وثيقة سرية تكشف عن فيديو آخر أرسله العامري لـ "داعش"
٢٨ فبراير ٢٠١٩
كشفت وثيقة سرية أن أنيس العامري منفذ اعتداء برلين الإرهابي، تواصل مع فرع داعش في ليبيا قبل شهرين من الاعتداء. ما قد يعني أن داعش كان على علم مسبق برغبة العامري في تنفيد اعتداء إرهابي، حسب الوثيقة.
إعلان
حسب وثيقة سرية من هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية الألمانية)، اطلع عليها موقع "تسايت أونلاين"، فإن منفذ عملية الدهس في سوق الميلاد في برلين، أنيس العامري، أرسل فيديو إلى فرع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ليبيا، وذلك بنحو شهرين قبل الاعتداء الإرهابي، الذي وقع في 19 منكانون الأول/ ديسمبر 2016.
وحتى الآن كان هناك فيديو واحد فقط لأنيس العامري، وهو الذي يعلن فيه ولاءه لأبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش. وقد تم نشر هذا الفيديو على موقع تابع لداعش في 23 من كانون الأول/ ديسمبر 2016، أي بعد أربعة أيام من الاعتداء الإرهابي.
واستندت هيئة حماية الدستور في هذه الوثيقة التي تمت صياغتها في نهاية يناير 2017 إلى تحليل المخابرات الأمريكية للاعتداء الإرهابي، الذي نفذه العامري. وخلص التحليل إلى أن " فيديو العامري كان في حوزة فرع داعش في ليبيا منذ 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2016". وهو ما قد يعني أن "داعش في ليبيا كان منذ ذلك الحين على الأقل على علم بأن العامري يرغب في تنفيد الاعتداء". ولم تكشف الوثيقة عن فحوى الفيديو.
وكان المحققون الألمان قد خلصوا إلى أن هذا الفيديو تم تصويره من طرف العامري نفسه في 31 من أكتوبر أو الأول من نوفمبر 2016 في برلين. وذهب ضحية اعتداء برلين الإرهابي نحو 12 شخصا. وبالنسبة للمحققين فإن هذا الفيديو يحدد اللحظة التي قرر فيها العامري نهائيا القيام باعتداء إرهابي. بيد أن الوثيقة السرية تشير أن قرار العامري القيام باعتداء، تم قبل ذلك التاريخ.
الحكومة الألمانية لاتعلم بمحل إقامة صديق العامري
كما تحتوي الوثيقة على تفاصيل لم تكن معروفة من قبل، إذ أن العملية التي نفذها العامري اعتبرت بمتابة شهادة للقيادة المركزية لداعش في سوريا بأن فرعها في ليبيا قادر على تنظيم هجمات في الخارج بشكل مستقل. فالمخابرات الأمريكية على الأقل خلصت إلى أن القيادة المركزية لتنظيم داعش كانت تتوقع هجمات إضافية من فرع التنظيم في ليبيا.
أسئلة عن أنيس العامري تبحث عن إجابة
01:52
وكان العامري وصديقه بلال بن عمار قد تناولا الطعام معا بأحد المطاعم في المساء، قبل أن ينفذ العمري هجومه. وترغب لجنة التحقيق البرلمانية المعنية بتقصي واقعة هجوم الدهس الإرهابي ترغب في استجواب بن عمار بصفته شاهدا، لكن وبعد ترحيله إلى تونس في أول فبراير/ شباط، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أنها لا تعلم محل إقامته الحالية.
وقال وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر في العاصمة الألمانية برلين اليوم الخميس: "لست على علم حاليا بمكان الإقامة"، مضيفا أن الحكومة الاتحادية ستحاول التوصل إلى محل إقامة بن عمار حاليا. وأعلن وكيل وزارة الداخلية هانز-جورج إنجلكه أنه يتوقع أن يكون بن عمار في تونس وأنه سيكون متاحا للجنة التحقيق البرلمانية كشاهد.
وردا على سؤال عما إذا كان ترحيل بن عمار تم بشكل متسرع، قال زيهوفر إن لجنة التحقيق فقط هي التي يمكنها توضيح ذلك في النتيجة النهائية، ولكنه أكد أنه يمكنه تفهم القرار السابق بالترحيل، حيث تسنى لابن عمار إثبات عدم المشاركة في الجريمة في البداية، لافتا إلى أنه كان يُعتبر في الوقت ذاته شخصا خطيرا من الناحية الأمنية.
هـ.د/ ع.خ (DW/ دب أ)
أنيس عامري.. رحلته من مجرم صغير في تونس ونهايته كإرهابي في أوروبا
أكدت السلطات الإيطالية مقتل أنيس عامري، المشتبه به في تنفيذ اعتداء برلين، الذي قتل فيه 12 شخصا. عامري كان قد هرب بسبب الأوضاع الاقتصادية وبسبب عقوبة جنائية في تونس قبل سبع سنوات، فيما "تطرف لاحقا وصار إرهابيا في أوروبا."
