وجهة نظر: بدون الصفقة مع تركيا يبقى الاتحاد الأوروبي عاريا
٣ مارس ٢٠٢٠
وفجأة تنفجر أزمة جديدة، فتركيا تنفذ تهديدها وتفسح المجال لمرور اللاجئين نحو أوروبا. والنتيجة: على الاتحاد الاوروبي أن يواجه بنفسه هذه الموجة ويعتني مباشرة باللاجئين، كما يرى بيرند ريغرت في تعليقه.
إعلان
طوال أربع سنوات عوّلت دول الاتحاد الأوروبي على تركيا كحارس لبوابتها في وجه اللاجئين والمهاجرين الآخرين. والآن ينفذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما كان يهدد به دوما. تركيا ترسل طالبي اللجوء والمهاجرين إلى حدودها مع الاتحاد الأوروبي، أي اليونان وبلغاريا.
الاتفاق المشترك حول اللاجئين والمهاجرين من مارس/ آذار 2016، المعروف "بصفقة اللجوء"، تخلى عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وبهذا يريد تحقيق مكاسب سياسية على حساب اللاجئين والمهاجرين المكتظين الآن قبالة الحدود. بيد أنه ليس واضحا تماما ما يصبو إلى تحقيقه الرئيس التركي الذي يجد نفسه في مأزق سياسي. الواضح أنه لن يحصل على "صفقة" أفضل من خلال ممارسة الابتزاز.
في المقابل يجب عدم نكران حقيقة أنتركيا تستضيف 3.6 مليون من لاجئي الحرب السوريين.ونظرا لأن مئات الآلاف من الناس الذين قد يحاولون مستقبلا الهرب من منطقة إدلب السورية إلى تركيا، يمكن تفهم أن أنقرة تطالب بمزيد من المساعدة وتبحث عن متنفس "لضغط الهجرة".
الاتحاد الأوروبي ليس له مخطط بديل
وماذا عن الأوروبيين؟ فالصراخ المتزايد والدعوة لعقد اجتماعات استثنائية لوزراء الخارجية والداخلية الأوروبيين وزيادة عناصر شرطة فرونتيكس لحماية الحدود ما هو إلا نفاق. فمنذ أربع سنوات يدرك قادة الاتحاد الأوروبي تماما أن التفاهم مع تركيا ليس إلا حلا مؤقتا.
وحين قامت المفوضية الأوروبية بعدة مبادرات لتنفيذ نظام لجوء أفضل داخل الاتحاد الأوروبي وتوزيع للاجئين والمهاجرين من سوريا وأفغانستان وايران والعديد من البلدان الإفريقية، قوبلت برفض شديد وفشلت كل محاولاتها. ولم يقتصر الرفض على بولندا والمجر والنمسا أو إيطاليا. فقد نشأت في الكثير من دول الاتحاد الأوروبي معارضة يمينية إلى شعبوية يمينية ترفض استقبال اللاجئين، ناهيك عن المهاجرين الذين يستقرون بصفة دائمة.
و"صفقة اللاجئين" مع تركيا لم ينفذها الاتحاد الأوروبي أبدا على الوجه الصحيح. واليونان والسلطات الأوروبية لم تنجح في تنظيم معالجة طلبات اللجوء. والظروف المروعة مثلا في مخيم موريا هي النتيجة. أم أنه كانت هناك نية لإنتاج هذه المشاهد لتحقيق مفعول رادع في وجه مهاجرين محتملين؟
الاتحاد الأوروبي عوّل على تركيا، والآن ليس لديه مخطط بديل. وإغلاق الحدود من جانب اليونان وبلغاريا هو المحاولة اليائسة لرفض دخول اللاجئين والمهاجرين، وهو ما لن ينجح على المدى الطويل. وحسب معاهدة اللجوء وقانون اللجوء المشترك للاتحاد الأوروبي، يملك المهاجرون وكالبو اللجوء الحق في التحقق ما إذا كانوا يحتاجون إلى الحماية كلاجئين أو أنهم مهاجرون. ولا يحق ببساطة ترحيل الأوائل حتى إلى بلد هم مهددون فيه أصلا.
نهاية التضامن والقانون
وعقب تجارب 2015 و 2016 عندما توجه لاجئون ومهاجرون آخرون عبر طريق البلقان وعبر البحر المتوسط في أعداد كبيرة نحو أوروبا الوسطى، كان الاتحاد الأوروبي يعتزم في الحقيقة إيجاد نظام للمعالجة والتوزيع للتعامل مع هذا النوع من "الموجات". لكن هذا غير موجود. والآن؟ إقامة جدار (السياج الحدودي موجود)؟ إغلاق الحدود الداخلية في الاتحاد الأوروبي؟ إلغاء معاهدة اللجوء الأممية؟
وما يُخشى هو أن تتبع غالبية من الدول الأعضاء الأوروبية نهجا متشددا وتترك مسؤولية التنفيذ على عاتق الدول الحدودية كاليونان وبلغاريا وكرواتيا وسلوفينيا والمجر والنمسا ومالطا وإسبانيا وإيطاليا. إذن: وداعا للتضامن الأوروبي! وداعا للقانون الدولي! وداعا للرحمة!.
