ندد البيت الأبيض بـ "الضغوط" وعمليات "الترهيب" التي تعرض لها صحافيون معارضون في تركيا خلال الانتخابات التي فاز فيها حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان. والشرطة تداهم مقر مجلة وتصادرها بسبب غلافها عن الانتخابات.
إعلان
قال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جوش ارنست اليوم الاثنين (الثاني من نوفمبر/ تشريين الثاني) إن "الولايات المتحدة تهنئ الشعب التركي على مشاركته في الانتخابات"، مضيفا "لكننا قلقون جدا إزاء تعرض وسائل إعلام وصحافيين معروفين بانتقادهم للحكومة إلى ضغوط وعمليات ترهيب خلال الحملة الانتخابية".
وحقق حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002 في تركيا فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأحد ونال 49,4 بالمائة من الأصوات في اقتراع جرى على خلفية تجدد النزاع الكردي وبعد ثلاثة أسابيع على اعتداء جهادي أوقع مئة قتيل وقتيلين في انقرة.
وأوضح المتحدث أن واشنطن أخذت علما بالتقرير الذي وضعه مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن سير الانتخابات في تركيا. وفي تقريرهم أشاد مراقبو المنظمة بـ "الهامش السياسي الواسع" الذي منح للناخبين الأتراك، لكنهم أكدوا بالمقابل أن أعمال العنف التي سادت الحملة الانتخابية "أعاقت قدرات المرشحين على القيام بحملة حرة" وخصوصا في جنوب شرق البلاد ذي الغالبية الكردية. كما دان التقرير حصول "تدخل في استقلالية الخط التحريري لوسائل الإعلام" من جانب النظام الإسلامي المحافظ برئاسة أردوغان.
وأضاف ارنست "لقد عبرنا في الاجتماعات المغلقة وفي العلن عن قلقنا إزاء حرية الصحافة وحرية التعبير وحرية التجمع في تركيا". ومن المقرر أن يزور الرئيس باراك أوباما تركيا في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الجاري للمشاركة في قمة مجموعة الدول العشرين.
مصادرة مجلة واعتقال صحافيين
وفي إطار استمرار التضييق على الإعلام المعارض، قالت مجلة تركية تميل لليسار اليوم الاثنين إن الشرطة داهمت مقرها وألقت القبض على اثنين من محرريها بسبب غلافها الذي يلمح إلى أن نتائج الانتخابات ستعمق الانقسامات وتسبب صراعا بالبلاد.
وحمل غلاف أحدث نسخة من مجلة نقطة عنوان "االاثنين 2 نوفمبر.. بداية الحرب الأهلية" وقالت مجلة نقطة إن مكتب الادعاء في اسطنبول منع توزيع أحدث طبعاتها وأمر بمداهمتها بعد نشر الغلاف على الانترنت. ولم يتسن الاتصال بممثلي النيابة على الفور للتعليق.
ودوهمت المجلة قبل نحو شهرين لنشرها صورة تتهكم على أردوغان وتصوره على أنه يلتقط صورة لنفسه (سيلفي) مع نعش جندي في إشارة لتصريحاته عن أن عائلات الجنود الذين قتلهم مسلحو حزب العمال الكردستاني يجب أن يكونوا سعداء "لاستشهادهم".
وفي اكتوبر تشرين الأول قررت محكمة في أنقرة حجب موقع المجلة الالكتروني لإساءتها لسمعة حزب العدالة والتنمية الذي أسسه أردوغان. وكانت المجلة أغلقت لثماني سنوات تحت ضغط من الجيش ولم تعد للعمل من جديد إلا في مايو/ أيار هذا العام.
واتهمت جماعات حقوقية ومعارضون اردوغان والحكومة بمحاولة إسكات وسائل الإعلام المعارضة. وصادرت السلطات صحيفتين معارضتين وأوقفت بث قناتين تلفزيونيتين في الأيام السابقة للانتخابات فيما وصفوها بأنها حملة على ألد أعداء اردوغان.
ع.ج.م/ ع.ج (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .