وجهة نظر: المسلمون كبش فداء محتمل لترامب والنازيين الجدد
إينس بول
وجهة نظر
٢١ نوفمبر ٢٠١٦
لم يتوان ترامب عن إثارة المخاوف والنعرات بين الأمريكيين، فاتحا الباب على مصراعيه أمام اليمينيين البيض لنشر ايديولوجيتهم العنصرية في تطور قد يهدد السلم الاجتماعي. تطور يتحمل تبعاته ترامب نفسه، على ما ترى إينس بول.
إعلان
خلال الحملة الانتخابية بأسرها، حذرت منظمات حقوقية، جماعات تُعنى بالدفاع عن حقوق المهاجرين غير المسجّلين (السريين)، من أن خطاب الكراهية، الذي اعتمده دونالد ترامب، يمكن أن يشعل حربا أهلية في البلاد.
والآن هاهو دونالد ترامب يفوز بالانتخابات ليفتح باب المعركة على مصراعيه. البعض من أنصاره يحتفل في مواقع التواصل الاجتماعي بأهميته الجديدة من خلال التحية النازية، مطالبا علنا بالتطهير العرقي. وجماعات مثل "المعهد القومي للسياسة" (National Policy Institute) تطلق – وكلها فخر بالنصر– الدعوات إلى مؤتمرات صحفية من أجل نشر إيديولوجيتها، فقط على مسافة بسيطة من البيت الأبيض.
الشعر قصير وممشوط على غرار تسريحة شعر هتلر وابتسامة عريضة تعلو وجوههم معلنين أن الوقت قد حان لكي يسترجع البيض ما يحق لهم. أي سيادتهم على بلادهم، الولايات المتحدة، التي يقولون إنها قد تأسست على يد أوروبيين. هم يتحدثون بصراحة عن أن الهوية البيضاء مهددة من قبل المجتمع المتعدد الأعراق والثقاقات. يزعمون أن الكياسة السياسية (الصواب السياسي) والصحافة الكاذبة جعلا أن الأقليات أصبحت لها كلمة أكثر مما يحق للعرق الأبيض.
هم يطالبون بأصوات عالية بمراقبة المسلمين وإحداث مناطق في الولايات المتحدة لا يسمح فيها إلا للبيض للعيش فيها. والاستحسان في مواقع التواصل الاجتماعي كبير جدا، كما أن عدد زوار المواقع الالكترونية قد انفجر. والعنان أطلق للمضاياقات الجماعية. وهذا الأمر شديد الخطورة على السلم الاجتماعي في البلاد.
في غضون ذلك، يتزايد القلق في صفوف الأوساط السياسية بأن تتحول الاحتجاجات التي كانت في معظمها سلمية إلى معارك علنية في الشوارع. كراهية تولد كراهية. كما أن هناك عددا متزايد من أناس أصبحوا يخشون من أن حياتهم وحياة أسرهم قد أصبحت مهددة. وهاهم الآن مستعدون للقتال من أجل مستقبلهم.
والمسؤولية في كل ذلك يتحملها دونالد ترامب. فلطالما شيطن في السابق جماعات دينية وإثنية بأسرها، مستخدما الخوف في حملته الانتخابية. وما ان اُنتخب رئيسا، فإذا به يعين ستيف بانون مستشارا استراتيجيا. بانون الذي يحتفى به من قبل القوميين اليمنيين على أنه واحد منهم دون أن ينأى ترامب أو أعضاء حكومته المستقبلية بأنفسهم عن هذا التيار.
في الأثناء يلخص ريتشارد سبينسير، مؤسس المعهد القومي للسياسة، أكبر خطر في جملتين، قائلا بأن ترامب وحركته يشكلان الجسد، فيما يجسد هو وإيديلوجيته الرأس. أي ذلك الرأس الذي لا تزال حركة ترامب تفتقده.
وإلى حد الآن لم يكن هناك من مؤشر يدفع للقول بأن دونالد ترامب بالمفهوم الكلاسيكي للكلمة منظرا ايديولوجيا. فهو يفكر بالدرجة الأولى في نفسه ثم في أعماله. وهو ما يفتح المجال لسياسة إيديولوجية واضحة أكثر تعقيدا وتماسكا من الوعد الانتخابي بإعادة أمريكا إلى مجدها القديم.
ولن يطول الأمر طويلا إلى أن يصاب ناخبو ترامب بخيبة أمل ويشعروا بأنه لن ينجح في تحقيق أي من وعوده الانتخابية الرنانة. فلن تسقط الوظائف وفرص العمل من السماء ولن تمول المكسيك الجدار الحدودي (الذي يريد ترامب بناءه).
حينها سيبحث ترامب عن كباش فداء يحمّلها مسؤولية فشله. وليس صعبا تصور من سيختار مستشاره الاستراتيجي بانون والتيار القومي اليمني القوي كبش فداء: المهاجرين غير الأوروبيين والمسلمين. والتاريخ يمكن أن يعيد نفسه.
