واشنطن "قلقة" إزاء الغارات التركية على مواقع لمقاتلين أكراد
٢٥ أبريل ٢٠١٧
قالت الخارجية الأميركية إن واشنطن "تشعر بقلق عميق" إزاء الضربات الجوية التركية التي استهدفت مواقع لمقاتلين أكراد في العراق وسوريا. في المقابل قال الرئيس التركي إنه لن يسمح بتحول سنجار لقاعدة لحزب العمال الكردستاني.
إعلان
عبرت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء (25 أبريل نيسان 2017) عن "قلقها العميق" إزاء ضربات جوية نفذتها طائرات تركية في سوريا والعراق وقالت إن أنقرة لم تحصل على موافقة التحالف الذي تقوده واشنطن ويقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش".
وقال المتحدث باسمها مارك تونر "نشعر بقلق عميق إزاء قيام تركيا بشن ضربات جوية في وقت سابق اليوم في شمال سوريا وشمال العراق من دون تنسيق مناسب سواء مع الولايات المتحدة أو التحالف الدولي الأوسع لهزيمة داعش". وتابع المتحدث "إنها معركة معقدة للغاية، ونحن ندرك ذلك". وأضاف "لكن هذا النوع من التحرك يقوض بصراحة جهود التحالف ضد" تنظيم "داعش".
وتركيا حليف للولايات المتحدة وعضو في الحلف الأطلسي ومن المتوقع أن تحرص واشنطن على عدم التفريط بها كشريك خوفا من فقدان دعم أنقرة في مكافحة "الجهاديين". في الوقت نفسه، يعمل مستشارون عسكريون أميركيون مع القوات الكردية ضد تنظيم "داعش"، الأمر الذي يثير استياء تركيا التي تعتبر هؤلاء الأكراد جماعة "إرهابية".
بدورها، تطرقت وزارة الدفاع الأميركية الى الحادث بحذر. وقال مسؤول عسكري لوكالة فرانس برس "لا نريد قيام بعض شركائنا بإطلاق النار على البعض الأخر من شركائنا". وأضاف مشترطا عدم ذكر اسمه "علينا التحقق بالضبط ممن أصيبوا، لا نعرف ذلك حتى الآن. نعرف أين وقعت الضربات لكننا لا نعرف من هم القتلى".
وقصفت طائرات تركية مقاتلين أكرادا في منطقة سنجار بالعراق وفي شمال شرق سوريا وقتلت ما لا يقل عن 20 شخصا في حملة على جماعات مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور، حسب روايتها.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة مع رويترز الثلاثاء إن تركيا لن تسمح بتحول منطقة سنجار بشمال العراق إلى قاعدة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني وإنها ستواصل عملياتها العسكرية هناك وفي شمال سوريا "حتى القضاء على آخر إرهابي".
واضاف أردوغان في مقابلة بالقصر الرئاسي في أنقرة "نحن ملتزمون باتخاذ إجراءات وينبغي علينا اتخاذ خطوات ولقد أبلغنا الولايات المتحدة وروسيا بذلك والعراق أيضا". وتابع يقول "إنها عملية أبلغنا بها (رئيس إقليم كردستان العراقي مسعود) البرزاني".
ي.ب/ أ.ح (رويترز، ا ف ب)
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .