1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: السيسي ليس باني جسور ولا تُعلَّق عليه الآمال

Kommentarbild PROVISORISCH | Rainer Hermann, FAZ & Klett-Cotta
راينر هيرمان
٨ فبراير ٢٠٢٠

الرئيس المصري أبعد ما يكون عن استحقاق التكريم. وبالرغم من ذلك تقوم الدولة الغربية بـ "تدليل" نظامه، كما يرى راينر هيرمان، خبير الشؤون السياسية من صحيفة فرانكفورتر ألغماينه في تعليقه التالي.

راينر هيرمان: "تراجع منظمو مهرجان دار أوبرا دريسدن عن منح السيسي الجائزة. لكن السياسة الغربية تواصل تدليل نظامه".صورة من: picture-alliance/dpa/Egyptian Presidency

بدا الأمر مثل جائزة نوبل صغيرة أراد منظمو مهرجان دار أوبرا دريسدن "زيمبر أوبر"منحها. فقد أرادوا تكريم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هذا العام باعتباره رجل دولة "باعثاً للأمل ومشجعاً لقارة بأكملها، كما اعتبروه "باني جسور متميز وصانع للسلام".

الجنرال الذي أصبح رئيساً بات يقف إلى جنب رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد. وكان الأخير قد نال جائزة نوبل للسلام في العام الماضي بعد أن أبرم في الأخير سلاماً مع اريتريا إثر نزاع استمر عقداً من الزمن. وعلى الصعيد الداخلي قام آبي أحمد بإطلاق سراح معتقلين سياسيين، كما اعتقل مَنْ يخرق حقوق الإنسان وفتح البلاد سياسياً واقتصادياً.

عدد غير مسبوق من السجناء في مصر

لكن واقع مصر السيسي يبدو مختلفاً تماماً عما عليه الحال في أثيوبيا. فالجيش المصري الذي قاده السيسي كمشير حتى انتخابه كرئيس في 2014، يشارك في حروب، كتلك الدائرة في ليبيا وكذلك في اليمن. وفي مصر أيضاً يتحكم هذا الجيش في نصف الاقتصاد على الأقل، ليضمن الجنرالات الامتيازات ويمنعون المنافسة. وتشير التوقعات إلى أن عدد المعتقلين السياسيين يفوق 60.000 شخص. ولم تكن السجون في مصر أبداً مليئة بهذا العدد من السجناء من قبل، ناهيك عن التقارير المسربة إلى الخارج التي تتحدث عن أشكال التعذيب الفظيعة.

ولم تعد في مصر أي معارضة تستحق أن يُطلق عليها اسم "معارضة". ووسائل الإعلام، الرائدة سابقاً في العالم العربي، تدهورت إلى أبواق دعاية موالية للحكام، وفقدت بالتالي أهميتها. كما أن القانون القمعي لعمل المنظمات غير الحكومية يسلب المجتمع المدني الحي سابقاً كل بريق هواء للحرية. ومن يدافع عن هذه السياسة لا يُعد باني جسور وناشر سلام وليس حامل أمل ولا يشجعه.

راينر هيرمان، محرر فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ: "لأن ثمن هذا الاستقرار الخادع القصير المدى هو خطر أن تفشل مصر على المدى المتوسط".صورة من: Helmut Fricke

تعلل القيادة المصرية رسمياً هذا القمع بضرورة ضمان الاستقرار. ويحتاج ذلك إلى يد من حديد لمحاربة إرهاب الجهاديين وللتحكم في بلاد بأكملها تجاوز عدد سكانها 100 مليون نسمة وتنمو في كل سنة بواقع مليوني شخص، كما يُذكر.

لم يتحسن شيء منذ 2011 

لكن ما كان في 2011 سيئاً وأدى إلى الاحتجاجات الشعبية في ميدان التحرير وفي كافة أرجاء مصر هو اليوم أسوأ. فالبنية التحتية لا تواكب نمو السكان ونظام التعليم في وضع كارثي وفقط جزء من بين أكثر من مليون من الشباب المصريين الذي يدخلون كل سنة سوق العمل، يجد عملاً.

في 2011 كانت توجد متنفسات لتفريغ الضغط، كالوسطاء السياسيين وأحزاب المعارضة وكذلك المجتمع المدني ووسائل الإعلام الحرة. وهذه المتنفسات باتت منغلقة اليوم، والضغط الداخلي في تزايد وغليان، خصوصاً في الطبقة الوسطى التي تكافح من أجل البقاء اقتصادياً. وفي عام 2011 كانت هناك ثمة فرصة لتحول منتظم. فهذا الباب انغلق منذ الثورة المضادة في 2013. وتحولت قبضة اليد الحديدية إلى قبضة خنق.

تراجع منظمو مهرجان دار أوبرا دريسدن عن منح السيسي الجائزة. لكن السياسة الغربية تواصل تدليل نظامه، لأنه في النهاية يمنع تسلل اللاجئين من إفريقيا. وهذه النظرة إلى مصر تبد قاصرة، لأن ثمن هذا الاستقرار الخادع القصير المدى هو خطر أن تفشل مصر على المدى المتوسط. فالحكام العسكريون المعاصرون لا يقومون بما يجب القيام به كي لا تغرق البلاد في التحديات الهائلة التي تواجهها.
 

راينر هيرمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW