واشنطن توقف المعلق البريطاني سامي الحامدي لانتقاده إسرائيل
خالد سلامة رويترز
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
أكدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب احتجاز المعلق السياسي البريطاني من أصل تونسي سامي الهاشمي الحامدي أثناء جولة له للولايات المتحدة. من هو الحامدي؟ وما هي ملابسات احتجازه؟
اتهامات لإدارة الرئيس دونالد ترامب بالتضييق على الحريات في الولايات المتحدةصورة من: Tom Brenner/Reuters
إعلان
قالت مسؤولة في أمس الأحد (27 تشرين الأول/أكتوبر 2025) إن سلطات الهجرة الأمريكية ألقت القبض على المعلق البريطاني سامي الهاشمي الحامدي وألغت تأشيرته وقالت إنه سيتم ترحيله بدلاً من السماح له بإكمال جولته في الولايات المتحدة.
وكتبت تريشيا ماكلوين، المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين على موقع إكس أن إدارة الهجرةوالجمارك تحتجز الحامدي، وكتبت "في عهد الرئيس دونالد ترامب، لن يُسمح لمن يدعمون الإرهاب ويقوضون الأمن القومي الأمريكي بالعمل في هذا البلد أو زيارته".
الحامدي في فلوريدا
وتحدث الحامدي في حفل لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا يوم السبت، وذكر المجلس في بيان أنه كان من المقرر أن يتحدث أمس الأحد في إحدى فعاليات المجلس في فلوريدا. وقال المجلس إن السلطات ألقت القبض عليه في مطار سان فرانسيسكو الدولي.
وكانت شخصيات محافظة قد حثت إدارة ترامب على ترحيل المعلق السياسي البريطاني من الولايات المتحدة. وظهر حمدي كمحلل ومعلق على شبكات التلفزيون البريطانية، ودعا مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية أمس الأحد إلى إطلاق سراحه واتهم إدارة ترامب باحتجازه بسبب انتقاده للحكومة الإسرائيلية.
ولم يتسن لرويترز التواصل مع الحامدي.
"إهانة صارخة لحرية التعبير"
وقال نائب مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، إدوارد أحمد ميتشل، إن الحامدي نفى في وقت سابق دعمه للمتشددين، وأضاف أن محاميي المجلس لم يتمكنوا من الوصول إليه حتى مساء أمس الأحد. وقال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في بيان: "اختطاف صحفي ومعلق سياسي بريطاني مسلم بارز كان يقوم بجولة في الولايات المتحدة لأنه تجرأ على انتقاد الإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية هو إهانة صارخة لحرية التعبير".
ونسبت الناشطة المحافظة لورا لومر أمس الأحد الفضل لنفسها في اعتقال الحامدي.
ومنذ كانون الثاني/يناير، تشن إدارة ترامب حملة واسعة النطاق على الهجرة، بما في ذلك زيادة التدقيق في وسائل التواصل الاجتماعي، وإلغاء تأشيرات الأشخاص الذين تدعي أنهم أشادوا بمقتل الناشط المحافظ تشارلي كيرك، وترحيل الطلاب الذين يحملون تأشيرات دخول وحاملي البطاقات الخضراء الذين عبروا عن دعمهم للفلسطينيين وانتقدوا سلوك إسرائيل في حرب غزة.
وسامي الحامدي هو إعلامي وناشط من أصل تونسي وهو أيضا مقدم برامج حوارية في قناة "المستقلة" التي يوجد مقرها بلندن ويمكلها والده السياسي التونسي البريطاني المخضرم محمد الهاشمي الحامدي.
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م