بدون تفكير وبدون تخطيط أواستراتيجية أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا ليتسبب في امتعاض داخل حزبه الجمهوري أيضا. فما يهم ترامب هو إعادة انتخابه فقط، كما جاء في تعليق أوليفر ساليت.
إعلان
أن يتفق الديمقراطيون والجمهوريون ليس أمرا نادرا فقط، وغنما يتعلق بالوضع الراهن في واشنطن الذي يتصف بنوع من الثورية: فسياسيون من كلا الحزبين يشجبون بشدة انسحاب ترامب من سوريا الذي يتم بدون تعقل ـ وهذا جديد في ظل الصراع السياسي الحالي حول عملية عزل ترامب.
وهذا بالتحديد ما يدور حوله الأمر: فالرئيس ترامب في حالة هلع ويبدو أنه يقوم بمحاولة يائسة لممارسة سياسة خارجية شعبوية، بل هو مستعد لإغضاب حزبه. وغالبية الأمريكيين سئموا من الحرب.
الرئيس ترامب يرفض ويرد كل الانتقادات دائما، ويعتبر نفسه غير قابل للهزيمة ويقول بأنه "يمكن أن أطلق النار على أحدهم في شارع أفينيو 5 ولا أخسر صوت ناخب" وبذلك يجعل نفسه عرضة للهجوم، وهذا ما تكشف عنه ردود فعل الجمهوريين. فالسيناتور ليندسي غراهام أحد المقربين الأوفياء من ترامب الذي لا يكل في نفي قانونية التحقيقات ضد ترامب أوضح أن تقديره لترامب هو: لا شيء!
انسحاب القوات كمناورة انتخابية
ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون والذي كان قبل مدة قصيرة يثير الشكوك حول ما إذا كلن سيسمح البتة بحجب الثقة عن ترامب وعزله، فجأة ينتقد ترامب، الذي لا يبالي بكل هذا. فقائد الجيش (ترامب) الذي يعاني من ضغوط قوية يحتاج بصفة ملحة إلى نجاحات، لاسيما موضوعات تصرف الاهتمام عن تداول مسالة عزله. وحسب استطلاعات الرأي أصبحت شعبيته في الحضيض، لهذا يأتي سحب القوات من سوريا في الوقت المناسب.
ترامب يتطلع إلى انتخابات 2020
الأمر ليس مفاجئا، ففي عام 2018 اتخذ القرار بسحب القوات الأمريكية من سوريا على عكس ماا نصح به مستشاروه ووزير دفاعه آنذاك جيمس ماتيس الذي استقال احتجاجا على قرار ترامب.
والعواقب الإقليمية والجيوسياسية للانسحاب وفراغ السلطة القائم الذي تركيا وروسيا وايران مستعدة لملئه، لا يهم ترامب: وإلى حين إعادة انتخابه الذي يأمله في نوفمبر/ تشرين الثاني العام القادم، هناك نحو عام، وإلى ذلك الحين فقط يفكر ترامب وليس أبعد. فانسحاب القوات كان ولا يزال وعدا انتخابيا أساسيا، وليكلف ذلك ما يكلف.
أوليفر ساليت
عاصمة "داعش" السرية في قبضة قوات سوريا الديمقراطية
تنظيم "داعش" الإرهابي يتخلى عن معقله السوري السابق مدينة الرقة، هذا وقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الميليشيات الكردية غالبيتها فتتحدث عن نهاية المعارك الكبيرة في المدينة وحولها.
صورة من: Reuters/E. de Castro
في الطريق نحو الرقة
يرفع مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية أيديهم بعلامة النصر في الوقت الذي يمرون فيه عبر مدينة عين عيسى الصغيرة باتجاه الرقة. ومازال بعض المقاتلين يرابطون في مواقعهم هناك في المعقل السابق لتنظيم "داعش" الإرهابي. وتتكون قوى سوريا الديمقراطية بالأساس من ميليشيات كردية وعربية.
صورة من: Reuters/E. de Castro
الدخول إلى مدينة مدمرة
عربات مصفحة تشق طريقها عبر أكوام الدمار الذي خلفته سنوات المعارك في الرقة. في عام 2014 استولى مقاتلو تنظيم "داعش" على المدينة واعتبروها بصفة غير رسمية عاصمة "الخلافة". هنا كان "داعش" يخطط لاعتداءات في جميع أنحاء العالم. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من السنة الماضية بدأت قوات سوريا الديمقراطية هجوما على الرقة.
صورة من: Reuters/R. Said
قبيل بلوغ الهدف
ملعب مدينة الرقة في شمال سوريا كان الملجأ الأخير لتنظيم "داعش" في معقله السابق. وأفادت تقارير شهود عيان أن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية رفعوا الثلاثاء علمهم فوق الملعب. وتفيد قوات سوريا الديمقراطية أن العمليات العسكرية في الرقة قد انتهت، ويوجد فقط بعض المقاتلين من "داعش" الذين يقومون بمقاومة معزولة.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
مستشفى المدينة مستهدف
تمركز قناص من قوات سوريا الديمقراطية أمام المستشفى في الرقة. وكان المستشفى من بين آخر مواقع الدفاع لميليشيا "داعش" على غرار ساحة نعيم في وسط المدينة. وتمكنت قوى سوريا الديمقراطية الاثنين من الاستيلاء على الموقعين حيث قتل عدد من مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters/E. de Castro
علم النصر الأبيض
مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية رفعوا علمهم فوق بناية بالقرب من المستشفى الذي اشتدت المعارك حوله. فبعد العلم الأسود لـ"داعش" ينتشر الآن العلم الأبيض التابع لقوات سوريا الديمقراطية بقوة في كثير من المواقع في المدينة. وفي الأيام المقبلة ستقوم قوات سوريا الديمقراطية بتمشيط المدينة بحثا عن متفجرات وجيوب مقاومة.
صورة من: Reuters/E. de Castro
تنفس الصعداء
مقاتلات في صفوف قوى سوريا الديمقراطية يتنفسن الصعداء ـ المعركة حول الرقة انتهت تقريبا. وإلى جانب الملعب والمستشفى كانت ساحة النعيم آخر النقاط تحت مراقبة تنظيم "داعش". "نقطة التفرع الجهنمية"، كما سُميت الساحة في السنوات الثلاث الأخيرة كانت مسرحا لتنفيذ عدد من الإعدامات. وقد ظلت جثت القتلى آنذاك منتشرة طوال أيام أمام العيان.
صورة من: Reuters/R. Said
الفرار من الرقة
المدنيون تمكنوا من مغادرة المدينة في إطار اتفاقية بين العشائر المحلية والجهاديين. وبذلك نجح معظم سكان الرقة في الفرار إلى أماكن آمنة. وتفيد تقارير من المدينة أن عشرات المقاتلين فقط من تنظيم "داعش" مازالوا هناك، وأن غالبيتهم من الأجانب ويقومون بالمقاومة.
صورة من: Reuters/R. Said
مستقبل مجهول
بعد شهور من المعارك حول مدينتهم التي كانت تضم سابقا أكثر من 200.000 نسمة يغادر هؤلاء الناس المنطقة المتنازع عليها، ويتركون خلفهم مدينة مدمرة تُطلق فيها بعض الأعيرة المتفرقة. أما مستقبلهم فيبقى مجهولا. كونستانتين كلاين/ م.أ.م