وجهة نظر: المحاكم هي الحل الأمثل لمكافحة التغير المناخي
١٠ أغسطس ٢٠٢١
حذر تقرير أممي جديد من ارتفاع درجات الحرارة. ورغم ذلك، لم يفعل قادة العالم وأكبر الملوثين للبيئة سوى القليل. لذا يرى الصحافي المتخصص في شؤون البيئة بـDW ستيوارت براون أن اللجوء إلى المحاكم في قضايا المناخ هي الحل الوحيد.
وجاء تقرير حديث صدر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ليؤكد على هذا الأمر خاصة وأن التقرير الأممي اعتمد على بيانات حديثة وأكثر شمولية. وذكر التقرير أن ضخ المزيد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يفسد مناخ الكرة الأرضية بشكل كبير وبوتيرة لا رجعة فيها.
لذا فإننا نسمع بأن درجة حرارة كوكب الأرض قد ترتفع بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بـ 1900 في غضون خمسة عشر عاما وهو الأمر الذي كان يمكن تفاديه حتى نهاية هذا القرن إذ استطعنا خفض الانبعاثات كما اتفق عليه في باريس عام 2015.
ورغم ذلك، يتم إبلاغنا مجددا بأنه ما زال أمامنا فرصة للتحرك ولم يفت الأوان خاصة إذا استطاع العالم الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، فإن درجة الحرارة سوف تتجاوز فقط عتبة 1.5 درجة مئوية قبل أن تستقر. وفي هذا السيناريو، سوف تنخفض درجات الحرارة بحلول عام 2100.
بيد أن هذا الأمر يستوجب إرادة سياسية، فهل لدينا هذه الإرادة لتحقيق الهدف المنشود؟ حتى الآن، كافة الأدلة تشير إلى غياب هذه الإرادة. فعل سبيل المثال، نصت اتفاقية باريس للمناخ على تعهدات يائسة وغير كافية بشأن دفع البشرية صوب مسار لارتفاع في درجات حرارة الكرة الأرضية عند 3 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الجاري.
وفي الوقت الحالي، فقد ارتفعت درجات الحرارة إلى 1.1 درجة مئوية فيما تعصف بدول العالم حرائق غابات مدمرة وفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر وفي حالة وصولنا إلى 3 درجات مئوية، فإننا سنكون حقا في ورطة كبيرة.
يتعين خفض الانبعاثات الآن وأيضا تحقيق الأهداف الهامة بشأن خفض الانبعاثات بحلول 2030. وفي حالة عدم تحقيق هذا الأمر، فإن درجات الحرارة سترتفع خلال العام الجاري عقب انخفاض طفيف خلال العام الماضي جراء وباء كورونا.
الوضع الراهن لمستوى الكربون الحالي
واقترح برنامج الأمم المتحدة للبيئة العام المنصرم بأنه من خلال الاستثمار في خلق وظائف وإنشاء بنية تحتية تحافظ على البيئة وتبني سياسات صديقة للبيئة، يمكن لزعماء العالم خفض الانبعاثات بمقدار ربع ما يمكن أن تكون عليه الحال بحلول عام 2030.
وتضمنت اقتراحات برنامج الأمم المتحدة للبيئة أيضا إنهاء تقديم الدعم لمشروعات الوقود الأحفوري وحظر المحطات التي تعمل بالفحم فضلا عن إعادة تشجير الغابات. بيد أنه وبدلا من ذلك، شرعت معظم الدول الغنية في المضي قدما في دعم "الوضع الراهن لمستوى الكربون الحالي"، وفقا لما ذكره برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
ورغم أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأ في تغيير السياسات الكارثية بشأن الوقود الأحفوري التي أقدم عليها سلفه دونالد ترامب، لكن يبدو أن الشيطان يكمن في التفاصيل الخاصة بالتعهد بالوصول إلى الحياد الكربوني والذي تعهدت به الولايات المتحدة. إذ تعد الأخيرة أكبر مصدر تاريخي للانبعاثات الكربونية في العالم.
وفي غضون ذلك، قد يكون التزام الصين بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060 قد تأخر كثيرا.
في المقابل رفضت أستراليا التي تمتلك ثاني أعلى معدلات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الالتزام بالحياد الكربوني بحلول 2050. ليس هذا فحسب، بل أقدمت على الترويج لانتعاش اقتصادي بعد وباء كورونا يقوم على الغاز رغم أنهاتعرضت خلال عامى 2019 و2020 لحرائق غابات مدمرة.
محاسبة الملوثين للبئية؟
ولحسن الحظ، فقد طرأت أساليب حديثة ترمي إلى خفض الكربون بوتيرة أسرع إذ سيتوجه نشطاء البيئة والشباب إلى المحاكم من أجل مقاضاة الحكومات والشركات التي تستخدم الوقود الأحفوري. ويؤكد النشطاء أن ملوثي البيئة يهددون مستقبلهم ومن ثم حقوقهم الإنسانية.
ظروف مناخية مميتة حول العالم.. هل خرجت أزمة المناخ عن السيطرة؟
على مدار الأسابيع الماضية، انتشرت صورا تظهر حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية جراء الطقس المدمر الذي ضرب العديد من دول العالم من ألمانيا إلى كندا ووصولا إلى الصين.. فهل خرجت "أزمة المناخ" عن السيطرة؟
صورة من: Noah Berger/AP Photo/picture alliance
فيضانات عارمة في أوروبا
خلفت الفيضانات غير المسبوقة في أوروبا دمارا كبيرا في بلدان غرب القارة فضلا عن مقتل ما لا يقل عن 209 أشخاص في ألمانيا وبلجيكا. وجاءت الفيضانات نتيجة هطول أمطار استمر لنحو يومين بما يعادل مقدار هطول أمطار لنحو شهرين. وخلال ساعات امتلأت الممرات المائية الضيقة لتتدفق مياه الفيضانات هادرة وتدمر في طريقها الكثير من المباني قديمة، فيما تقدر تكلفة إعادة بناء البنية التحتية المدمرة بمليارات اليورو.
صورة من: Thomas Lohnes/Getty Images
مواسم أمطار شديدة
تضررت مناطق كثيرة في الصين والهند جراء فيضانات قياسية فاقت قدرة السدود والمصارف وأغرقت شبكة مترو الأنفاق في تشنغتشو بوسط الصين. وأسفرت الفيضانات عن مقتل العشرات فيما كان مقدار تساقط الأمطار أكثر من معدلاتها الحالية. وتوقع علماء أن ظاهرة التغير المناخي ستزيد من خطر الأمطار والفيضانات إذ أنها تتسبب في زيادة معدل دفء الغلاف الجوي ليحتفظ بمزيد من الرطوبة ما يؤدي إلى زيادة عزارة الأمطار.
صورة من: AFP/Getty Images
موجات حرارة غير مسبوقة في كندا وأمريكا
باتت موجات الحر غير المسبوقة أمرا شائعا في عدد من ولايات أمريكا كواشنطن وأوريغون وكذلك مقاطعة "بريتيش كولومبيا" الكندية أواخر يونيو/ حزيران. وتسببت المستويات القياسية من الحرارة الناجمة عن "قبة حرارية" نادرة القوة حيث حُبس الهواء الساخن لأيام، في وفاة المئات. سجلت قرية ليتون الكندية درجة حرارة بلغت 49.6 درجة مئوية هي الأعلى على الإطلاق على مستوى البلاد.
صورة من: Ted S. Warren/AP/picture alliance
عواصف رعدية.. والسبب حرائق الغابات
انتهت موجة الحرارة في جنوبي ولاية أوريغون الأمريكية، لكن الظروف الجافة التي خلفتها زادت من خطر اندلاع موسم هو الأسوأ من مواسم حرائق الغابات في تلك المنطقة. وأدى حريق "أوريغون بوتليج" إلى إحراق مساحة تقترب من مساحة مدينة لوس أنجلوس في غضون أسبوعين ليصل الدخان إلى نيويورك. ووفقا لدراسة حديثة فإن هذا الطقس السيء كان من المستحيل حدوثه بشكل عملي لولا ظاهرة التغير المناخي الناجمة عن الأنشطة البشرية.
صورة من: National Wildfire Coordinating Group/Inciweb/ZUMA Wire/picture alliance
غابات الأمازون .. مصير مجهول
تعاني مناطق وسط البرازيل من أسوأ موسم جفاف منذ 100 عام، ما ضاعف من مخاطر حرائق الغابات وأيضا إزالة أشجار ونباتات غابات الأمازون المطيرة بوتيرة أكبر. وقال باحثون مؤخراً إن مساحات كبيرة من الغابات تحولت من امتصاص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المسببة لظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض المعروفة باسم "الاحتباس الحراري" لتصبح مصدرا لهذه الانبعاثات، ولتقترب غابات الأمازون بدورها من نقطة تحول كبيرة.
صورة من: Andre Penner/AP Photo/picture alliance
"على شفا الموت جوعا"
بعد سنوات من الجفاف الحاد يعاني قرابة 1.14 مليون شخص في مدغشقر من انعدام الأمن الغذائي إذ يضطر كثيرون إلى أكل الصبار وأوراق الأشجار وحتى الجراد في وضع يرقى إلى المجاعة. ويقول العلماء إن الوضع المتردي في مدغشقر يشكل أول مجاعة في التاريخ الحديث يكون سببها الرئيسي ظاهرة "التغير المناخي"، إذ لا يعود سبب هذه المجاعة إلى كوارث طبيعية أو صراع سياسي أو حتى تدمير المحاصيل جراء الجفاف.
صورة من: Laetitia Bezain/AP photo/picture alliance
نازحون بسبب المناخ
وصل عدد النازحين جراء الصراعات والكوارث الطبيعية في 2020 إلى أعلى معدل له في عشر سنوات إذ بلغ رقما قياسيا تجاوز عتبة 55 مليون شخص فروا إلى أماكن أخرى في بلادهم. كذلك اضطر قرابة 26 مليون شخص إلى عبور حدود بلادهم واللجوء إلى دول أخرى. ووفقا لتقرير نشرته منظمات تعنى بشؤون اللاجئين في مايو/ أيار، فإن ثلاثة أرباع من اضطروا إلى النزوح في بلادهم كانوا ضحايا الظروف المناخية القاسية. مارتن كويبلر/ م.ع
صورة من: Fabeha Monir/DW
7 صورة1 | 7
وقد اضطرت الحكومة الألمانية إلى وضع أهداف مناخية أكثر طموحا. أما شركات النفط الكبرى مثل شل فقد تلقت أوامر بخفض الانبعاثات بمعدل 45 بالمائة في غضون عشر سنوات أو دفع المليارات في شكل غرامات. وجاء الرد سريعا إذ انتفض المساهمون في هذه الشركات وطالبوا بتبني سياسات مناخية.
وفي أستراليا أبلغت محكمة عليا وزارة البيئة بأن على عاتقها واجب يتعلق بحماية الأطفال الأستراليين الذين قد يعانون من "ضرر كارثي"جراء الموافقة على تمديد العمل بمنجم للفحم. وفي ذلك، قالت كايزا كوسن التي تعمل في منظمة "السلام الأخضر" إنها تعتزم رفع التقرير الصادر من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى المحاكم عقب نشره.
وأضافت "الانتصار القانوني التاريخي الأخير ضد شركة شل في هولندا قد جعل الأمر ممكنا بفضل الطرح العلمي الوارد في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ."
ورغم كافة النوايا الحسنة التي ظهرت جلية في الشوارع من التلاميذ والطلاب خاصة "تظاهرات يوم الجمعة من أجل المستقبل"، إلا أن ضغط الشعوب لن يرغم البرلمانات على التحرك.
تسببت العواصف الشديدة في حدوث فوضى في ألمانيا وعدة دول مجاورة. وأودت هذه العواصف بحياة 20 شخصًا على الأقل، فيما لا يزال كثير من الأشخاص في عداد المفقودين.
صورة من: Westend61/imago images
هيجان الأنهار
يعتبر "كيل" (Kyll) رافدا صغيرا من نهر موزيل الشهير الذي تتدفق مياهه من منطقة والونيا البلجيكية إلى ولايات شمال الراين وستفاليا وراينلاند بفالتس الألمانية. سقوط الأمطار بغزارة جعل الرافد "كيل" اللذي يمر عبر مركز "بيتبورغ بروم" بمنطقة "أيفل" التي تأثرت بشكل خاص بالعاصفة، يفيض ويغرق أجزاء من قرية "إيردورف".
صورة من: Harald Tittel/dpa/picture alliance
فيضان القرن في "آهر" (Ahr)
تسببت الأمطار الغزيرة الأربعاء (14 يوليو/ تموز 2021) في فيضان وادي "آهر" (Ahrthal)، حيث تجاوز منسوب المياه في النهر مترين مقارنة بأعلى معدل سجله مؤشر النهر، الذي حول شوارع بلدة "إش" (Esch) بمنطقة آرفايلر (Ahrweiler) إلى سيول، فيما غمرت المياه العديد من القرى والبلدات في المنطقة.
صورة من: Thomas Frey/dpa/picture alliance
تدخل الجيش الألماني
تم إطلاق نظام إنذار الكوارث في العديد من المناطق في غرب ألمانيا بهدف تسهيل التنسيق بين السلطات في المناطق المنكوبة وكذلك لفتح مجال التعاون مع قوات الجيش. في الصورة يظهر جنديين ألمانيين في مركبة إنقاذ مدرعة ووراءهما معدات تطهير ثقيلة لإزالة الأضرار التي لحقت بمدينة هاغن بسبب فيضان نهر "ناهمة" (Nahma).
صورة من: Roberto Pfeil/dpa/picture alliance
إجلاء السكان من بعض الأحياء السكنية
في مدينة لايشلينغن الصغيرة، لجأ السكان على مساعدة بعضهم البعض لتجاوز الفيضانات التي تسبب فيها نهر "فوبر" الذي ارتفع منسوب مياهه جراء هطول الأمطار الغزيرة. وقد استدعى ذلك إخلاء أجزاء من المدينة، خاصة في ظل المخاوف من انهيار أحد السدود.
صورة من: Roberto Pfeil/dpa/picture alliance
خسائر مادية جسيمة
خلفت الأمطار الغزيرة الني شهدتها ألمانيا وبعض الدول المجاورة لها خسائر مادية جسيمة تقدر بملايين اليوروهات. وفي الصورة تظهر سيارة مغطاة بالركام بعد فيضان نهر "ناهمة" في مدينة هاغن.
صورة من: Roberto Pfeil/dpa/picture alliance
حواجز خشبية لم تجد نفعا
حاول رجال الإطفاء في العديد من المناطق بتقليل الخسائر، كما هز الشأن هنا من خلال بناء جدار خشبي في منطقة "ميشوس" (Mayschoss) لحمايتها الفيضانات. لكن هذه المحاولات لم تجد نفعا أمام قوة المياه.
صورة من: Thomas Frey/dpa/picture alliance
أكثر من 20 قتيل وفقد العشرات
لقى ما لا يقل عن 19 شخصا حتفهم وفقد العشرات اليوم الخميس في ألمانيا بعدما تسببت الأمطار القياسية في غرب أوروبا في فيضان الأنهار على ضفافها لتجتاح المنازل وتغمر الأقبية. وقالت الشرطة إن أربعة أشخاص لقوا حتفهم فيما اعتبر 70 آخرون في عداد المفقودين في منطقة آرفيلر، التي تشتهر بزراعة العنب بولاية راينلاند بالاتينات بعد أن فاض نهر آر الذي يصب في نهر الراين على ضفتيه ودمر ستة منازل.
صورة من: Markus Klümper/dpa/picture alliance
اضطراب النقل العام
تسببت الأمطار في اضطراب النقل العام بشدة، إذ توقفت خدمة القطارات السريعة في ألمانيا، كما تعطلت حركة المرور المحلية والبعيدة المدى في أجزاء كبيرة من غرب ألمانيا. في الصورة يظهر قطار متوقف في محطة كورديل في منطقة ترير زاربورغ بولاية راينلاند بفالتس.
صورة من: Harald Tittel/dpa/picture alliance
قتلى في بلجيكا أيضا
في بلجيكا قُتل شخصان بسبب الأمطار الغزيرة وفُقدت فتاة تبلغ من العمر 15 عاما بعدما جرفها فيضان أحد الأنهار. وانهارت نحو عشرة منازل في بيبنستر بعدما فاض نهر فاسدري وأغرق البلدة الواقعة في شرق البلاد. وتم إجلاء السكان من أكثر من ألف منزل.
صورة من: Bruno Fahy/dpa/BELGA/picture alliance
أضرار في البنية التحتية
تسببت الأمطار في اضطرابات شديدة في وسائل النقل العام، كما تم تعليق حركة المرور على نهر الميز الممر المائي البلجيكي الرئيسي المهدد بخطر الفيضان. وستستغرق أعمال التهيئة في بلجيكا وقتًا طويلاً بعدما أدى هطول الأمطار الغزيرة إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية في المناطق المتضررة. وتظهر في الصورة سيارة جرفتها المياه لتصطدم بسياج خشبي في شارع غمرته المياه.
صورة من: Valentin Bianchi/AP/dpa/picture-alliance
الخوف من "فيضانات القرن" في سويسرا
هطلت كميات هائلة من الأمطار في الأيام الأخيرة في سويسرا ما أدى إلى ارتفاع مستويات المياه بشكل خطير ودفع العاصمة برن إلى نشر سدود عائمة لمواجهة احتمال حدوث فيضانات غير مسبوقة. وتحت تأثير الأمطار الغزيرة، يستمر مستوى المياه في البحيرات في الارتفاع. وتوقف حركة الملاحة وتواصل الإبلاغ عن حدوث فيضانات وانهيارات أرضية بعدة مناطق. وتظهر هذه الصورة الجوية نهر ألين الذي فاضت ضفافه بسبب هطول الأمطار الغزيرة.
صورة من: Jean-Christophe Bott/dpa/Keystone/picture alliance