واشنطن تهدّد بمعاقبة بكين وهونغ كونغ بسبب مشروع الأمن القومي
٢٤ مايو ٢٠٢٠
مشروع قانون جديد تريد بكين تطبيقه في هونغ كونغ أدى إلى ضجة عالمية، إذ هددت واشنطن بفرض عقوبات على الطرفين، فيما تجمع المئات في هونغ كونغ للاحتجاج على المشروع.
إعلان
قال روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض اليوم الأحد (24 مايو/ أيار 2020* إن تشريع الأمن القومي الذي اقترحته الصين بشأن هونغ كونغ قد يؤدي إلى فرض عقوبات أمريكية ويهدد وضع المدينة كمركز مالي.
وتابع أوبراين لشبكة إن.بي.سي "يبدو من هذا التشريع الخاص بالأمن القومي إنهم يقومون بالأساس بالسيطرة على هونغ كونغ.. وإذا حدث ذلك ستكون هناك عقوبات ستفرض على هونغ كونغ وعلى الصين".
ويلزم هذا التشريع مقاطعة هونغ كونغ، التي تتمتع بنظام حكم شبه ذاتي، بالإسراع بسن قوانين الأمن القومي بموجب دستورها المصغر، الذي يحمل اسم القانون الأساسي. ووفقا للتشريع، فإن البرلمان الصيني سيتولى تأسيس إطار العمل القانوني وتنفيذ آلية تمنع وتعاقب على التخريب والإرهاب والانفصال والتدخل الأجنبي "أو أي تصرفات تعرض الأمن القومي لخطر كبير".
ولم يتم إعلان تطبيق التشريع بعد، وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن التشريع الجديد لن يكون له تأثير على الحريات أو الحقوق أو مصالح الشركات الأجنبية في المدينة.
كما دعمت الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام، المؤيدة لبكين، المشروع الصيني، وقالت حسب وكالة الأنباء الصينية إن المقترح سيحسن ثقة الشركات بالمدينة ولن يلحق الضرر بالمستثمرين الأجانب.
هذا وأطلقت الشرطة في هونغ كونغ الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين مناوئين للحكومة اليوم الأحد مع احتشاد آلاف في الشوارع للاحتجاج على خطة بكين فرض قوانين الأمن القومي بشكل مباشر على المدينة.
وانتقدت نحو 200 شخصية سياسية من كل أنحاء العالم أمس السبت هذا المشروع، منها حاكم هونغ كونغ السابق كريستوفر باتن ووزير الخارجية البريطاني السابق مالكولم ريفكند. وقال بيان عن الموقعين إن القوانين المقترحة تمثل "تعديا شاملا على استقلال المدينة وسيادة القانون والحريات الأساسية"، و"خرقا صارخا" للإعلان الصيني البريطاني المشترك الذي أعاد هونغ كونغ إلى الصين في 1997.
كما قال ليونغ تشون ينغ الزعيم السابق لهونغ كونغ إن المشروع الصيني يمكن أن يستخدم لإنشاء جهاز مخابرات محلي في المقاطعة على غرار الفرع الخاص الذي كان قائما وقت الاستعمار.
إ.ع/ص.ش (رويترز)
في هونغ كونغ.. اطبخ عشاءَك بالمرحاض داخل الشقة "التابوت"!
هل تتخيل نفسك تطهو طعاماً في المكان ذاته الذي يوجد به المرحاض ؟! إنها الحقيقة المؤسفة التي يعاني منها كثير من الأشخاص في هونغ كونغ. المصور بيني لام قام بتوثيق تلك اللحظات المريرة والتناقضات الصارخة في المدينة.
صورة من: Benny Lam & SoCo
عشاء في المرحاض
فقط على بُعد سنتيمترات من المرحاض، تستقر بطة وبعض الخضروات الجاهزة للطبخ فوق لوح التقطيع. وفي الجهة المقابلة على بعد خطوة، تجد براعم الفاصوليا في وعاء مجهزة استعداداًَ للطهي أيضا، وبجانبها إناء طهي الأرز وإبريق الشاي والتوابل ومجموعة من الأغراض المختلفة الخاصة بالمطبخ. هذا هو حال العديد من الشقق في هونغ كونغ، إذ يمكن استخدام المرحاض والطبخ في آن واحد!
صورة من: Benny Lam & SoCo
مطبخ وحمام في آن واحد
التقط المصور الكندي بيني لام صوراً لمنازل وحياة هذا المجتمع الخفي في هونغ كونغ لـ "Trapped"، وهي سلسلة من الصور الفوتوغرافية التي أنتجها بالاشتراك مع "SOCO " جمعية التنظيم المجتمعي، وهي منظمة غير ربحية تعمل على التخفيف من حدة الفقر والدعوة للحقوق المدنية في هونغ كونغ.
