أعربت واشنطن عن قلقها إزاء تقارير تفيد بأن روسيا بصدد نقل المزيد من العتاد والقوات الروسية إلى سوريا من أجل دعم لنظام السوري. وفي حال تأكدت تلك التقارير فإن ذلك سيتعارض مع ما أعلنته موسكو سابقا من انسحاب جزئي من البلاد
إعلان
قالت الولايات المتحدة اليوم الخميس (21 أبريل/نيسان 2016) إنها قلقة من تقارير تفيد بقيام روسيا بنقل مزيد من العتاد العسكري إلى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد، في وقت تداعت فيه الهدنة وأصبحت محادثات السلام على شفا الانهيار.
وفي سياق متصل، قال نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض بن رودس – في إفادة صحفية في الرياض "نحن قلقون من تقارير عن قيام روسيا بنقل عتاد إلى سوريا." وأضاف "نعتقد أن قيام روسيا بنقل مزيد من العتاد العسكري أو القوات إلى سوريا أمر سلبي. نرى أن من الأفضل أن تتركز جهودنا على دعم العملية الدبلوماسية."
وأشارت تقارير صحفية في الولايات المتحدة إلى أن روسيا نقلت المزيد من قطع المدفعية إلى سوريا بعد أسابيع من إعلانها سحبا جزئيا لقواتها هناك. وقال محللون إن الكرملين غيّر فقط من طبيعة وجوده في سوريا ولم يقلص قوته العسكرية وذلك من خلال الاعتماد بصورة متزايدة على طائرات الهليكوبتر لدعم الجيش السوري. ولم تستجب وزارة الدفاع الروسية على الفور على طلب من رويترز للتعليق.
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
7 صورة1 | 7
من جهته، قال مسؤول أمريكي لرويترز أمس الخميس إن روسيا تعيد نشر المدفعية في شمال سوريا وهي خطوة قد تشير إلى أن الحكومة السورية وحلفاءها يعدون لهجوم آخر على مدينة حلب. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه إن إعادة نشر المدفعية وبعض القوات قرب حلب جاء عقب استعادة القوات الحكومية لمدينة تدمر من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية"، فيما قال الجيش الروسي إنه أتم عملية إزالة الألغام في الجزء الأثري من تدمر.
وطلبت المعارضة هذا الأسبوع تزويدها بالمزيد من الدعم العسكري بعد إعلان انتهاء الهدنة وقالت إنه لا يمكن استئناف محادثات السلام قبل أن توقف الحكومة "المذابح". ومالت كفة الحرب لصالح الأسد العام الماضي بالتدخل الروسي وبدعم على الأرض من عناصر من الحرس الثوري الإيراني والذين عززوا صفوفهم مؤخرا بوصول أفراد من الجيش النظامي الإيراني. في المقابل، قدمت دول تعارض الأسد دعما عسكريا لجماعات من مسلحي المعارضة عبر تركيا والأردن ضمن برنامج شمل التدريب العسكري تحت إشراف المخابرات المركزية الأمريكية.