واشنطن وبرلين تدينان القصف التركي على منتجع بشمال العراق
٢١ يوليو ٢٠٢٢
شجبت الولايات المتحدة وألمانيا بشكل منفصل الهجوم التركي الذي طال منتجعا سياحيا وأوقع 9 قتلى و29 مصابا في محافظة دهوك بإقليم كردستان، فيما دعا البرلمان العراقي لعقد جلسة لبحث تداعيات القصف.
إعلان
أدانت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الخميس (21 تموز/يوليو 2021)، الاعتداء التركي الذي طال منتجعا سياحيا وأوقع 9 قتلى و29 مصابا في محافظة دهوك بإقليم كردستان أقصى شمالي العراق.
وقدمت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية العراق ألينا رومانوسكي التعازي والمواساة بضحايا القصف الذي استهدف مكانا سياحيا في قضاء زاخو بمحافظة دهوك، إلى مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي خلال لقاء جمعهما اليوم. وقالت إن "قتل المدنيين أمر غير مقبول". وأكدت استمرار دعم الولايات المتحدة الأمريكية القوي لسيادة وأمن وازدهار العراق.
من جهتها، طالبت وزيرة الخارجية أنالينا بربوك بتوضيح ملابسات الهجوم. وندد متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، بـ "الهجوم على أهداف مدنية في محافظة دهوك، والذي أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وإصابة عدد أكبر".
وأضاف المتحدث أن الهجمات على المدنيين "غير مقبولة على الإطلاق، ويجب أن تكون لحمايتهم الأولوية القصوى في جميع الظروف"، مطالباً بتوضيح ظروف الهجوم والمسؤولية عنه بشكل عاجل. وأضاف أن ألمانيا "تولي أهمية قصوى لاحترام سيادة الدولة العراقية واحترام القانون الدولي".
تحركات عراقية
عراقيا دعت رئاسة البرلمان اليوم الخميس، إلى عقد جلسة عامة له يوم السبت المقبل لبحث تداعيات الاعتداءات التركية على الأراضي العراقية. وذكر بيان أن رئاسة البرلمان حددت جلسة يوم السبت المقبل لمناقشة الاعتداءات التركية على الأراضي العراقية بحضور وزيرا الدفاع والخارجية ورئيس أركان الجيش.
مسائية DW: قاعدة تركية "ضخمة" قرب الحدود العراقية.. ما الأهداف؟
24:31
وكان المجلس الوزاري للأمن الوطني قد أدان خلال جلسة طارئه عقدت برئاسة مصطفى الكاظمي رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة الليلة الماضية بأشد العبارات "الاعتداء التركي الذي استهدف المواطنين الأبرياء في أحد المنتجعات السياحية بمحافظة دهوك وتسبب بسقوط 9 قتلى و29 مصابا".
وقرر المجلس خلال الاجتماع توجيه وزارة الخارجية بإعداد ملف متكامل بالاعتداءات التركية المتكررة على السيادة العراقية وأمن العراقيين، وتقديم شكوى عاجلة بهذا الشأن إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وتوجيه وزارة الخارجية باستدعاء السفير التركي لدى العراق وإبلاغ قرار الإدانة.
كما تقرر "استقدام القائم بالأعمال العراقي من أنقرة لغرض المشاورة، وإيقاف إجراءات إرسال سفير جديد إلى تركيا وتوجيه قيادة العمليات المشتركة بتقديم تقرير بشأن الحالة على الحدود العراقية التركية، واتخاذ كل الخطوات اللازمة للدفاع عن النفس ومتابعة أحوال جرحى الاعتداء وعائلات الشهداء وتعويضهم".
ودعا المجلس إلى "التنسيق مع حكومة إقليم كردستان بشأن أخذ إجراءات حاسمة لمنع الانتهاكات ومطالبة تركيا بتقديم اعتذار رسمي، وسحب قواتها العسكرية من جميع الأراضي العراقية". وجدد المجلس رفضه "أن تكون أرض العراق منطلقاً للاعتداء على أي دولة، وأن تكون ساحة لتصفية الحسابات، ورفضه بشدة تواجد أي تنظيم إرهابي أو جماعة مسلحة على أراضيه".
خ.س/أ.ح (د ب أ، وكالة الأنباء الإنجيلية)
يموت واقفًا.. نخيل العراق ضحية الحرب والدمار والإهمال
بعد أن تركت الحروب والنزاعات المسلحة آثاراً كارثية على أعداد النخيل في العراق، وجاء الجفاف وتقلص المساحات المزروعة ليجهز على الباقي، يحاول العراق بمشروعات طموحة لزراعة الصحراء بالنخيل واستعادة مكانته في تصدير التمور.
