وجهة نظر: أنا مسلم وأسعد بتهاني عيد الميلاد!
٢٥ ديسمبر ٢٠١٨في كل عام مع حلول عيد الميلاد "الكريسماس"، أعايش دائماً و بشكل خاص المشهد نفسه: أناس في غاية الحماس يوجهون لي التحية "عيد ميلاد سعيد! ويستدركون بسرعة آه، لا، أنت لا تحتفل، إذن عطلة سعيدة!".
نعم، بصفتي ألماني من أصول تركية، ومنحدر من بيت أسرة مسلمة محافظة، لم نكن نحتفل بعيد الميلاد. وكانت أيام عيد الميلاد بالنسبة لعائلتي، بمثابة قضاء عطلة نهاية الأسبوع لمدة ثلاثة أيام. وكنا نشاهد أيضاً سباقات "المنافسات الأربع" على الجليد، وأفلام الأطفال مثل "اللورد الصغير" وبالطبع فيلم "ثلاث حبات جوز لسندريلا". وهذا كان هو عيد الميلاد بالنسبة لي ولعائلي.
أنا أيضاً أريد تَلَقِّي التهنئة بعيد ميلاد سعيد!
لكنِّي الآن أسأل نفسي كل عام، عمَّا إذا كان من الضروري حقاً، الحرص بحصافة على عدم توجيه التهاني والأمنيات إلىَّ بـ"عيد ميلاد سعيد؟" أعتقد لا! فحتى مع أن الأمر ربما يبدو غريباً بعض الشيء؛ إلا أنني أيضاً أتطلع وأفرح بموسم عيد الميلاد! لأنه في تلك الفترة يفكر الناس من حولي في دينهم، ولو لمرة واحدة على الأقل في السنة.
إنني أستمتع بالتأمل وما ينتج عنه من تباطؤٍ في إيقاع الحياة اليومية في هذا الوقت من السنة. وعيد الميلاد يمنح الاسترخاء على الأقل لهؤلاء الأشخاص، الذين أتعامل معهم بشكل يومي، شعور جميل. وكل عام أسعد أنا وعائلتي بتلقي بطاقات عيد الميلاد من أصدقائنا وكذلك إرسال تهاني عيد الميلاد بدورنا. ليس لأنه يجب علينا ذلك ولكن لأن احترام دين الآخرين هو شكل من أشكال الأدب.
إنّ رغبة أنيته فيدمان-ماوتس، مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج، في عدم كتابة كلمة "عيد الميلاد" على بطاقة التهنئة الكبيرة، التي نشرتها بمناسبة مقدم العام الجديد، لكي لا تسئ للأشخاص من ذوي الانتماءات الدينية المختلفة، هي لفتة تستحق الاحترام. لكن، يا عزيزتي سيدة فيدمان-ماوتس، بالنسبة لي أنت لا تسيئين، عندما ترسلين لنا بطاقات تهنئة مع ذكر كلمة عيد الميلاد، بل على العكس من ذلك، أنا أيضاً أريد تَلَقِّي التهنئة بعيد ميلاد سعيد!
بالأخص المهاجرون غير المسيحيين، الذين لديهم أطفال، يعلمون مدى صعوبة الموازنة بين الأعياد المسيحية والأعياد الدينية الخاصة بهم. لكني لا أريد هذا الانشقاق. أحتفل بعيد الفطر مع بناتي، ويحصلن على الهدايا، تماماً كما نحتفل بعيد الميلاد أيضا. ورغم عدم نصبنا لشجرة عيد الميلاد ومشهد المهد، إلا أنه تكون هناك هدايا أيضاَ. نعم، أعلم أن عيد الميلاد هو أكثر من مجرد هدايا. لكن يمكنني الرد على جميع مدعي العلم بكل شيء بالقول: نحن المسلمين نحتفل أيضاً بميلاد يسوع! لأنه نبي مهم في ديني أيضاً.
لماذا ليس هناك تهنئة بعيد الفطر؟
للوهلة الأولى يمكن للمرء أن يفكر في بطاقة معايدة مثل بطاقة السيدة فيدمان-ماوتس بهذا الشكل: "كم هو جميل، محاولة مراعاة شعوري". لكن في الواقع هذا ليس ضرورياً - على الأقل ليس كذلك. فبدلاً من استبعادي من التقاليد المحلية، بسبب القلق من أن يسيء ذلك إليَّ، سيكون من الأجمل، أن يعير المجتمع المسيحي الاهتمام للعطلات الدينية الخاصة بي، على سبيل المثال. لم أتلقَ أبداً التهنئة من غير المسلمين في عيد الفطر أو في عيد الأضحي. في هذا الموقف يمكننا جميعاً أن نتواجد! في المستقبل أود الاستمرار في تلقي تهاني عيد الميلاد وبطاقات عيد الميلاد والهدايا. كلا، أنا لست مندمجاً بشكل مبالغ فيه. أنا مجرد عضو كفء في هذا المجتمع. وأنا لا أعيش بين ثقافتين، ولكن مع ثقافتين. في رأيي، هذا إثراء وليس بأي حال من الأحوال عقبة في طريق الاندماج الناجح.
أركان آريكان - مدير القسم التركي في DW