صورة من: Benny Lam & SoCo
مساحة مقيّدة
مع وجود عدد سكان يبلغ حوالي 7.5 مليون نسمة، لم تتبق في الأغلب أراضٍ قابلة للبناء، كما ارتفعت أسعار الشقق والمساكن في هونغ كونغ وأصبحت الآن الأغلى سعراً في العالم. ولهذا السبب لا يجد بعض الأشخاص في هذه المدينة الكبرى خياراً آخر سوى السكن في مساحات صغيرة، حيث يضطرون للقيام بأعمالهم المنزلية وأنشطتهم اليومية في نفس المساحة الصغيرة (المرحاض).
صورة من: Benny Lam & SoCo
ظروف معيشية صعبة
وفقاً لـ SoCO ، واستناداً إلى تقرير إدارة التعداد والإحصاء السكاني في هونغ كونغ ، يعيش 200.000 شخص في 88.000 شقة ذات مساحات صغيرة جداً. أغلب تلك الشقق كانت بالأساس شققاً كبيرة، لكن تم تقسيمها لمساحات ضيقة جداً وتأجيرها للباحثين عن مأوى. وعلى الرغم من ضيق المساحة الذي يسبب الاختناق بمجرد النظر إلى الصورة، إلا أن هؤلاء السكان يبدعون في تخزين محتويات شققهم الصغيرة ويمارسون أنشطتهم اليومية بشكل طبيعي.
صورة من: Benny Lam & SoCo
أسعار الشقق تضاعفت!
وفقا للإحصاءات الحكومية ، تضاعف سعر الشقق في قلب هونغ كونغ بين عامي 2007 و 2012، إلى ما يقارب 108.546 دولارا محلياً ( أي 13.900 دولار أمريكياً/ 11200 يورو) لكل متر مربع. وبسبب الشعور بالاختناق يفضل بعض سكان تلك المساحات الضيقة البقاء طوال اليوم بعيداً عنها. ويقول كثيرون إن أصعب شيء في الحياة بداخل هذا المكان الضيق، هو عدم القدرة على التنفس في الهواء النقي.
صورة من: Benny Lam & SoCo
شقة للفرد الواحد
هذا المستأجر يعيش حياته داخل هذه الشقة الضيقة ويتناول عشاءه أثناء مشاهدة التلفاز. هذا هو حال كثير من منخفضي الدخل، إذ يضطرون لتحمل تلك الظروف المعيشية الخانقة. لا يمكنهم الجلوس على كرسي ويضطرون للنوم على الأرض طوال الوقت، حيث تصبح الصراصير وحشرات الفراش "أصدقاءً" لهم.
صورة من: Benny Lam & SoCo
منازل التابوت والقفص
قضى المصور لام عامين في توثيق الظروف المعيشية السيئة التي يعيشها سكان الحي القديم في هونغ كونغ، حيث تتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء دوماً. وتشير هذه الشقق، التي يشار إليها عادة بمنازل "القفص" أو "النعش"، إلى وجود تباين صارخ في المدينة. ففي الوقت الذي توجد فيه العديد من مراكز التسوق الفارهة والفنادق الفاخرة والأبراج الشاهقة، هناك أيضاً مساحات معيشة وشقق غير آدمية بشكل مثير للصدمة.
صورة من: Benny Lam & SoCo
السكن العام بعيد المنال
قد تؤدي الحياة في مثل هذا المكان الضيق إلى إحباطات نفسية كثيرة لمن يعيشون بها. فمعظم المستأجرين يعيشون على هذا النحو لعدة سنوات. وقد يبلغ متوسط وقت الانتظار لإيجاد سكن مناسب للعائلات في برنامج الحكومة الخاص بالإسكان العام، ما يقارب خمس سنوات، ولكن بالنسبة للعديد ممن هم دون سن 65 عاماً ويعيشون دون شريك أو عائلة، فمن الشائع الانتظار لأكثر من عقد من الزمن حتى يجدوا سكناً مناسباً.
صورة من: Benny Lam & SoCo
إهانة لكرامة الإنسان
اعتبرت الأمم المتحدة هذه الشقق بمثابة "التابوت" أو "القفص" بمثابة "إهانةٍ لكرامة الإنسان". وفي الوقت الذي تؤكد فيه حكومة هونغ كونغ أنه من المقرر بناء 280 ألف شقة جديدة بحلول عام 2027، ترى منظمة SOCO أنه لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به حالياً لتحسين نوعية الحياة للأشخاص الذين يعيشون في هذه الظروف القاسية.