صورة من: Wisam
بدأت "العتبة الحسينية"،المؤسسة الدينية البارزة في كربلاء، مشروعاً ضخماً للحفاظ على النخيل التي تعد رمزاً وطنياً. وعلى أطراف صحراء كربلاء تصطف آلاف النخلات الصغيرة على مدّ النظر بغية زيادة عددها في العراق بعد تراجع جراء الحروب والإهمال والجفاف.
صورة من: Mohammed SAWAF/AFP
يمكن رؤية أشجار النخيل الصغيرة مزروعة على مسافات منتظمة قرب بعضها البعض عند أطراف كربلاء، على قطع أرض منفصلة ترويها برك مياه متلألئة تحت ضوء الشمس. ورغم أنها لا تزال فتيّة، تدلّت منها أغصان مليئة بثمار تمرٍ خضراء.
صورة من: HUSSEIN FALEH/AFP/Getty Images
يجري ريّ هذه الأشجار بالتنقيط وتزوّد المياه من أحد فروع نهر الفرات و10 آبار، خلافاً للطريقة التقليدية للريّ التي تقضي بغمر التربة بالمياه، وذلك لأن العراق يواجه موجةً من التصحر والجفاف.
صورة من: DW/A. Al-khashali
شكّلت النزاعات المتكررة التي ألّمت بالبلاد بدءا بالحرب بين إيران والعراق (1980 - 1988) حرب تحرير الكويت وغزو العراق عام 2003 التهديد الأبرز للنخيل، لكن التحديات البيئية والحاجة إلى إحداث نقلة نوعية بالقطاع تفرض نفسها اليوم.
صورة من: AFP/dpa/picture-alliance
التناقض صارخ مع البصرة الحدودية مع إيران والواقعة في أقصى جنوب العراق. هناك، تمتدّ على عشرات الكيلومترات الجذوع المقطوعة لما كان في الماضي شجرات نخيل، فيما سقط السعف الجاف أرضا. تكمن المفارقة في أن المنطقة تقع على ضفاف شطّ العرب حيث يلتقي نهري دجلة والفرات.
صورة من: Wisam
خلال الحرب العراقية الإيرانية، قطع نظام الرئيس الأسبق صدام حسين النخيل من مساحات شاسعة لمنع تسلل العدو. وباتت قنوات الريّ بدون فائدة، ولذا جرى وقف تدفقّها، أحياناً بجذوع الأشجار المقطوعة.
صورة من: ASAAD NIAZI/AFP/Getty Images
تعمل وزارة الزراعة حاليا على زيادة مساحات النخيل ويقول متحدث باسم الوزارة "خلال السنوات العشر الأخيرة، بدأنا من 11 مليون ووصلنا إلى 17 مليون نخلة". وبدأ هذا المشروع في 2010، لكنّه توقّف في العام 2018 بسبب انقطاع الدعم المالي.
صورة من: Muhsin
يرى الخبراء أن العقبة الأساسية التي تؤثر على زراعة النخيل هي "التجاوز على بساتين النخيل وتحويل البساتين إلى مناطق سكنية"، خصوصاً في بغداد وكربلاء. وارتفعت العديد من الدعوات للجهات الحكومية المسؤولة لمعالجة السكن من أجل أبعاد الناس عن التجاوز على المساحات الخضراء.
صورة من: DW:A. Malaika
في شرق العراق قرب الحدود مع إيران، تظهر نتائج الحرب أيضاً في بدرة في محافظة واسط، حيث تبدو جذوع بعض أشجار النخيل الشاهقة مقطوعة. ويندّد المسؤولون المحليون بصعوبة التزوّد بالمياه منذ أكثر من عقد، مع اتهام إيران بتحويل مجرى نهر "ميرزاباد" المسمّى محلياً نهر الكلّال.
صورة من: Wisam
أعلن العراق في آذار/ مارس الماضي عن تصديره نحو 600 ألف طنّ من التمر إلى الخارج لسنة 2021. ويعدّ التمر ثاني أكبر منتج يصدّره العراق بعد النفط، إذ يدرّ سنوياً على البلاد 120 مليون دولاراً بحسب البنك الدولي، الذي دعا بغداد إلى العمل على تحسين النوعية وتنويع الأصناف المنتجة.
صورة من: Aleksey Butenkov/Zoonar/picture alliance
وعلى الرغم من ضخامة المشروع الذي تديره وتموّله "العتبة الحسينية"، إلّا أن التحدّي لا يزال كبيراً أمام العراق الذي كان يضمّ في الماضي "30 مليون نخلة" وينتج أكثر من 600 نوع من التمر.
صورة من: The Print Collector/A. Kerim/Heritage Images/picture alliance