اعتبر البيت الأبيض أن دمشق لم تحترم التعهدات التي قطعتها للجامعة العربية بشأن بعثة المراقبين التي أرسلتها الجامعة إلى سوريا، مشددا إلى أنه "آن الأوان فعلا" لكي يتدخل مجلس الأمن الدولي "لزيادة الضغط" على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "لقد مضى 16 يوما على توقيع النظام السوري بروتوكول الاتفاق على مجيء مراقبي الجامعة العربية (...) من البديهي أنه لم يتم احترام الشروط"، مشيرا إلى "استمرار رصاص القناصة وأعمال التعذيب وعمليات القتل في سوريا".

"قلق" أمريكي إزاء بعض التقارير

من جانبها قالت وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء أن لديها بواعث قلق جدية بشأن تعامل سوريا مع بعثة مراقبة من جامعة الدول العربية تهدف لوقف حملة لقمع المحتجين المناهضين للحكومة ولا تعتقد أن دمشق جاهزة لتنفيذ بنود اتفاق سلام تسانده الجامعة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند للصحفيين "مبعث قلقنا أن النظام السوري لم يف بكل الالتزامات التي قدمها للجامعة العربية عندما قبل اقتراحها قبل نحو تسعة أسابيع". وأضافت نولاند قائلة "على سبيل المثال لم يتوقف العنف.. أبعد ما يكون عن ذلك" في إشارة إلي تقارير مستقلة عن عشرات من الوفيات الجدد في سوريا منذ الحادي والثلاثين من ديسمبر/ كانون الأول.

وحسب نولاند، من المنتظر أن يصل جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية إلى القاهرة لإجراء محادثات قبل اجتماع وزاري للجامعة العربية يوم السبت دُعي إليه لمناقشة الوضع في سوريا. وأضافت قائلة "نحن ندعم مساعيهم لضمان أن تكون هذه البعثة ذات مصداقية وفعالة إذا كان لها أن تواصل السير قدما." وأعربت المسؤولة الأمريكية عن "قلق" بلادها إزاء ما تتحدث عنه التقارير بأن "في بعض الحالات ترتدي قوات عسكرية سورية زي الشرطة لإخفاء أعمالها". وأضافت قائلة "في بعض الحالات فإن النظام يعمد إلى إذاعة تقارير كاذبة بأن المراقبين في الطريق ويخرج المتظاهرون إلى الشوارع ثم يطلقون النار عليهم."

سوريا تأمل الحيادية من المراقبين

وقالت الجامعة العربية يوم الاثنين الماضي أن مراقبيها في سوريا يأملون وضع نهاية لإراقة الدماء بعد عشرة أشهر من انتفاضة شعبية ضد الرئيس بشار الأسد وطلبت فسحة من الوقت لانجاز مهمتهم. لكن منذ وصول الفريق الأسبوع الماضي قتل أكثر من 132 شخصا وفقا لإحصاء أعدته رويترز. وتقول جماعات للنشطاء إن 390 شخصا قتلوا برصاص قوات الأمن والشبيحة.

من ناحية أخرى أكد الناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية جهاد مقدسي أهميةَ أداء مراقبي الجامعة العربية مهمتهم بـ "الحيادية والمهنية" لنقل حقيقة ما يجري في البلاد. وقال مقدسي في تصريح لصحيفة "الحياة" اللندنية نشرته اليوم الأربعاء :"تراهن سوريا في المرحلة الراهنة على الحيادية والمهنية في عمل بعثة الجامعة العربية، ونحن نوفر كل ما يلزم ضمن البروتوكول الموقع لتسهيل عمل بعثة الجامعة في الشكل الأمثل لأن نجاح البعثة في نقل حقيقة ما يجري في سوريا هو في مصلحة سوريا".

أما السفير عدنان الخضير،رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا، فأكد أن مهمة البعثة واضحة ومحددة سلفا وفقا للبروتوكول الذي وافق عليه مجلس الجامعة والموقع بين الجامعة والحكومة السورية، مشيرا إلى أن تنفيذ كافة بنود البروتوكول هي "التحدي الأكبر" الذي يواجه بعثة المراقبين وخصوصا فيما يتعلق بحماية المدنيين. وأشار الخضير إلى أن بعثة المراقبين تبذل جهدا كبيرا لتوثيق ما يجري مبدئيا حيث من المقرر أن يناقش اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة الأوضاع في سوريا يوم الأحد القادم التقرير الذي سوف يقدمه رئيس بعثة المراقبين الفريق أول ركن محمد الدابي. وقال الخضير إنه بنهاية الأسبوع الجاري سوف يصل أكثر من 50 مراقبا إضافيا للانضمام لبعثة المراقبين الموجودة في سوريا بما يسهم في توسيع نطاق عمل بعثة المراقبين في المدن والمحافظات السورية المختلفة.

(ع.ج.م/ رويترز/ أ ف ب)

مراجعة: طارق أنكاي