبيض، بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمر بمراجعة الطريقة التي يتم بها إضافة الأسماء إلى قوائم مراقبة الإرهابيين ملمحا إلى احتمال تغيير الإجراءات المتبعة. وفي تطور آخر، نقلت شبكة (سي. إن. إن) عن مصدر لم تكشف النقاب عنه وصفته بأنه "على علم بالتحقيق" قوله إن المشتبه به "كان يحمل مادة ناسفة تكفي لإحداث ثقب في الطائرة حال انفجارها". وأظهر التحليل الأولي، الذي أجراه مكتب التحقيقات الاتحادي أن العبوة كانت تحتوي على مادة بي.إي.تي.إن المعروفة أيضا باسم "البنتاريثريتول" وهي إحدى المتفجرات التي كان يحملها ريتشارد ريد، الذي اتهم بمحاولة تفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة من خلال متفجرات مخبأة في نعل حذائه قبل عيد الميلاد عام 2001 وذلك بعد أشهر من هجمات 11 سبتمبر. وبحسب تقارير إعلامية فإن العبوة كانت تضم كيسا طوله 15 سنتيمترا يحتوي على مسحوق ومحقنا به سائل.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: حسن زنيند