وجهة نظر: الصورة العدائية تجاه اللاجئين في اليونان
١٢ مارس ٢٠٢٠
تغيّر واضح في مزاج اليونانيين. قبل خمس سنوات ساعد عدد كبير منهم اللاجئين، أما اليوم فيفضل الذين قدموا المساعدة القيام بطردهم. ويمكن تحديد المسؤول عن هذا التحوّل بوضوح، كما يرى سبيروس موسكوفو في هذا التعليق.
إعلان
صور مربكة تصلنا هذه الأيام من اليونان: قوات أمن تستخدم على الحدود اليونانية التركية حيث نهر إيفروس الغاز المسيل للدموع ضد لاجئين ومهاجرين يحاولون العبور إلى أوروبا. وفي الليل يقوم حرس مدني بدوريات في المنطقة بحثا عن أجانب وصلوا إلى البلاد. وفي جزيرة ليسبوس يحاول سكان إبعاد قوارب لاجئين عن الشاطئ. وليس بعيدا عن مخيم اللاجئين المخيف موريا تقوم مجموعات يمينية متطرفة بمضايقة أعضاء منظمات الإغاثة ويضربون صحفيين.
منذ تدفق اليائسين على الحدود الشمالية الشرقية لليونان بتشجيع من الرئيس أردوغان الذي فتح الحدود أمامهم توجد البلاد في نوع من حمى الحرب. فحتى رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين شعرت الآن بأنها ملزمة بالمناشدة من أجل اعتماد تعامل معتدل لقوات الأمن اليونانية مع اللاجئين على نهر إيفروس.
تتحمل مسؤولية هذا التطور بوضوح الحكومة المحافظة لرئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي أراد منذ البداية اتباع نهج متشدد إزاء اللاجئين. والمتحدث باسم حكومته، ستيليوس بيتساس أعلن عقب الأحداث على نهر إيفروس بأن البلاد تواجه "تهديدا غير متكافئ". وهذا المصطلح العسكري المنتقى عن قصد قلب الصفحة، فبين عشية وضحاها تحولت مشكلة اللاجئين في اليونان إلى مشكلة أمنية. والأجواء انقلبت بالتالي، ففي مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة بأنها ليست موقعا للمنصفين سياسيا تصب منذ تلك اللحظة وبدون انقطاع تعليقات عنصرية ضد الأجانب في البلاد، لا بل حتى ضد برامج ومحتويات دويتشه فيله حول وضع اللاجئين.
خمس سنوات بعد 2015 يجب ملاحظة أن اليونان قلما هي قادرة على مواجهة تحدي نحو 110.000 لاجئ في البلاد حاليا. وهذا رغم الموقف الإيجابي في البداية لشرائح كبيرة من السكان ورغم مئات ملايين اليورو التي تدفقت من بروكسل. وهناك مؤشرات لم تتم متابعتها حول اختلاس أموال أوروبية بشكل متكرر. أما معالجة طلبات اللجوء بشكل فعال فلم تحصل أبدا. ولم يحصل نقاش واسع حول اندماج محتمل للاجئين في المجتمع اليوناني. والحكومات في أثينا كيفما كان لونها تجاهلت باستمرار النداءات القادمة من جزر اللاجئين في ليسبوس وكوس أو ساموس.
مجتمعات الجزر مرهقة
والمجتمعات المحلية في الجزر لم تتمكن من تحمل ثقل الوافدين الجدد لوحدها. ومخيم اللاجئين موريا في ليسبوس تدهور منذ مدة إلى حي عشوائي لليائسين. وضع يشكل أرضا خصبة للعنصرية التي ظهرت حديثا. "يجب (على اللاجئين) أن ينصرفوا جميعا إلى بلدانهم، وعندما يتحسن الوضع هناك يمكنهم العودة كسياح. وقتها سنرحب بهم"، يقول رجل من ليسبوس في تحقيق صحفي مع دويتشه فيله.
سبيروس موسكوفو
مشاهد إنسانية مؤثرة على الحدود اليونانية التركية..هروب إلى المجهول
آلاف اللاجئين يتزاحمون على الحدود اليونانية-التركية بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سماح بلاده للمهاجرين بالعبور تجاه أوروبا. مأساة اللاجئين على أبواب أوروبا، في صور.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
عبور في حضن أب لاجئ
أب يعبر من تركيا إلى اليونان، ويبدو محتضنا فلذة كبده، في مشهد مؤثر ويختزل الوضع الإنساني المرير الذي يعانيه آلاف اللاجئين الهاربين نحو المجهول بين حدود تركيا واليونان.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
السياج الحدودي يحول دون عبور اللاجئين
يستمر تدفق المهاجرين منذ أيام إلى الحدود اليونانية-التركية في ظل أجواء شديدة البرودة. الكثير منهم لا يحملون سوى أمتعة خفيفة و القليل من الزاد. و رغم انهم جاءوا متمنين حدوداً مفتوحة، وجدوا فى إنتظارهم أسلاكاً شائكة وغازاً مسيلاً للدموع.
صورة من: picture-alliance/AA/G. Balci
الأعداد في تزايد مستمر
رغم الأعداد المهولة تظل الحدود مغلقة في وجوههم. ففي المعبر الحدودي بازاركول يحتشد وفقاً لمنظمة الهجرة العالمية قرابة ثلاثة عشر ألف مهاجر، بينهم عائلات و أطفال. و كان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو غرد عبر حسابه الرسمى على تويتر بأن قرابة ثمانية وسبعين الفاً في طريقهم إلى مدينة أدرنة الواقعة على الحدود التركية مع اليونان و بلغاريا.
صورة من: picture-alliance/AA/G. Balci
قنابل الغاز في مواجهة النازحين
يخيم التوتر على الوضع في المنطقة الحدودية في ظل تصاعد الإشتباكات بين المهاجرين وشرطة الحدود اليونانية في الأيام الماضية، حيث حاولت عناصر الأمن السيطرة على الوضع باستخدام الغاز المسيل للدموع و رذاذ الفلفل، فكان رد بعض المهاجرين إلقاء الحجارة باتجاه أفراد الشرطة.
صورة من: Reuters/H. Aldemir
مخاطر على نهر ايفروس الحدودي
حاولت أم سورية و ابنتها عبور نهر ايفروس الحدودي بين اليونان وتركيا، ولكن قبل وصولهما للشواطئ اليونانية امتلأ قاربهما بالمياه، مما أدى إلى غرق القارب وعلقهما على جزيرة صغيرة. و رغم أن المتطوعين استطاعوا إنقاذهما، إلا أن هناك الكثيرين غيرهما ممن يحاولون أن يسلكوا هذا الطريق للوصول إلى أوروبا.
صورة من: picture-alliance/AA/O. Coban
إحباط محاولات العبور عن طريق نهر ايفروس
احبطت سلطات خفرالسواحل اليونانية حوالى أربعة الاف محاولة عبورغير شرعية الى شواطئها عن طريق نهر ايفروس. و قال ناطق بأسم الحكومة اليونانية فى أثينا ان هذه الإجراءات هي حماية للحدود اليونانية و الأوروبية. سلك هذا الطريق الألاف من المهاجرين في السنوات الماضية، وغرق منهم في النهر الكثيرون. و لكن رغم خطورته مازال المهاجرون يحاولون عبوره للوصول الى الاراضي اليونانية.
صورة من: picture-alliance/AA/O. Coban
رئيسة المفوضية الأوروبية تزور المنطقة الحدودية
في لفتة تضامنية مع اليونان زارت رئيسة المفوضية الأوروبية ارسولا فون دير لاين منطقة اوريستيادا الواقعة على حدود اليونان وتركيا لمتابعة الوضع عن كثب. و قالت فون دير لاين إن أوروبا تشارك القلق اليوناني، حيث شددت على أن هذه الحدود ليست فقط حدوداً يونانية، بل ايضاً أوروبية.
صورة من: picture-aliance/dpa/AP/Greek Prime Minister's Office/D. Papamitsos
مفاجأة غير سارة للاجئين!
تسود حالة من التوتر بين سكان جزيرة ليسبوس اليونانية ترقباً لوصول الآلاف من المهاجرين. في الصورة: عدد من سكان الجزيرة وهم يقفون في وجه لاجئين وصولوا على متن قاربهم، في محاولة لتوجيه رسالة بإغلاق الطريق أمام المجموعات القادمة. كما أفاد صحافيون في الجزيرة أنهم يتعرضون للتهديد من قبل السكان. و يستمر الوضع في التأزم في ظل ترقب لوصول المزيد من اللاجئين في الأيام المقبلة. إعداد بينيكه ميريام/ سلمى حامد