وجهة نظر: الألمان يمنحون الأحزاب الصغيرة مزيدا من القوة
مانويلا كاسبر- كلاردج
وجهة نظر
٢٧ سبتمبر ٢٠٢١
سيطرة الحزب الاشتراكي والاتحاد المسيحي قد أصبحت جزء من الماضي، وهو ما يشير إلى أن الناخب الألماني يريد التغيير. رئيسة تحرير مؤسسة DW مانويلا كاسبر- كلاردج تعتبر ذلك فرصة للتغيير ولمعالجة القضايا الكبرى.
إعلان
لقد حدث التغيير. اختيار الناخب الألماني في غاية الوضوح: وداعا لتوافقات الحد الأدنى التي كان يعتمدها "التحالف الحكومي الكبير". ولنتجه نحو القضايا الكبرى كملفات البيئة والرقمنة والتجديد التي باتت ألمانيا بحاجة إليها بقوة. مهام ضعبة لا يمكن القيام بدون بالتعاون مع الأحزاب الصغيرة. في جميع السيناريوهات المحتملة لائتلاف حكومي قادم لا بد من إشراك حزب الخضر والحزب الليبرالي الحر. بدونهما لن تتشكل الحكومة القادمة. ومن المحتمل جدّا أن نشهد نشأة غالبية ليبرالية.
العروس التي يرغبها الجميع
الزيادة في عدد الأصوات التي حصل عليها حزب الخضر يعكس جليّاً أن الخوف من تبعات أزمة المناخ قد وصلت إلى الناخب.
معززّا بهذه الحقيقة سيدخل حزب الخضر مفاوضات تشكيل الحكومة بكلّ ثقة. إنه العروس التي يرغبها الجميع، وهي سوف ترفع من قيمة مهرها كما تريد. ولكن لربما ألمانيا غير مستعدة للتغيير كما كان يتمنى الخضر بزعامة مرشحتهم أنالينا بيربوك، خاصة إذا كان هذا التغيير مكلّفاً على المستوى المادي. وهذا ما أظهرته أيضا نتائج الانتخابات.
الديمقراطي الحر يشارك في القرار
كذلك من دون الحزب الديمقراطي الحر "الليبرالي" بات من شبه المستحيل تشكيل الحكومة. الليبراليون ينظرون إلى أنفسهم على أنهم القوة الليبرالية الأولى ومن تمّ لهم الحق في فرملة جزء من خطط الخضر. هذا الحزب الديمقراطي يثق بالسوق ويراهن على الرقمنة والتخلص من البيروقراطية. كما يتطلع إلى برنامج بيئي، لكن من دون تمويله عبر زيادة الضرائب. كيف يمكن تحقيق ذلك؟ هذا ما ستظهره مباحثات تشكيل الحكومة.
حان وقت تحول المحافظين إلى المعارضة
هزيمة الاتحاد المسيحي أصبحت ظاهرة للعيّان، حتى وإن جاءت نسبة الأصوات التي فقدها أقل بقليل مما تنبأت به استطلاعات الرأي لنوايا الناخبين.
لا يمكن التخفيف من حدة التراجع الكبير لعدد الأصوات مقارنة بالانتخابات التشريعية السابقة. فالمرشح آرمين لاشيت لم ينجح في إقناع الناخبين رغم أنه كرئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا يقوم هناك بعمل جيد. كذلك الحزب الشقيق، الحزب البافاري، تهاوى في هذه الانتخابات، ليسجل أسوأ نتيجة له منذ الانتخابات التشريعية لعام 1949. وبعد 16 عاما في الحكومة حان الوقت ليتحول الاتحاد المسيحي إلى المعارضة.
تحالف "جامايكا"
مع ذلك سيحاول الاتحاد المسيحي كلّ ما في وسعه للوصول إلى ما يطلق عليه "تحالف جامايكا"، المكوّن من اللون الأسود (المحافظون) والأخضر (الخضر) والأصفر (الليبرالي).
وهذا ممكن، حتى ولو كان يشكل القوة الثانية الفائزة في الانتخابات. فالعامل المقرّر هو من سيكون قادراً على تشكيل تحالف الأغلبية. وتاريخيا شاهدنا سابقا في ثلاث حالات أن المستشار لم يكن من الكتلة البرلمانية الأكبر.
