لا عجب إذن أن من عاشوا على امتداد الحدود البالغ طولها 1300 كيلومتر من بحر البلطيق إلى فوغتلاند، كانوا يسعون إلى إزالة هذا الجدار. وهذا ما حدث أيضاً في ولاية ساكسونيا أنهالت، حيث اختفت الأعمدة الحدودية والأسياج المعدنية بين ألتمارك وهارتس العليا، وأُزيلت أبراج المراقبة. حتى الطرق التي كانت تستخدمها دوريات حرس الحدود، تلاشت شيئاً فشيئاً. وهكذا استعاد الناس على جانبي الخط الفاصل، علاقاتهم القديمة. ثم جاءت الطبيعة لتفرض نفسها، وتحولت المنطقة الحدودية إلى "شريط أخضر". منطقة طبيعية فريدة من نوعها، تشكلت في 9 ديسمبر 1989، وأصبحت هذه الجنة مكانا للذكرى. واليوم نلاحظ تطوّرا جديدا، فالحدود التي أراد الناس نسيانها ذات يوم، تعود إلى الواجهة من جديد. سكان القرى الواقعة على طول الحدود مع ولاية ساكسونيا السفلى، خاصة الجيل الذي وُلد في فترة التحول التاريخي حين انهار الجدار، يرون في الحواجز القديمة والذاكرة المرتبطة بها جزءا من تاريخهم المحلي. في جولة عبر المنطقة الحدودية السابقة، يُسلّط الفيلم الضوء على هؤلاء الأشخاص ومبادراتهم. فمن أين ينبع هذا الاهتمام الجديد بالحدود القديمة؟