ترامب- مادة دسمة للرسوم الكاريكاتيرية
السخرية هي سلاح رسامي الكاريكاتير المسلط على الجميع. في جولتنا المصورة نعرفكم على ردود فعل بعض رسامي الكاريكاتير في شتى أنحاء العالم على فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Cortez
حائط مكسيكي لترامب
رداً على مشروع ترامب لبناء جدار يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة دعا رسام الكاريكاتير المكسيكي آرتورو كيمكس بإقامة معرض للرسومات الكاريكاترية في متحف مدينة مكسيكو. وحصل رئيس اتحاد أمريكا اللاتينية لرسامي الصور الكاريكاتيرية على رسومات من مئات الفنانين الذين أرادوا المشاركة في هذا المعرض. ويعلق كيمكس قائلا إن "طبيعية الشخصية الهزلية التلقائية" لترامب سهلت عمل رسامي الكاريكاتير.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Cortez
معرض متنقل
المعرض الذي يحمل اسم "ترامب: حائط كاريكاتوري" في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويتألف المعرض من رسومات تعكس وجهة نظر المكسيكين وكيفية رؤيتهم لمستقبل الرئيس الأمريكي المنتخب، كما ساهم في المعرض أيضاً رسامون أوروبيون، وأشار كثير من الفنانين في أعمالهم إلى الحقبة النازية. سيستمر المعرض حتى نهاية عام 2016، ثم ينتقل إلى مدن أخرى بعضها في الولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Cortez
نظرة ترامب للمرأة
يشبه مصمم الأزياء الألماني كارل لاغرفيلد نظرة ترامب السياسية إلى المرأة "بنظرة تاجر الأحصنة إلى الخيول". ويقول: "الشخصية المرسومة باللون الداكن والتي تقف في وسط الصورة تمثل السيدة فراوكه بيتري زعيمة الحزب اليميني "البديل من أجل ألمانيا" والغريب أن السيدة بيتري اعتبرت هذه الصورة في غاية الطرافة، لا بل وكانت أسعد حالاً عندما فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Frankfurter Allgemeine Magazin
شعر الرئيس المنتخب
أمسى شعر ترامب مصدر سخرية غني، فمنذ أشهر ظهر فيديو عن " باروكات شعر ترامب السرية"، والذي أطلقته محطة تلفزيون نرويجية، وأنهت الفيديو بتوضيح أن هذا ليس سوى "حقل نرويجي من القش الأصفر". أما رسام الكاريكاتير مارك نايت، فقد أوحى له شعر ترامب بفكرة كاريكاتير ولعب بالكلمات، فقد وجد شعر ترامب مناسباً لتغطية قمرة طائرة الرئاسة الأمريكية، وأطلق عليها "هير فورس" بدلاً من "إيرفورس".
صورة من: Twitter/@Knightcartoons
وجهة نظر إفريقية
يقول رسام الكاريكاتير النيجيري السيد عبد الكريم بابا أمينو- وهو من أشهر رسامي الكاريكاتير والصحفيين والناقدين في بلده: "نظراً إلى الكراهية الشديدة التي يَكِنها دونالد ترامب للسود في أمريكا فإننا سنُغادر أمريكا، عندئذٍ سيكون باستطاعة ترامب أن يفعل ما يحلو وما يطيب له في البلاد.
صورة من: DW/Abdulkareem Baba Aminu
تمثال الحرية "يطلب اللجوء"
يبدو تمثال الحرية وقد تملكه الذعر ويبحث عن "ملجأ"، فهو يقرع باب الجارة كندا طلباً للجوء والأمان. الفنان إيجريك لجأ لهذا الرمز الأمريكي في العديد من الرسومات المناوئة لترامب. يمكن الاطلاع على بقية أعماله من خلال حسابه على تويتر @ygreck.
صورة من: Twitter/@ygreck
أي شخص يمكن أن يصبح رئيسًاً
رسم الفنان البلجيكي ليكتر @lectr الكثير من الرسوم الكاريكاتيرية المتعلقة بترامب، وتظهر هذه اللوحة الكاريكاتيرية كيف تغيرت الفكرة التي تقول إن "بإمكان أي مواطن أمريكي أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية" من مصدر فرح لتصبح مصدراً لليأس.
صورة من: Twitter/@lectrr
صدمة إسبانية
تعود هذه الصورة المرسومة على حائط في برشلونه والتي تمثل ترامب واللعاب يسيل من فمه إلى صيف عام 2016. إسبانيا أيضاً أصابتها الصدمة من الفوز غير المتوقع لمرشح الحزب الجمهوري ترامب بمنصب الرئاسة. وعلقت صحيفة البايس على فوزه قائلة: "إن الصعود المذهل لرجل الأعمال النيويوركي ووصوله إلى منصب الرئاسة أصاب نصف سكان المعمورة بالذهول".
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
انتقادات قبل الترشح
كومة من المخلفات البشرية يُحيطُ بها الذباب من جميع الجوانب، تلك هي كانت رؤية رسام الكاريكاتير هنكسي لمرشح الرئاسة دونالد ترامب قبيل تزكيته من قبل الحزب الجمهوري. رُسِمت هذه اللوحة في شهر أغسطس/ آب 2015 على جدار يقع في شارع مشهور بالتسوق على الجهة الشرقية من مدينة نيويورك.
صورة من: picture-alliance/abaca/Van Tine Dennis
وعود ترامب
يعتبر الرسام الكيني غادو واحداً من أشهر رسامي الكاريكاتير في إفريقيا، وقد حصلت DW على بعض صوره الكاريكاتيرية المتعلقة بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وتتضمن وعداً قطعه ترامب على نفسه وعلى الناخبين مفاده: "أتعهد بالمحافظة على إرث الديانة المسيحية"، بالمقابل يظهر ترامب وهو يقوم بصلب أحد المسلمين مستخدماً الصليب كرمز للديانة المسيحية.