أبدت واشنطن قلقها من الزيارة التي يعتزم الرئيس السوداني القيام بها هذا الأسبوع إلى الصين، ولكن من دون أن تطلب صراحة من بكين اعتقاله بموجب مذكرات التوقيف الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Ali
إعلان
قال مساعد المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر للصحافيين مساء الإثنين (31 آب/أغسطس 2015) إن الولايات المتحدة "قلقة" من هذه الزيارة، مذكرا بأن الرئيس السوداني "ملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وإبادة، ومذكرات التوقيف الصادرة بحقه لا تزال سارية". وأكد المتحدث الأميركي أن الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أنها ليست طرفا موقعا على معاهدة روما التي اُنشئت بموجبها المحكمة الجنائية الدولية، فإنها "تدعم بقوة الجهود التي تبذلها المحكمة لمحاسبة مرتكبي هذه الأفعال" أمام القضاء. وأضاف "نحن نعتقد أنه (البشير) يجب أن يحاسب على أفعاله"، ولكن من دون أن يطالب بكين صراحة باعتقال الرئيس السوداني الذي سيحل ضيفا عليها هذا الاسبوع.
وكانت الخارجية السودانية أعلنت الأحد أن البشير سيغادر الخرطوم الاثنين في زيارة إلى الصين الاثنين "في زيارة تستغرق أربعة أيام لحضور احتفالات بذكرى انتصار الصين على الفاشية"، في إشارة إلى الاحتفال الذي تنظمه بكين بمناسبة الذكرى الـ70 لاستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية. وسيجري البشير خلال زيارته أيضا مباحثات مع نظيره الصيني شي جينبينغ. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق البشير عامي 2009 و 2010 بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم إبادة جماعية في دارفور. ولم توقع الصين على نظام روما الذي انشأ المحكمة الجنائية الدولية، لكن مجلس الأمن الدولي أحال ملف دارفور للمحكمة الجنائية الدولية. وأمرت محكمة في دولة جنوب إفريقيا السلطات بتوقيف البشير أثناء مشاركته في قمة الاتحاد الافريقي بجوهانسبرغ في حزيران/يونيو الماضي لكنه تمكن من مغادرة هذا البلد.
البشير...الرئيس الهارب من قفص العدالة الدولية
أفلت الرئيس السوداني عمر البشير من أمر بايقافه أصدرته محكمة في جنوب افريقيا بناء على مذكرة للمحكمة الجنائية الدولية. وهذه هي المرة الأولى التي يوشك فيها البشير أن يقع في قبضة العدالة.
صورة من: DW/B. Svensson
بناء على دعوى قضائية رفعتها منظمة حقوقية في جنوب افريقيا، أصدرت محكمة محلية قرارا بمنع الرئيس السوداني عمر البشير من مغادرة البلاد خلال مشاركته في قمة الإتحاد الافريقي. لكن حكومة جنوب افريقيا منحته حصانتها ومكنته من مغادرة البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/E. Hamid
المحكمة الجنائية الدولية أعربت عن "خيبة أملها" لعدم قيام السلطات في جنوب افريقيا بتوقيف الرئيس السوداني المتهم من قبل هذه المحكمة بارتكاب جرائم حرب وابادة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Guus Schoonewille
أثار قرار المحكمة بجنوب أفريقيا ردود أفعال واسعة. الإتحاد الأوروبي وأمين عام الأمم المتحدة اعتبرا ان جنوب أفريقيا، باعتبارها عضو في المحكمة الجنائية الدولية، ملزمة بتنفيذ أمر الإعتقال. واشنطن قالت إنها "محبطة" من أن جنوب أفريقيا لم تتخذ إجراء لمنع البشير من المغادرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Saber
وقبيل فترة إعادة إنتخابه هذا العام، زار البشير كلا من السعودية ومصر، واللتان تعدان من بين الدول غير الموقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية.
صورة من: Reuters/The Egyptian Presidency
حرص البشير على التقليل من رحلاته إلى الخارج واكتفى بزيارة دول لم توقع على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية. لكن البشير زار دولا موقعة على وثيقة روما الخاصة بالمحكمة الجنائية، ضمنها الكونغو الديمقراطية ونيجيريا ومالاوي وجيبوتي.
صورة من: AFP/Getty Images/E. Hamid
وفي عام 2013 تقدم الرئيس البشير بطلب للحصول على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة. إلا ان واشنطن رفضت طلبه، معللة ذلك بأنه متهم بجرائم حرب وطالبته بتسليم نفسه للمحكمة.
صورة من: Emmanuel Dunand/AFP/Getty Images
في عامي 2009 و2010صدرت ثلاث مذكرات من المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة إرتكاب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، بناء على اتهامات قدمها المدعي العام لويس مورينو أوكامبو.
صورة من: AP
تعرض الرئيس البشير لكثير من الإنتقادات من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية التي تتهمه بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. وحسب الأمم المتحدة خلف القتال في دارفور نحو 300 ألف قتيل ومليوني مشرد. إعداد: إيمان ملوك
صورة من: DW/B. Svensson
8 صورة1 | 8
واندلع النزاع في دارفور عام 2003 بحملة لمتمردين ينتمون في غالبيتهم لمجموعات إفريقية ضد حكومة البشير المدعومة من قبل العرب. وأدت المعارك الى مقتل 300 الف شخص و2,5 مليون نازح ولاجئ، بحسب تقديرات الامم المتحدة. يذكر أن البشير قام بزيارة الصين في حزيران/يونيو 2011 بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتها.