واشنطن وعواصم أوروبية تدين طهران بسبب تسليحها الحوثيين
٢٨ فبراير ٢٠١٨
أدانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، إيران لـ "فشلها في وقف الأسلحة إيرانية الصنع التي تقع في يد المتمردين الحوثيين". وأعربت الدول الأربع في بيان مشترك عن قلقها الشديد ازاء نتائج تحقيق أممي بشأن هذا الموضوع.
إعلان
أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا عن "إدانتها" لإيران بسبب انتهاكها حظر السلاح المفروض من الأمم المتحدة على اليمن، وذلك في بيان مشترك أصدرته الدول الأربع الثلاثاء غداة استخدام روسيا حق الفيتو في مجلس الأمن لمنع صدور قرار يدين طهران. وكان تقرير أعده خبراء تابعون للأمم المتحدة خلص إلى أن إيران لم تمنع وصول هذه الصواريخ إلى اليمن، لكن الخبراء لم يتمكنوا من تحديد القنوات التي أتاحت نقل الصواريخ إلى الحوثيين في اليمن.
وتعتبر روسيا أن تقرير الامم المتحدة لا يحمل أدلة على تورط مباشر للسلطات الإيرانية في إيصال الصواريخ إلى اليمن. كما ترى أيضا أن قطع الصواريخ التي عرضتها واشنطن، حتى ولو كانت إيرانية الصنع، فهذا لا يكفي للدلالة على أن إيران قامت بدور مباشر في نقلها إلى اليمن في خرق لقرار الأمم المتحدة الصادر عام 2015.
وكانت روسيا استخدمت الاثنين حق النقض في مجلس الأمن لمنع صدور قرار تقدمت به بريطانيا ودعمته الولايات المتحدة وفرنسا يجدد الحظر على إرسال أسلحة إلى اليمن ويتضمن في الوقت نفسه إدانة لإيران بسبب تسليحها المتمردين الحوثيين. وإثر الفيتو الروسي أصدر مجلس الأمن بالإجماع قرارا تقنيا جدد حظر السلاح من دون أي إشارة إلى إيران.
وأمس الثلاثاء قالت الدول الأربع في بيانها "نرحب بالتقرير النهائي" للخبراء الأمميين الصادر في 15 شباط/فبراير و"نعرب سويا عن قلقنا العميق" إزاء الخلاصات التي تتضمنها. وأضاف البيان الذي نشرته البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "ندين عدم تنفيذ" طهران لالتزاماتها "مما يعرض للخطر السلام والاستقرار الإقليميين".
وتابعت الدول الغربية الأربع في بيانها "ندعو إيران إلى التوقف فورا عن كل أنشطتها التي تتعارض أو تنتهك" الحظر المفروض من مجلس الأمن الدولي على إرسال الأسلحة إلى اليمن.
إلا ان وزارة الخارجية الإيرانية ردت في بيان "منذ ثلاث سنوات وسلوك الولايات المتحدة وبريطانيا في مجلس الأمن الدولي غير بناء ويضفي شرعية على العدوان في اليمن". وتابع البيان إن "طبيعة سلوك ومواقف أميركا وبريطانيا وفرنسا ... نوع من التملص من المسؤولية وتحميلها الآخرين، لان هذه الدول بصفتها الدول الداعمة الأساسية والموفرة الرئيسية للأسلحة الفتاكة، تلعب دورا كبيرا في إشعال الحرب واستمرار العدوان العسكري السعودي على اليمن".
ومنذ عدة أشهر تمارس الولايات المتحدة ضغوطا لإدانة طهران وفرض عقوبات عليها بعد إطلاق المتمردين الحوثيين صواريخ بالستية ايرانية الصنع على السعودية في 2017.
في سياق متصل، قال شاهد ومسعفون إن غارات جوية قتلت خمسة مدنيين وأصابت ما لا يقل عن 14 بينهم أربعة أطفال خارج مدينة صعدة بشمال اليمن أمس الثلاثاء. وقال مسعفون ومصور من رويترز رأى الأنقاض في صعدة إن غارة جوية في البداية دمرت منزلا في منطقة سحار بالمدينة وهي المعقل الرئيسي للحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة في شمال اليمن. وقال المسعفون إن ضربتين جويتين إضافيتين أصابتا مسعفين كانوا يحاولون انتشال الضحايا من بين الأنقاض. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية. ودخل التحالف الصراع اليمني قبل ثلاثة أعوام ضد الحوثيين الذين أطاحوا بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا.
ح.ز/ ع.ج (رويترز / أ.ف.ب)
السعودية والمستنقع اليمني - حرب مكلفة
رغم مرور 33 شهراً على بدء العمليات العسكرية السعودية ضد الحوثيين وحليفهم السابق علي عبد الله صالح، إلا أن تلك الحملة لم تحقق الكثير؛ فالكلفة الاقتصادية كبيرة والتنديد الدولي يتصاعد ومؤخراً أصبحت الرياض في مرمى الصواريخ.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين وحليفهم السابق الرئيس المقتول علي عبدالله صالح. يقول المشاركون فيه إنه جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن. وذلك بعد بسط الحوثيين وقوات صالح نفوذها على مناطق واسعة.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
يرى مراقبون أن الكلفة الباهظة مالياً وبشرياً في ظل الفشل في تحقيق انتصارات على أرض المعركة أدخل المملكة السعودية في مأزق، لا سيما مع انخفاض واردات النفط وهو ما تجسد في تفاقم العجز في الموازنة العامة للمملكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Pain
أعلن وزير المالية السعودي، محمد بن عبد الله الجدعان، أن العجز في الميزانية السعودية خلال الربع الثالث من العام الجاري 2017 بلغ 7.48 مليار ريال، وبلغ الدين العام بنهاية الربع الثالث من السنة المالية الحالية 8,375 مليار ريال سعودي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Hasan Jamali
وبعد مرور ما يقرب من 33 شهراً على بدء هذه الحملة العسكرية تتزايد الصعوبات على المملكة بشأن التدخل العسكري في اليمن، إذ ان التفهم الدولي الذي قوبل به التدخل العسكري في بدايته اختفى وحل بدلاً منه انتقادات دولية لا سيما على الصعيد الإنساني.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
أكدت "منظمة هيومن رايتس ووتش" أن التحالف العربي بقيادة السعودية استخدم صواريخ عنقودية في عدة هجمات بمحافظة حجة شمال غرب اليمن ممّا أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين. ودعت المنظمة إلى تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق.
صورة من: DW/M. al-Haidari
وخلّفت هذه الحرب أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، وجعلت نحو 80% من سكان البلاد، البالغ عددهم حوالي 27 مليون نسمة، بحاجة إلى المساعدات. وتسبب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 8750 شخصاً منذ آذار/مارس 2015 وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الآلاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.
صورة من: obs/UNO-Flüchtlingshilfe/UNHCR/M. Hamoud
ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة فقد "بلغ إجمالي الوفيات بسبب مرض الكوليرا 2230 حالة، في حين بلغ عدد وفيات وباء الديفتيريا أكثر من 300 حالة، كما تفشت الأمراض بسبب انعدام الأمصال الواقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Al-Ansi
شكل مقتل الرئيس السابق والحليف السابق للحوثيين، علي عبد الله صالح، في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول على أيدي الحوثيين ضربة أخرى للجهود السعودية التي راهنت على قدرة صالح على حسم الوضع عسكرياً بعد أن انقلب على الحوثيين قبل أيام من مصرعه.
صورة من: Reuters/Houthi Security Services Media
في 19 ديسمبر/ كانون الأول أعلنت السعودية تصديها لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه الرياض، في حين أعلن التحالف العربي اعتراض صاروخ أطلقه مسلحو جماعة الحوثي في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وعلى خلفية ذلك، وجهت السعودية هجوماً حاداً على إيران، واتهمتها بتزويد الحوثيين بمثل هذا الصواريخ.
صورة من: Reuters
أكد بهنام بن طاليبل المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات لفرانس برس أن هذه الصواريخ تعتبر "استنزاف إيراني لأموال السعودية، والهدف هو إطالة أمد الحرب". وقال إن رغبة إيران الواضحة في المخاطرة بنقل صواريخ إلى الحوثيين تشير إلى أن ساحة المواجهة في اليمن "ربما ليست هامشية لإيران كما كان يعتقد من قبل".
صورة من: Getty Images/AFP/S. al-Obeidi
فرضت السعودية حصاراً خانقاً على منافذ اليمن البحرية والجوية بعد إطلاق الصاروخ في اتجاه الرياض، بسبب مخاوفها من تهريب الأسلحة إلى داخل اليمن، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، وأدى إلى زيادة الضغوط الدولية على الرياض. إعداد: علاء جمعة