1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

واشنطن وبروكسل تفتحان صفحة جديدة في العلاقات مع دمشق

٣ مايو ٢٠٠٩

بوادر انفراج في علاقات واشنطن بدمشق بعد سنوات من محاولات الإداراة الأمريكية السابقة عزل سوريا. أما العلاقات السورية- الأوروبية فتشهد دفعة جديدة يتوقع تتويجها بالمصادقة على اتفاق بين الطرفين في الصيف القادم.

النمسا وسلوفكيا كانتا قبلتي الزيارة الثانية للأسد إلى أوربا.صورة من: AP / DW

منذ سنوات طويلة، حاولت الإدارة الأمريكية السابقة عزل سوريا عن المجتمع الدولي. وفي هذا الإطار تم تصنيفها من قبل هذه الإدارة كـ "دولة مارقة" ضمن ما أطلق عليه "دول محور الشر". كما اعتُبرت "داعية للإرهاب"، بعد ذلك وفي عام 2004 أقر الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عقوبات إقتصادية في حقها. ثم قام في عام 2007 باستدعاء مارغريت سكوبي سفيرة بلاده في دمشق، كخطوة للإشارة إلى مدى تدهور العلاقات معها.

لكن اليوم، ومع إدارة الرئيس الجديد باراك أوباما، بدت بوادر الإنفراج تظهر على العلاقات بين البلدين. فمنذ تعيين أوباما رئيسا وإلى اليوم، توجهت خمسة وفود من الكونجرس الأمريكي إلى دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد. وعند ختام المباحثات تمت الإشادة بروح الإنفتاح التي ميزتها. وعند مطلع مارس/ آذار أرسل البيت الأبيض أول مبعوثيه الرسميين إلى العاصمة السورية، وتعلق الأمر بجفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية بالوكالة لشؤون الشرق الاوسط ودان شابيرو مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، وأوكلت إليهما مهمة الإطلاع على الوضع في سوريا. وعقب لقاءهما بوزير الخارجية وليد المعلم، صرح المبعوثان الأمريكيان بأن المحدثات كانت بناءة.

دمشق تنتظر حلا شاملا لأزمة الشرق الأوسط

بيد أن مدير مركز الشرق للدراسات الدولية في دمشق الدكتور سمير التقي، شكك في قدرة الإدارة الأمريكية على الدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط. معتبرا "أن السوريين مستعدون لتقديم المساعدة من أجل تحسين الوضع في المنطقة، لكن وفق مشروع جاد وخطة سلام حقيقية". وحسب سمير التقي، يركز الأمريكيون حاليا على إدارة الأزمة وتهدئة الأوضاع في المنطقة عوض البحث عن حل شامل للأزمة. في المقابل يشتد يوما بعد يوم اهتمام واشنطن بإيران وأفغانستان ومنطقة الخليج، وذلك على حساب الصراع العربي- الإسرائيلي. ويضيف سمير التقي "يجب على الحكومة السورية توخي الحذر وعدم الكشف عن كل الأوراق الإستراتيحية".

وانطلاقا من أن التحالف مع إيران يشكل أحد أهم ركائز الاستراتيجية السورية، فكرت واشنطن بداية الأمر في بلورة خطط تستطيع عبرها إبعاد دمشق عن فلكها الإيراني. لكن المختص في القضايا السورية بمكتب "إدارة الأزمات"، البريطاني بيتر هارلينغ يستبعد أن تواصل إدارة أوباما هذا النهج السادج حسب قوله. كون "واشنطن تسعى إلى التأثير على ديناميكية العلاقات السورية الإيرانية، وهذا ما حدث سلفا.إذ أن سوريا تحاول حاليا تعزيز علاقاتها مع شركاء آخرين، مثل تركيا وقطر وفرنسا وبعض دول الإتحاد الأوروبي، لكن من دون أن تسيء إلى علاقاتها بطهران".

السوق السورية تتطلع إلى استثمارات أوروبية

ساركوزي ينهي عزلة دمشق مع الغرب بقيامه مطلع أيلول/سبتمبر2008 بأول زيارة له إلى سوريا.صورة من: AP

وتشهد العلاقات السورية- الأوربية دفعة قوية في الفترة الحالية، وخير دليل على ذلك الزيارة التي قام بها مؤخرا الرئيس السوري بشار الأسد إلى كل من سلوفاكيا والنمسا، والتي تعد وبعد سنوات من العزلة مع الغرب الزيارة الثانية إلى أوروبا، بعد تلك التي قادته صيف 2008 إلى فرنسا إثر دعوة وجهها إليه الرئيس نيكولا ساركوزي لحضور قمة الاتحاد المتوسطي، والتي شكلت منعطفا جوهريا لعودة دمشق إلى المجتمع الدولي. ويمكن القول، إن سوريا اقتربت من أحد أهم أهدافها في سياستها الخارجية، ألا وهو توقيع معاهدة الشراكة مع الإتحاد الأوروبي، التي ستفتح أمامها المجال بعد ذلك لإبرام اتفاقية التبادل الحر والشراكة المعمقة.

ويأتي هذا بعد أن جُمدت هذه المعاهدة لسنوات طويلة. لكنها اليوم صيغت بشكل نهائي وتنتظر فقط المصادقة عليها من قبل الدول السبعة والعشرين العضوة في الإتحاد الأوروبي. وتطمح سوريا إلى تعزيز علاقاتها الإقتصادية مع الدول الأوربية. فاقتصادها بحاجة ماسة إلى استثمارات قوية تقوم بها شركات أوروبية. ومن أجل ذلك، عمل الرئيس السوري بشار الأسد على اصطحاب مايقرب عن خمسين من ممثلي الشركات السورية أثناء زيارته إلى سلوفكيا والنمسا. كما رافقه كا من عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة، وعبد الله درداري نائب رئيس الوزراء السوري وأحد كبار المكلفين بلإصلاح النظام الإقتصادي السوري.

العلاقات الأوروربية السورية نحو المزيد من التفعيل

أثناء زيارة الأسد إلى فيينا، جدد وزير الخارجية النمساوي ميشائيل شبيندلجر دعوته للدول الأوربية الأخرى إلى اتباع "استراتيجية الحوار" مع دمشقصورة من: picture alliance/dpa

بيد أن أمل سوريا في أن يلعب الإتحاد الأوروبي دورا أكبر في عملية سلام الشرق الأوسط بقي بعيد المنال. وفي حوار أدلى به إلى صحيفة الصحافة "دي بريسه" النمساوية، تحدث الرئيس السوري عما أسماه "خضوع غير مشروط" للأوربيين تجاه الولايات المتحدة. مضيفا "إذا كان الساسة الأوروبيون وبعد زيارتهم دمشق يعودون إلى ديارهم، لكي ينتظروا ما سوف يقوم به الأمريكان، فمن الأجدى أن نجري مباحثات مباشرة مع الأمريكيين عوضا عن الأوربيين".

وبشأن المفاوضات مع إسرائيل، فإن دمشق تصر على أن تلعب واشنطن دور الوسيط. وفي العام المنصرم لعبت تركيا هذا الدور في مفاوضات غير مباشرة. إلا أن الحكومة الإسرائيلية، ذات التوجه اليميني جعلت من مسألة إعادة الجولان إلى سوريا أمرا مستبعدا، حسب جانبلات شكاي مدير القسم السياسي في صحيفة الوطن السورية، الذي يقول: "نحن أمام حكومة أمريكية ترغب في فتح قنوات الحوار مع دول العالم بأسره ، لكننا في ذات الوقت أمام حكومة إيسرائلية متطرفة، يريد وزير خارجيتها مقايضة السلام بشعار السلام، وليس السلام مقابل الأرض. وبالتالي لا ينتظرأحد في العالم العربي حدوث اختراقة في أزمة الشرق الأوسط، حتى وإن كان الرئيس الأمريكي اليوم هو باراك أوباما".

من جهة أخرى وبعيدا عن أزمة الشرق الأوسط، لم يعد هناك ما يمكنه التشويش على العلاقات السورية- الأوروبية. ومن من المنتظر أن تتحول معاهدة الشراكة بين سوريا والإتحاد الأوروبي إلى واقع ابتداءا من الصيف القادم، خصوصا عند انتقال مهمة الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي إلى السويد، البلد الذي طالما دعا إلى الحوار بين أوروبا وجيرانها في الجنوب، وذلك عكس جمهورية التشيك الرئيسة الحالية للإتحاد الأوروبي.

الكاتب:كريستين هيلبريغ / وفاق بنكيران

تحرير: ابراهيم محمد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW