في أول رد فعل رسمي على الغارات الجوية التي استهدفت سوقا شعبية في مدينة دوما وأسفرت عن نحو مائة قتيل، نددت واشنطن بما أسمته "استخفاف النظام السوري بحياة البشر". واشنطن كررت بهذه المناسبة موقفها الرافض لبقاء الأسد.
إعلان
دانت الولايات المتحدة اليوم الاثنين (17 آب/ أغسطس 2015) "بشدة" الغارات الجوية التي شنها النظام السوري يوم أمس الأحد على مدينة دوما في ريف دمشق وخلفت نحو مائة قتيل. ونددت واشنطن بالغارات التي وصفتها بـ "الوحشية"، كما نددت بما أسمته "استخفاف النظام (السوري) بحياة البشر".
وكانت الأمم المتحدة قد أعربت عن "ذهولها" إزاء الغارات الجوية التي شنتها قوات النظام السوري على دوما واصفة إياها بـ"غير المقبولة"، تزامنا مع ارتفاع حصيلة القتلى إلى نحو مئة شخص، في اعتداء يعد من بين الأكثر دموية منذ بدء النزاع عام 2011.
وكررت الخارجية الأميركية في بيان أن واشنطن "تعمل مع شركائها من أجل انتقال سياسي فعلي يقوم على التفاوض، بمعزل عن (الرئيس السوري بشار) الأسد". وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي في البيان أن "الهجمات الوحشية لنظام الأسد على مدن سورية أسفرت عن مقتل آلاف الأشخاص ودمرت مدارس ومساجد وأسواقا ومستشفيات".
وأضاف كيربي أن "الغارات الجوية أمس (الأحد) إثر عمليات قصف أخرى لأسواق وهجمات على بنى تحتية طبية تثبت استخفاف النظام بحياة البشر". وكرر كيربي الموقف الدبلوماسي لواشنطن منذ أربعة أعوام: "الأسد لا يتمتع بأي شرعية لقيادة الشعب السوري".
بيد أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد في وقت سابق اليوم، خلال لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أن طرح تنحي الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق للمفاوضات حول تسوية في سوريا هو أمر "مرفوض بالنسبة إلى روسيا". وتبحث موسكو وواشنطن مجددا منذ بضعة أسابيع إيجاد مخرج دبلوماسي للنزاع في سوريا، لكن الخلاف بينهما مستمر حول مصير الأسد.
ويشار إلى أن مينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية، أبرز معاقل مقاتلي المعارضة في محافظة دمشق، تعرضت لسلسلة غارات جوية شنها الطيران الحربي التابع للنظام السوري يوم أمس الأحد واستهدفت سوقا شعبيا مكتظة بالسكان ما أسفر عن حوالي مائة قتيل. وتأتي هذه الغارات قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لهجوم بالسلاح الكيماوي استهدف المنطقة ذاتها في 21 أب/ أغسطس 2013 وأوقع مئات القتلى.
أ.ح/ ع.ش (أ ف ب، رويترز)
المدنيون في سوريا..ضحايا سنوات الحرب الطاحنة
مضت خمس سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، والتي راح ضحيتها لغاية اليوم مئات الآلاف من المدنيين، الذين عانوا الأمرين من بطش النظام ونيران تنظيم "داعش" والتنظيمات الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
المدنيون، وخاصة الأطفال، هم أكثر المتضررين من الحرب. انعدام مياه الشرب دفع هذا الطفل في مدينة حلب إلى الشرب من المياه المتجمعة في الشارع. مأساة إنسانية كبيرة في سوريا.
صورة من: Reuters
مضت أربع سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، والتي راح ضحيتها لغاية اليوم مئات الآلاف من المدنيين، الذين عانوا الأمرين تحت نيران تنظيم "داعش" الإرهابي والتنظيمات المعارضة الأخرى، ومن الدمار والبراميل المتفجرة من قبل نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Muzaffar Salman
الطفولة تضيع بين ركام المعارك. أطفال في مدينة حمص يجلبون المياه لأهاليهم، وهذه قد تكون النزهة الوحيدة لهؤلاء الأطفال خارج المنزل.
صورة من: Reuters
تعاني مناطق عدة في ريف دمشق، كما مدينة دوما، من دمار شامل شل الحياة فيها جراء قصف طائرات حربية أو من البراميل المتفجرة، التي تلقيها مروحيات عسكرية تابعة لنظام الأسد.
صورة من: Reuters/Mohammed Badra
أحد عناصر "الحسبة" وهي الشرطة "الداعشية" يقوم بتفحص بضائع محل للعطور في الرقة، معقل تنظيم "داعش" في سوريا. يفرض عناصر التنظيم المتطرف قيودا شديدة على جميع المحلات والبضائع في المناطق التي يسيطرون عليها.
صورة من: Reuters
نقص المواد الغذائية والطبية، الذي تعاني منه أغلب المدن السورية، تسبب بمئات الوفيات.
صورة من: picture-alliance/dpa
نازحون من مدينة كوباني الكردية قرب الحدود السورية التركية. آلاف اللاجئين الأكراد فروا إلى تركيا بعد المعارك الطاحنة في مدنهم وقراهم ضد تنظيم "داعش".
صورة من: DW/K. Sheiskho
مسيحيو سوريا هم الضحية الجديدة لإرهاب تنظيم "داعش"، وقد شكلوا وحدات لحماية قراهم بعد خطف العشرات منهم في شمال شرق سوريا.
صورة من: DW/K. Sheikho
مخيمات اللاجئين ممتلئة بملايين السوريين الفارين من بطش النظام ونيران "داعش".
صورة من: Reuters/H. Khatib
واعترفت قياديون من "الجيش الحر" بانتهاكات جرت على يد عناصرهم. يذكر أن الجيش الجيش الحر فقد نفوذه على معظم المناطق التي كان يسيطر عليها لصالح مجموعات معارضة أخرى.
صورة من: KHALED KHATIB/AFP/Getty Images
اتهم محققو الأمم المتحدة مقاتلين سوريين مناهضين للحكومة باقتراف جرائم ضد الإنسانية. وقالت اللجنة في تقريرها الذي صدر العام الماضي أن "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" و"كتيبة الشهيد وليد السخني" جميعها تدير مراكز اعتقال وتعذيب.
صورة من: Fadi al-Halabi/AFP/Getty Images
أما مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، كمخيم اليرموك، فأصبحت جزءا من المشهد السريالي الحزين لمأساة المدنيين من الحرب في سوريا.