1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وثائق بنما – سنة من العمل الشاق والسري

كارستن غرون/ س.ك٥ أبريل ٢٠١٦

بالنسبة لصحيفة زود دويتشه تسايتنوغ، كان التحقيق حول الشركات الوهمية أكبر تحقيق استقصائي في تاريخها وسبق صحفي لا مثيل له. لكن وراء هذا البحث عام من العمل الشاق والسرية التامة والتعاون الدولي. ومازال العمل مستمراً..

Panama Gebäude Mossack Fonseca
صورة من: picture alliance/AP Photo/A. Franco

بالنسبة لمحرري صحيفة زود دويتشه تسايتونغ، يعتبر اليوم الذي سربت لهم فيه المعلومات حول معاملات الشركات الوهمية يوم الحظ، فقد كان هذا اليوم منعطفاً مهنياً بالنسبة لهم، يعد بسبق صحفي لا مثيل له. وعرف المحررون أن هذه القصة يجب أن تصبح قصة كبيرة، لها آثار بعيدة المدى.

سرية تامة على مدى عام كامل

كان من الضروري بالنسبة لمحرري زود دويتشه تسايتونغ وزملائهم في وسائل الإعلام الأخرى الحفاظ على السرية التامة في التعامل مع المعلومات التي يحصلون عليها. ويعد هذا الأمر في غاية الصعوبة بالنسبة لأي صحفي، مثلما أكد فريدريك أوبرماير، أحد المشاركين في فريق الصحفيين الاستقصائيين من زود دويتشه تسايتونغ في مقابلة مع موقع الصحيفة الالكتروني.

ولحماية أنفسهم من هجمات القراصنة الالكترونيين، كان المحررون يستخدمون الحاسب الآلي دون الاتصال بالانترنت، وكان الخادم والكمبيوتر المتصل به موضوعان في غرفة منفصلة مغلقة، لا يدخلها سوى أعضاء فريق البحث الاستقصائي. "حتى رئيس التحرير لم يكن مسموح له بالدخول هنا، ولا حتى عمال النظافة. وهكذا لم يتم تنظيف الغرفة إلا بعد سنة من العمل بها"، حسبما يوضح أوبرماير.

وبشكل دوري كانت هناك اجتماعات دولية في واشنطن ولندن في داوئر صغيرة للمناقشة حول العمل. وعلى الانترنت كان هناك منتدى مغلق أنشئ خصيصاً لهذا الغرض.

مشاكل عملية

أكبر مشكلة في بداية العمل كانت التعامل مع هذا الكم الهائل من البيانات. في تسريبات أوفشور في 2013 كان الأمر متعلقاً بنحو 260 غيغا بايت من المعلومات، وفي وثائق بنما كانت كمية البيانات نحو عشر أضعاف، 2.7 تيرابايت، 11.5 مليون وثيقة. لذلك قرر فريق التحرير اللجوء إلى الرابطة الدولية للصحافة الاستقصائية (ICiJ). وفي النهاية شارك في العمل نحو 400 صحفي من 80 دولة، في مشروع بحثي مشترك ضخم. "لم يكن بإمكاننا وحدنا التعامل مع هذا الكم الهائل من البيانات. كنا سنحتاج في هذه الحالة لعشرين سنة. وبالتالي فقد قسمنا العمل حسب البلدان". مثلاً، الموضوعات التي تعد ثانوية في ألمانيا ولكنها هامة في أمريكا الجنوبية، تم تركها للصحافيين هناك. تم التعامل مع كمية البيانات بنوع من التبسيط، وقام فريق العمل بتجهيز قوائم بالأسماء المحتملة ومقارنتها بالبيانات المتاحة. من بين المؤسسات الإعلامية المشاركة في البحث مثلاً غارديان وبي بي سي البريطانيتان، ولو موند الفرنسية ولا ناسيون الأرجنتينية. وفي ألمانيا، بالإضافة لزود دويتشه تسايتنوغ شارك أيضاً صحافيون من ان.دي.ار وفي.دي.ار .

عالم مجهول من المال

البيانات التي حصلت عليها زود دويتشه تسايتونغ سربت إليها من مصدر مجهول، لم يطلب مكافأة مالية، بحسب الصحيفة، لكن فقط الحماية والأمان. وذكر المصدر أن البيانات تنبع من كمبيوتر تمت قرصنته من مكتب محاماة في بنما. ضمن البيانات هناك رسائل الكترونية ووثائق وبيانات مصرفية، وصور من جوازات سفر ووثائق عديدة أخرى لأكثر من 215 ألف شركة، قام مكتب محاماة موساك فونسيكا البنمي بتأسيسها بتفويض من عملائه، في المقام الأول في بنما وفي جزر العذراء البريطانية، وتغطي الفترة من عام 1970 حتى عام 2016. وبعد التحقق من قبل هيئة التحرير الاستقصائي في زوددويتشه تسايتونغ من صحة البيانات، بدأ العمل للكشف عن خفايا هذا العالم المجهول.

عالم مجهول، يتدفق فيه الكثير من المال، حسبما ذكر أوبرماير. وبالنسبة لرئيس فريق التحرير البحثي في ان.دي.ار وفي.دي.ار وزودديتشه تسايتنوغ، يعد نظام الشركات الوهمية أكثر ما يجب كشفه.

من تحقيق صحفي لتحقيقات قضائية

هذا العمل الصحفي الضخم سينتج عنه الآن تحقيقات من جانب السلطات في عدة دول، فقد كشفت "وثائق بنما" عمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة أوفشور في أكثر من 200 دولة حول العالم. وقد فتحت عدة دول تحقيقات، مثل أستراليا ونيوزيلندا وإسرائيل التي تريد التحقيق في ما إذا كان مواطنيها على قوائم مكتب المحاماة. وكذلك النرويج تريد الكشف عن الأمر، فوزيرة الصناعة النرويجية مونيكا ميلند طالبت البنك النرويجي دي.ان.بي DNB ببيان مكتوب للتعليق على دورها في هذه القضية. وكان المصرف قد اعترف بمساعدة 40 من عملائه في تأسيس شركات أوفشور في جزر سيشل.

الأيسلنديون غاضبون

في أيسلندا، أرغمت هذه القصة رئيس الوزراء زيغموندور دافيو غانلاوغسون على الاستقالة، حيث اتهم مع زوجته بتأسيس شركات وهمية. وهو ما دفع آلاف الأشخاص إلى النزول إلى الشوارع للتظاهر ضده. ووقع حوالي 21 ألف أيسلندي على عريضة على الانترنت تطالب باستقالة رئيس الوزراء، وهو ما حصل بالفعل.

ويبدو أن ما تم الكشف عنه حتى الآن في "وثائق بنما" ليس إلا البداية، ويوضح أوبرماير ذلك بالقول: "في الأسابيع القادمة سيتم نشر قصص ألمانية أيضاً، من عالم الرياضة وكذلك قصص من زملاء في الخارج"، مشيراً إلى ما يمكن للجمهور توقعه في الأسابيع القادمة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW