لا تبدو بكين مهتمة جدا بمن يتولى المسؤولية في البيت الأبيض، ومثل هذاا موقفها الرسمي لفترة طويلة. لكن من المرجح أن يثير دونالد ترامب قريباً المخاوف لدى الرئيس الصيني شي جينبينغ، كما يقول ألكسندر غورلاخ.
إعلان
يبدو أنه الاجتماع الأخير الأخير للرئيس جو بايدن خلال توليه الحكم مع حاكم الصين مدى الحياة شي جينبينغ، هذا الاجتماع حصل على هامش قمة مجموعة العشرين في البرازيل. وفي هذه القمة انصب اهتمام المشاركين بموضوع واحد: وهو ما تأثير سياسات الرئيس الأمريكي القديم الجديد دونالد ترامب على بلدانهم؟ في بكين رأى معظم المحللين أنه لا فرق بالنسبة للجمهورية الشعبية سواء انتقل دونالد ترامب أو كامالا هاريس إلى البيت الأبيض. لأن المرشحين وحزبيهما متشابهان للغاية بشأن سياستهما تجاه الصين.
ترامب يصنع الفارق
لكن هل أخطأت بكين في حساباتها وستفتقد جو بايدن؟ لأنه على عكس الجمهوريين، فإن الديمقراطيين يؤيدون أسلوباً بناء وأكثر استعداداً للحوار، حتى لو كان هذا لا يجلب أي مزايا للولايات المتحدة، بل للرئيس الصيني وحاشيته. لأنه يمنح الصين الوقت الذي تحتاجه من أجل فصل نفسها اقتصادياً عن بقية العالم وربما أيضاً لإعداد جيش كامل وغزو جمهورية تايوان الجزيرة الديمقراطية الحرة، وفرض حصار كامل على بحر الفلبين الشمالي. وتطالب بكين بشكل غير قانوني بالسيادة على تايوان.
ربما كان الكلام الذي وجهه شي جينبينغ إلى بايدن في البرازيل موجه في الواقع إلى دونالد ترامب. إذ شدد على ضرورة عدم تدخل واشنطن في "مسألة تايوان"، كما تسميها بكين، تماما كما تفعل في الصراعات الأخرى التي خاضها جينبينغ تقريبا مع جميع الدول الآسيوية خلال اثنتي عشرة عاماً من توليه منصبه. وربما لا يتأثر الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، الذي هدد بكين بزيادة أخرى في الرسوم الجمركية العقابية على السلع المستوردة الصينية بنسبة 60 في المائة، بمثل هذه الإيماءات التهديدية. لأن الرئيس الصيني سيكون في وضع اقتصادي وسياسي أكثر صعوبة في عام 2024 مقارنة بعام 2016.
اقتصاد الصين يهتز
في الوقت نفسه سجل الاقتصاد الصيني انخفاضاً في معدل النمو بأقل من الهدف بنسبة 5.5 في المائة الذي حددته الحكومة العام الماضي. فيما تتجاوز البطالة بين الشباب 20 بالمائة. بالإضافة إلى العديد من جرائم القتل التي ارتبطت بالوضع الاقتصادي المتوتر. كما حدث الأسبوع الماضي، عندما قاد رجل سيارته وسط حشد من تلميذات المدارس يتدربن في ملعب رياضي في تشوهاي، جنوب الصين.
يعد شي مسؤولاً أيضاً عن انهيار سوق العقارات والأزمة المصرفية والذي أدى بدوره إلى تراجع الاستهلاك المحلي. وبهذا تحطم حلم شي جينبينغ في تحقيق الاستقلال الاقتصادي للصين. ولهذا السبب حاول الزعيم المتفرد بالسلطة في البرازيل أيضاً التودد إلى الأوروبيين وعرض عليهم الوصول المجاني إلى السوق الصينية. لكن رؤساء صينيين آخرين قبله سبق وأعطوا هذا الوعد. لكن في الواقع، لم تتمكن الشركات غير الصينية قط من الوصول إلى السوق الصينية.
إعلان
دعم أقل لأوكرانيا وتشدد أكثر ضد الصين؟
في الوقت الحالي، يبدو أن الرئيس الأمريكي القديم والجديد ترامب سيتمسك بسياسته تجاه الصين في ولايته الثانية. ويدل على ذلك أن مايك والتز، الاختيار الأول لترامب لمنصب مستشار الأمن القومي، هو واحد من أبرز الصقور المناهضين للصين والأمر نفسه ينطبق على وزير الخارجية المعين مارك روبيو.
ومن غير المرجح أن يقوم دونالد ترامب بإرسال المزيد من القوات الأمريكية للدفاع عن تايوان، لكن هناك مؤشرات على تقديم أقصى قدر من الدعم للجزيرة الديمقراطية. لأن المتشددين في عهد ترامب يطالبون بخفض الدعم المقدم لأوكرانيا أو حتى التخلي عنه، وذلك حتى يمكن استخدام الموارد التي يتم توفيرها ضد الصين. حسابات الموارد هذه، لم يكن لها تواجد في عهد جو بايدن، الأمر الذي كان سيترك للصين المزيد من الخيارات. ولذلك يمكن القول أن شي سيفتقد بايدن.
أعدته للعربية: إيمان ملوك
من الترحيل إلى حرب الشرق الأوسط.. ملفات على طاولة الرئيس ترامب
بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024: إليك بعض أبرز الملفات الساخنة التي تنتظر الرئيس الجمهوري الجديد - القديم والإجراءات التي أعلن عنها في حملته لفترة ولايته الثانية التي تمتد لأربع سنوات.
صورة من: picture-alliance/newscom/K. Dietsch
الرسوم الجمركية
اقترح ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة لا تقل عن 10 بالمائة على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة، بهدف معالجة العجز التجاري المزمن، حيث تستورد الولايات المتحدة تقليديا أكثر مما تصدر. ويحذر المنتقدون من أن هذا قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين الأمريكيين وعدم استقرار اقتصادي عالمي.
صورة من: Imago/Ralph Peters
فولكسفاغن تحت التهديد
هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 200 بالمائة على بعض السيارات المستوردة، مع التركيز على السيارات المكسيكية الصنع، حيث تتواجد شركة فولكسفاغن الألمانية هناك. ويرغب ترامب أيضا في استهداف الصين بشكل أكبر، مقترحا وقف استيراد بضائع مثل الإلكترونيات والصلب والأدوية من الصين تدريجيًا خلال أربع سنوات. وسيتم حظر الشركات الصينية من امتلاك عقارات أو بنى تحتية أمريكية في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.
صورة من: Christian Ohde/CHROMORANGE/picture alliance
ترحيل جماعي
يخطط ترامب لإطلاق أكبر حملة ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، ولم يستبعد إنشاء "معسكرات اعتقال" لتجهيز الأشخاص للترحيل. كما يعتزم إلغاء منح الجنسية التلقائية للأطفال المولودين لأبوين مهاجرين. وأشار إلى نيته إلغاء الحماية القانونية لبعض الفئات مثل الهايتيين والفنزويليين، وإعادة العمل بحظر السفر من الدول ذات الغالبية المسلمة، وهو الحظر الذي أثار جدلا قضائيا واسعا خلال فترته الأولى.
صورة من: Brian Snyder/REUTERS
النفط والغاز
تعهد ترامب بزيادة إنتاج الوقود الأحفوري من خلال تسهيل تراخيص الحفر في الأراضي الأمريكية ودعم خطوط الغاز الطبيعي الجديدة، ومن المحتمل أن يتم السماح مرة أخرى بالحفر النفطي في محمية الحياة البرية الوطنية في آلاسكا. كما يعتزم انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ مجددا، ودعم أكبر للطاقة النووية لضمان قدرة البلاد على إنتاج الطاقة اللازمة للتفوق في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتطلب طاقة كبيرة.
صورة من: Vahid Salemi/AP Photo/picture alliance
خفض الضرائب
يعتزم ترامب تخفيض ضريبة الشركات من 21 إلى 15 بالمائة للشركات التي تصنع منتجاتها في الولايات المتحدة. كما أعلن أنه سيعفي العلاوات والعمل الإضافي من الضرائب، لدعم العاملين في مجال الخدمات. ويحذر الخبراء من أن خفض الضرائب المتتالي قد يؤدي إلى زيادة الدين العام في البلاد.
صورة من: Andre Coelho/Agencia EFE/IMAGO
برامج التنوع
يعتزم ترامب إلزام الجامعات الأمريكية بالدفاع عن "التقاليد الأمريكية والحضارة الغربية"، وإلغاء برامج التنوع. كما يريد إلغاء وزارة التعليم الفيدرالية، وبدلاً من ذلك تسليم السيطرة على النظام التعليمي للولايات.
صورة من: Christoph Hardt/Panama Pictures/picture alliance
محاربة البيروقراطية
يريد ترامب تقليص "الدولة العميقة" كما يسميها، وطرد الآلاف من موظفي الوكالات الفيدرالية. كما يعتزم إنشاء هيئة لتعزيز كفاءة الحكومة، وتكليف الملياردير إيلون ماسك بقيادتها. لكن لم يتم توضيح كيفية عمل هذه الهيئة. كما يسعى لملاحقة المُبلغين عن المخالفات الذين عادة ما يكونون محميين بموجب القانون.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Sauer
حظر الإجهاض
في فترته الأولى، عيّن ترامب ثلاثة قضاة في المحكمة العليا، مما أسهم في إلغاء الحماية الدستورية للإجهاض. سيواصل على الأرجح تعيين قضاة يؤيدون قيود الإجهاض، لكنه يفضل ترك هذه القضية للولايات بدلا من فرض حظر وطني شامل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Reinhardt
حرب أوكرانيا
انتقد ترامب دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في حربها مع روسيا. وصرح عدة مرات بأنه يمكنه إنهاء الحرب خلال 24 ساعة، لكنه لم يوضح كيفية ذلك. وألمح إلى أن أوكرانيا قد تضطر للتخلي عن جزء من أراضيها كجزء من اتفاقية سلام، وهو ما ترفضه أوكرانيا بشدة. ويشدد ترامب على رفع الانفاق الدفاعي لأعضاء الناتو إلى 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام.
صورة من: Christian Ohde/Chromorange/picture alliance
دعم إسرائيل
دعم ترامب إسرائيل في صراعها مع حماس في غزة، لكنه دعاها في الوقت نفسه إلى إنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة. ومن المتوقع أن يواصل سياسة الرئيس جو بايدن في تزويد إسرائيل بالأسلحة، وقد يسعى أيضا إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية. وأعلن أيضا عزمه "إنهاء المعاناة والدمار في لبنان"، لكنه لم يوضح كيفية ذلك.