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Police Handout
أكدت السلطات الإيطالية رسميا اليوم الجمعة (23 كانون الأول/ ديسمبر 2016) مقتل أنيس عامري المشتبه به في تنفيذ الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين، في اشتباك مع الشرطة في مدينة ميلانو.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniele Bennati/B&V
مصطفى عامري والد أنيس أمام منزل العائلة. أنيس من مواليد عام 1992 وهو مولود في حي حشاد بمنطقة الوسلاتية التابعة لولاية القيروان. وقال مسؤول أمني تونسي إن له أخا واحدا وأربع شقيقات. كما ذكر أن أنيس عامري أوقف مرات عدة بسبب المخدرات قبل الثورة، التي أطاحت مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
بسبب تاريخها الإسلامي تعد القيروان عاصمة روحية لتونس. وفيها الجامع الكبير، الذي أسسه عقبة بن نافع. لكن المدينة تحولت في الأعوام الأخيرة إلى مركز للسلفيين المتشددين في تونس. واندلعت مصادمات في سنة 2013 بين الشرطة ومؤيدي جماعة "أنصار الشريعة" المتشددة في القيروان، بعد أن منعت السلطات التونسية ملتقى سنويا تعقده الجماعة في المدينة ويحضره الآلاف منهم.
صورة من: picture alliance/AP Photo
غادر أنيس تونس في سنة 2009، وبحسب أخيه عبد القادر، هرب أنيس من الفقر في تونس وكان "يريد بأي ثمن تحسين الوضع المادي لعائلاتنا التي تعيش تحت خط الفقر كأغلب سكان الوسلاتية." وذكر عبد القادر عامري أن أنيس حكم عليه في تونس بالسجن 4 سنوات بسبب إدانته في جرائم سرقة وسطو.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
وذكرت صحف إيطالية أن أنيس أعلن أنه قاصر عندما قدم طلب اللجوء وتم ارساله إلى مركز لاستقبال اللاجئين القصر في مدينة كاتانيا في جزيرة صقلية. وفي 24 تشرين الأول/ اكتوبر 2011 أُوقف مع ثلاثة من مواطنيه بعد حرقهم مدرسة، وحكم عليه بالسجن لأربع سنوات، وأمضى عقوبته في كاتانيا ثم في عدة سجون في صقلية. ولأنه لم يكن من المساجين المنضبطين، لم ينل أي خفض لمدة عقوبته وأمضي فترة العقوبة بالكامل في السجون.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
بعد خروجه من السجن سنة 2015 أُرسل إلى مركز لتحديد هويته وصدر بحقه قرار طرد من إيطاليا. وقالت صحيفة "ميلانو" إن إجراءات تحديد الهوية الضرورية لترحيله "لم تقم بها السلطات التونسية ضمن المهل القانونية"، ما يفسر اضطرار ايطاليا "للإفراج عنه". ومن ثم دخل ألمانيا وقدم فيها طلبا للجوء في تموز/ يوليو 2015. واشتبهت الشرطة الألمانية باتصاله بالتيار السلفي، وتم تصنيفه كـ "شخص خطر."
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundeskriminalamt
كان أنيس يخضع للتحقيق منذ آذار/ مارس الماضي، كُلِّفت به نيابة برلين بتهمة "الإعداد لعمل إجرامي خطير يشكل خطرا على الدولة." لكن التهم أسقطت لغياب الأدلة الكافية، ومن ثم توقفت مراقبته في أيلول/ سبتمبر الماضي. وأمضى أنيس عامري وقته متنقلا في مختلف أنحاء ألمانيا، لإخفاء أثره على ما يبدو.
صورة من: REUTERS
وأشارت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية إلى أن الشاب التونسي كان على علاقة مع عراقي يبلغ 32 عاما، مشهور باسم أحمد عبد العزيز عبد الله ولقبه "أبو ولاء". وأوقف "أبو ولاء" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إلى جانب أربعة شركاء آخرين لتشكيلهم شبكة تجنيد لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بحسب النيابة الاتحادية الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/Al Manhaj Media
فيما قال رالف ييغر، وزير الداخلية بولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية، إن أنيس رُفِضَ كطالب لجوء في حزيران/ يونيو 2016 "ولكن لم تستطع السلطات المعنية ترحيله لأنه لم يكن لديه أوراق هوية صالحة". كما أكد الوزير أن تونس شككت مرارا في أنه تونسي الجنسية. وأكد الوزير أن أوراق الهوية المطلوبة لترحيله لم تصل سوى بعد يومين، بعد الهجوم الإرهابي في برلين.
صورة من: Reuters/I. Fassbender
وكان الادعاء العام الألماني قد صدر أمر اعتقال بحق أنيس عامري بتهمة الهجوم بشاحنة على سوق عيد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين. وقالت المتحدثة باسم الادعاء العام أن الأدلة تشير إلى أن عامري هو من قاد الشاحنة، التي اقتحمت السوق مساء الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول) وتسببت في قتل 12 شخصا وإصابة نحو 50 آخرين. الكاتب: زمن البدري