ميركل رقم اثنان
تحدٍّ كبير نجح فيه أولاف شولتس حين قاد الحزب الاشتراكي الديمقراطي ليصبح الفائز الأول في هذه الانتخابات. حتى لو كان الفارق ضئيلا إلا أنه نجح في قلب السباق لصالح حزبه بعد أن كان الاشتراكيون متراجعين جدا في نتائج استطلاعات الرأي بداية الحملة الانتخابية حتى وصل التراجه إلى 12 بالمئة. حينها بدا الحزب الشعبي خائر القوى.
أولاف شولتس تمكن في تحقيق القفزة. بيد أنه لم يكشف عن مواقفه الشخصية ولا عمّا هو أساسي بالنسبة له كسياسي. هو يعطي انطباعا بأنه "ميركل اثنان"، واضح ومهني ولا وينفعل. وهذا ما قدّره الناخبون على ما يبدو.
تحالف إشارة المرور
الآن على شولتس أن يبرز ما في جعبته، إذا ما أراد بالفعل أن يصبح مستشار ألمانيا القادم. عليه أن يدعو بسرعة الخضر والليبراليين إلى المشاورات الحكومية. تحالف أحمر- أصفر-أخضر على شاكلة إشارة المرور، هو الهدف. وهو أمر ليس باليسير. لأن عليه تقديم تنازلات للحزبين الصغيرين سواء بخصوص ما يتعلق بالبيئة أو بالسياسية الضريبية. والشيء ذاته يقوم به مطارده التحالف المسيحي.
نتائج مفتوحة
الصورة تشير إلى نتيجة مجهولة المعالم، لكن ما هو مؤكد أن الألمان يرفضون استمرارية سياسة ميركل. قوة التأثير التي كان يتمتع بها الحزبان الشعبيان (الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي) اضمحلت مقارنة بالأزمنة السابقة. والسياسة الألمانية أصبحت مزركشة، وهي فرصة لمعالجة قضايا المستقبل الكبرى، نحو مجتمع صديق للبئة وأكثر تطورا على مستوى الرقمنة.
مانويلا كاسبر- كلاردج
صور ولقطات من يوم الاقتراع.. ملامح خريطة سياسية جديدة في ألمانيا؟
أكثر الانتخابات البرلمانية سخونة منذ 16 عاما تشهدها ألمانيا بطولها وعرضها. أكثر من 60 مليون ناخب يحق لهم اختيار نواب يمثلونهم في البوندستاغ. ومن هناك سيتم اختيار المستشار أو المستشارة لألمانيا. جولة في يوم الانتخابات.
صورة من: Maja Hitij/Getty Images
الأوفر حظا لمنصب المستشارية
أوضحت التوقعات حصول الاشتراكيين على ما يتراوح بين 25 و26% فيما حصل التحالف المسيحي على ما يتراوح بين 24 و25% . اولاف شولتس مرشح الحزب الاشتراكي، نجح في كسب ثقة الناخب الألماني من خلال موضوعيته وخبرته خلال الحملة الانتخابية.
صورة من: Habbibal Hanschke/REUTERS
ماذا بعد؟
المرشح عن الاتحاد المسيحي الديمقراطي أرمين لاشيت الذي تراجع حزبه كثيرا مقارنة بآخر انتخابات جرت عام 2017. خيبة الامل بادية بوضوح على وجوه قيادة الحزب.
صورة من: John Macdougall/AFP/Getty Images
فرحة الإشتراكيين
الاشتراكيون متقدمون في النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية. الأمين العام للحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني لارس كلينغبيل أعلن أن الحزب قادر على تشكيل الحكومة المقبلة.
صورة من: Maja Hitij/Getty Images
التصويت عبر البريد ..نسبة تاريخية
بلغ عدد الناخبين الذين صوتوا عن طريق البريد في بعض المدن الألمانية 40 بالمائة. الصورة في مركز المعارض الدولي في ميونيخ، حيث تفرز الأصوات القادمة عبر البريد، نتائجها لا تظهر للعلن إلا بعد انتهاء التصويت، كي لا تؤثر على نتائج الانتخابات.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
أجواء بافارية في يوم الاقتراغ
ناخبة بزي بافاريا التقليدي تضع ورقتها الانتخابية في الصندوق في مركز الاقتراع بمنطقة بايرشتزيل في بافاريا. الحزب الحاكم في بافاريا هو الحزب المسيحي الاجتماعي الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي. الحزبان شكلا اتحادا مسيحيا منذ عقود يشكل جبهة المحافظين في الخريطة السياسية الألمانية.
صورة من: Uwe Lein/AFP/Getty Images
الكلب كان حاضراً
كلب قررت صاحبته أن لا تتركه وحيدا في المنزل عند خروجها للتصويت، كما يبدو فإن الكلب يبدو سعيدا بهذا الحدث الديمقراطي.
صورة من: Arne Dedert/dpa/picture alliance
في السر
الانتخابات البرلمانية في ألمانيا سرية، أي يمنع إظهار الاختيارات في الورقة الانتخابية كي لا يمكن التأثير على الناخبين الآخرين. السباق حامي الوطيس بين الاشتراكيين - الديموقراطيين والمحافظين على تولي السلطة خلفا للمستشارة أنغيلا ميركل التي قرّرت الخروج من الحياة السياسية بعدما حكمت البلاد على مدى 16 عاما.
صورة من: Steffi Loos/Getty Images
مركز اقتراع الكنيسة
كنيسة مارينمونستر استعملت كمركز اقتراع. وصل إجمالي عدد الأحزاب المشاركة في الانتخابات إلى 47 حزبا، ولكل ناخب صوتان أحدهما للمرشح المباشر عن دائرته الانتخابية والثاني للحزب، ويبلغ عدد الدوائر الانتخابية 299 دائرة.
صورة من: Friso Gentsch/dpa/picture alliance
التراخت
التراخت هي بدلة نسائية ترتديها المرأة في جنوب ألمانيا، في ولايتي بافاريا وبادن فورتمبيرغ. هذه السيدة قررت منح صوتها بالانتخابات، مرتدية الملابس التقليدية في ولاية بادن فورتمبيرغ. يحكم الولاية حزب الخضر ورئيس وزرائها منذ عام 2012 فينفريد كريتشمان، وهي الولاية الأولى التي يحكمها رئيس وزراء من هذا الحزب منذ تأسيسه.
صورة من: Philipp von Ditfurth/dpa/picture alliance
الأخطاء تلاحق لاشيت
الكاميرات تراقب مرشح التحالف المسيحي لمنصب المستشارية أريمن لاشيت، هذه المرة اصطادته وهو يضع الورقة الانتخابية من دون أن يطويها بشكل صحيح. لاشيت رئيس وزراء ولاية شمال الراين - فيستفاليا ويعتبر خليفة ميركل في سياستها المؤيدة للتعدية الثقافية.
صورة من: Thilo Schmuelgen/REUTERS
بالكمامة
مرشحة الخضر لمنصب المستشارية أنالينا بيربوك قبيل دخلوها المركز الانتخابي. ارتكبت زعيمة الحزب أنالينا بيربوك سلسلة من الأخطاء قبل الصيف، فاضطرت إلى الدفاع عن نفسها بمواجهة اتهامات بانتحال مقاطع من كتابها وتقاضي علاوات لم تصرح بها، الأمر الذي دفع بحظوظها للوصول إلى المنصب بالتراجع في استطلاعات الرأي.
صورة من: CHRISTIAN MANG/REUTERS
خيبة ما بعد الفرحة
بعد أن كان الحزب متقدما بنتائج الاستطلاعات في قبل أشهر وكانت مرشحته أنالينا بيربوك المرشحة الأوفر حظا لنيل منصب المستشارية، تراجع الحزب بسبب أخطاء المرشحة بيربوك. أظهر استقصاء ما بعد الاقتراع الذي أجرته القناتان الأولى والثانية بالتلفزيون الألماني حصول الخضر على المركز الثالث بنتيجة تتراوح بين 14,5 و15% .
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
اليسار
حفلة لناخبي حزب اليسار، تبدو خيبة الأمل واضحة على الوجوه بعد ظهور نتائج الانتخابات. اذ حصل على 5 بالمائة فقط، حسب نتائج النتائج الأولية التي بثتها القناتان الأولى والثانية بالتلفزيون الألماني.
صورة من: Cathrin Mueller/REUTERS
حزب البديل
حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني، حصد ما بين 10 و11 بالمائة من النتائج . لا الإشتراكيون ولا الاتحاد المسيحي يرغب بتشكل ائتلاف يضم حزب البديل.
صورة من: Ronny Hartmann/AFP/Getty Images
خيبة أمل
شباب من الحزب المسيحي الديمقراطي وتبدو خيبة الأمل ظاهرة على وجوههم. بعد 16 عاما من حكم الحزب بقيادة المستشارة ميركل، تراجع الحزب بشكل كبير ليحصد ما نسبته 25 بالمائة حسب النتائج الأولية. إعداد: عباس الخشالي