واشنطن متفائلة بوقف لإطلاق النار وحزب الله وإسرائيل يتشددان
٢٠ نوفمبر ٢٠٢٤
بعدما كرر وزير الخارجية الإسرائيلي أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان يجب أن يضمن لبلاده "حرية التحرك" ضد حزب الله، أكد زعيم الحزب أن جماعته لن تقبل أن تملي إسرائيل شروطها. في المقابل بدت واشنطن متفائلة بالتوصل لحل.
إعلان
أعرب المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكستين مرة أخرى عن ثقته في التوصل لوقف إطلاق النار في لبنان، على الرغم من تمسك إسرائيل وحزب الله بمواقفهما.
وبعد يوم من لقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني الموالي لحزب الله نبيه بري في بيروت، قال هوكستين إنه تم إحراز "مزيد من التقدم". وسيسافر الآن إلى إسرائيل ويحاول "وضع اللمسات الأخيرة" على اتفاق لوقف القتال.
وتكثف الولايات المتحدة وفرنسا جهودهما للتوصل إلى هدنة في النزاع بين إسرائيل وحزب الله، والذي شهد تصعيدا في نهاية أيلول/سبتمبر بعد تبادل إطلاق النار عبر الحدود.
بيد أنّ الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم أكد، الأربعاء (20 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)، أن جماعته لن تقبل باتفاق "لا يحفظ سيادة لبنان"، بعدما كرر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر موقف رئيس حكومته بنيامين نتانياهو بأن أي اتفاق يجب أن يضمن لإسرائيل "حرية التحرك" ضد حزب الله.
وأعلن قاسم في كلمة مسجلة أن الحزب يتفاوض "تحت سقفين: سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل ... والسقف الثاني هو حفظ السيادة اللبنانية، أي لا يحق لإسرائيل أن تنتهك وأن تقتل وأن تدخل ساعة تشاء تحت عناوين مختلفة"، مؤكدا على أنه "لا يمكن أن تهزمنا إسرائيل وتفرض شروطها علينا".
وقال نعيم قاسم في كلمته إن إسرائيل "اعتدت على قلب العاصمة بيروت لذا لا بد أن يتوقع أن يكون الرد على وسط تل أبيب".
وتأتي هذه التطورات بعدما أجرى المبعوث الأميركي الذي وصل إلى بيروت أمس الثلاثاء مفاوضات لمحاولة التوصل إلى هدنة عقب إعلانه في اليوم السابق أن الحل "في متناول اليد" ولكن الأمر متروك للأطراف المتحاربة "لتقرر".
وكانت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون قدمت الخميس الماضي إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري خطة من 13 نقطة تنص على هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش اللبناني في الجنوب.
وقال بري، حليف حزب الله، أمس الثلاثاء إن هذا الاقتراح "جيد مبدئيا"، موضحا أنه يتعين على الممثلين اللبنانيين والأميركيين تسوية "بعض التفاصيل الفنية" قبل مغادرة هوكستين الذي التقاه مرة أخرى اليوم الأربعاء.
ميدانيا، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بوقوع اشتباكات عنيفة في الجنوب حيث تحاول القوات الإسرائيلية "التقدم نحو تلال كفرشوبا" تحت غطاء مدفعي وطيران إسرائيلي مكثف.
من جانبه، أكد حزب الله أنه يواصل صد تقدم القوات الإسرائيلية، خصوصا نحو بلدة الخيام المهمة، على بعد نحو ستة كيلومترات من الحدود، حيث قال إنه استهدف جنودا إسرائيليين.
وأعلن الجيش الاسرائيلي الأربعاء مقتل أحد جنوده في المعارك في جنوب لبنان، ليترفع بذلك الى خمسين عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء هجومها البري نهاية أيلول/سبتمبر الماضي.
من جانبه، قال الجيش اللبناني إن عدد قتلاه ارتفع إلى 18 منذ 23 أيلول/سبتمبر بعد مقتل أحد جنوده في هجوم إسرائيلي على جنوب لبنان الأربعاء.
وتعقيبا على ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف حزب الله وليس الجيش اللبناني. وأعلن أنه ضرب 100 "هدف إرهابي" الثلاثاء وقتل اثنين من قادة الحزب الأحد.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
ف.ي/أ.ح/ ع.خ (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)
مقتل نصر الله.. محطة نوعية في صراع طويل بين حزب الله وإسرائيل
في ضربة موجعة قتل الجيش الإسرائيلي حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله. ويرى مراقبون أن واقعة الاغتيال سوف تمثل ذروة الصراع الممتد منذ عقود بين حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل، فما أبرز حلقات الصراع بين الطرفين؟
صورة من: Vahid Salemi/picture alliance/AP
مقتل حسن نصر الله بغارة إسرائيلية
أعلن الجيش الإسرائيلي "القضاء" على زعيم حزب الله اللبناني، في هجوم في الضاحية الجنوبية لبيروت استهدف مقر القيادة المركزي للجماعة الجمعة في27 سبتمبر/أيلول 2024. وأكد الحزب "استشهاد" زعيم الجماعة الشيعية المدعومة من إيران.
صورة من: Morteza Nikoubazl/picture alliance/NurPhoto
من هو نصر الله؟
في عام 1992، صار حسن نصر الله أمينا عاما لحزب الله وكان في منتصف عقده الثالث. وتولى نصر الله قيادة الحزب عقب اغتيال عباس الموسوي في هجوم بطائرة هليكوبتر بعد أقل من عام من انتخابه أمينا عاما لحزب الله. وكان قد نصر الله إلى الحزب عقب الإعلان عن تأسيسه عام 1985.
صورة من: Alaa Al-Marjani/REUTERS
فتح "جبهة الإسناد" لغزة
مع اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023 بدأ حزب الله في مهاجمة إسرائيل بالصواريخ والمسيرات، وفتح ما أسماها "جبهة إسناد" لغزة، وكانت إسرائيل ترد بقصف "أهداف لحزب الله" في لبنان.
صورة من: Baz Ratner/AP/picture alliance
غارات إسرائيلية عنيفة ردا على هجمات حزب الله
وشنت إسرائيل غارات استهدفت مناطق حدودية مع لبنان ردا على إطلاق حزب الله صواريخ على شمال إسرائيل. ويرى مراقبون أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة كانت الأعنف منذ حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله. وأسفرت الغارات عن مقتل أكثر من 1500 شخص في لبنان منذ عام، وفق السلطات اللبنانية.
صورة من: Marwan Naaman/dpa/picture alliance
تكثيف الغارات
بعد نحو عام من اندلاع حرب غزة قررت إسرائيل تركيز عملياتها في الجبهة الشمالية وكثفت غاراتها على حزب الله بهدف معلن هو إعادة النازحين إلى شمال البلاد والذين فروا بسبب ضربات الحزب في المنطقة الحدودية مع لبنان.
صورة من: Hussein Malla/AP Photo/picture alliance
تفجيرات "البيجر"
تعرض حزب الله في 17 سبتمبر/أيلول لضربة موجعة انفجار الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية (البيجر) وأجهزة (ووكي توكي) التي يستخدمها أعضاؤه في أسوأ خرق أمني في تاريخ الحزب. أسفرت تفجيرات البيجر عن مقتل العشرات وجرح حوالي 3000 آلاف شخص بينهم العديد من عناصر حزب الله.
صورة من: Balkis Press/ABACA/IMAGO
استهداف قيادات وكوادر الحزب
أسفرت الغارات الإسرائيلية على لبنان منذ 7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن مقتل قيادات من حزب الله بينهم وسام الحاج ومحمد ناصر، لكن فؤاد شكر كان الأبرز لأنه كان المسؤول العسكري الكبير الثاني في الحزب. وقُتل فؤاد شكر في غارة استهدفت مبنى سكنيا في ضاحية بيروت الجنوبية في 30 تموز/يوليو.
صورة من: AFP
انخراط حزب الله في الحرب السورية
منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا لحليفيه إيران وحزب الله، الذي تدخل بقوة في الحرب هناك. وأسفرت الغارات، التي نُسبت إلى إسرائيل، عن مقتل عناصر من حزب الله داخل سوريا.
صورة من: Ammar Safarjalani/Xinhua/picture alliance
مقتل عماد مغنية
قُتل عماد مغنية، القائد العسكري لحزب الله، في تفجير في دمشق عام 2008. واتهم الحزب إسرائيل بالمسؤولية عن اغتياله، لكن إسرائيل نفت أن يكون لها أي دور.
صورة من: Marwan Naamani/dpa/picture alliance
2006 .. حرب الأسابيع الخمسة
في يوليو/ تموز عام 2006، اخترق حزب الله حدود إسرائيل وخطف جنديين إسرائيليين وقتل آخرين، لتندلع حرب استمرت خمسة أسابيع شملت ضربات إسرائيلية مكثفة على معاقل حزب الله والبنية التحتية اللبنانية. أسفرت الحرب عن مقتل 1200 شخص في لبنان على الأقل، معظمهم من المدنيين و158 إسرائيليا، معظمهم من الجنود.
صورة من: Ariel Schalit/AP Photo/picture alliance
2006...قرار 1701
أصدر مجلس الأمن القرار رقم 1701 في أغسطس/آب عام 2006 دعا فيه إلى وقف العمليات القتالية في لبنان ما وضع نهاية لحرب 2006 والتي تعد الثانية بين إسرائيل ولبنان. القرار طالب حزب الله بوقف هجماته على إسرائيل كما طالب الأخيرة بسحب قواتها من جنوب لبنان. ونص القرار على منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوبي لبنان، تكون خالية من أي عتاد حربي أو مسلحين، عدا ما يخص الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
صورة من: David Dee Delgado/REUTERS
تصنيف حزب الله "منظمة إرهابية"
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".