بيرند ريغرت
موجات اللاجئين عبرالعالم ـ واقع أغرب من الخيال!
عبر البحار والدروب الوعرة يفر لاجئون من بلدانهم. وفي العالم هناك ما لا يقل عن 68 مليون لاجئ، وكل القارات معنية بمسألة الهجرة واللجوء، التي تعكس تفاقم الهوة بين الدول والمجتمعات. جولة مصورة تقربنا من هذه الظاهرة العالمية.
صورة من: Imago/ZUMA Press/G. So
الهروب في شاحنة
آخر موجات الهجرة في العالم كان مسرحها أمريكا اللاتينية. العنف والجوع دفعا بعشرات الآلاف من هندوراس، نيكاراغوا، السلفادور وغواتيمالا للهروب. الملاذ المقصود هو الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن رئيسها دونالد ترامب أغلق جميع الأبواب والنوافذ.
صورة من: Reuters/C. Garcia Rawlins
الإبعاد إلى خارج البلد المنشود
الحكومة الأسترالية المحافظة ترفض فتح الأبواب أمام اللاجئين، وأولئك الذين يتمكنون فعلا من الوصول إلى القارة الخامسة بعد مسار شاق وطويل؛ يتم إبعادهم بكل صرامة. وأبرمت الحكومة اتفاقيات مع عدد من بلدان المحيط الهادئ لاستقبال اللاجئين في مخيمات خاصة في هذه البلدان. المراقبون يصفون أوضاع تلك المخيمات بالكارثية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Hass Hassaballa
لاجئون منسيون
يبلغ حسين أبو شنب من العمر 80 عاماً. إنه لاجئ فلسطيني في الأردن، ذلك البلد الذي يقترب عدد سكانه من عشرة ملايين نسمة، من بينهم 2.3 مليون لاجئ فلسطيني. بعضهم يعيش في الأردن منذ عام 1948، وأضيف إليهم مؤخراً ما لا يقل عن نصف مليون لاجئ سوري.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Abdo
اللجوء إلى الجيران
يرى الكثير من الفنزويليين في كولومبيا فرصتهم الأخيرة، حيث يعيشون في مخيمات مثل "إلكامينون" على أبواب العاصمة بوغوتا. فسياسة الرئيس نيكولاس مادورو أدت إلى عجز الدولة في فنزويلا عن إطعام سكانها وتوفير العيش الكريم لهم. هناك عجز كبير في المواد الغذائية والأدوية، فيما تبدو آفاق العودة للوطن ضئيلة جدا.
صورة من: DW/F. Abondano
الهروب في ظل البرد القارس
في لعبة فر وكر، يحاول اللاجئون اجتياز الحدود البوسنية الكرواتية. الملاذ المرتجى للمهاجرين هو كرواتيا، العضو في الاتحاد الأوروبي. هذا الطريق محفوف بالمخاطر، خاصة في فصل الشتاء، فصل الأمطار والثلوج والعواصف.
صورة من: picture-alliance/A. Emric
الهروب من البطش إلى الفقر
فصل الأمطار في مخيم للاجئين في كوتوبالونغ في بنغلادش. هنا هاربات من ميانمار بمظلات تحميهن من الأمطار. بطش النظام العسكري في ميانمار دفع بأكثر من مليون من مسلمي الروهينغا للهروب إلى البلد الجار بنغلادش، الذي لا يقل فقرا عن ميانمار. كوتوبالونغ يعتبر حاليا أكبر مخيم للاجئين في العالم.
صورة من: Jibon Ahmed
الحياة بدون مفر
تملك جمهورية إفريقيا الوسطى الكثير من الثروات المعدنية وأراضي خصبة شاسعة؛ لكن عوامل كثيرة عصفت باستقرار هذا البلد، منها الحرب الأهلية والنزاعات مع البلدان المجاورة، إضافة إلى توالي الحكومات الفاسدة وتنامي الإرهاب الإسلاموي. كل هذا دفع بالكثيرين للبحث عن ملاذات، كما يظهر هنا في العاصمة بانغي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Blackwell
الوصول إلى إسبانيا
بأغطية حمراء يُستقبل لاجؤون في ميناء مالاغا الإسباني من قبل الصليب الأحمر الدولي. 246 مهاجراً تم انقاذهم في عملية تتكرر يومياً. الكثير من الأفارقة يتجنبون حالياً الطريق لأوروبا عبر ليبيا ويتوجهون بدل ذلك غرباً إلى الجزائر أو المغرب.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/J. Merida
لاجئون سودانيون في أوغندا
لفترة طويلة كانت أوغندا نفسها دولة مزقتها الحرب الأهلية؛ إلا أن الوضع تغير وأصبح مستقراً، بالمقارنة مع بلدان إفريقية أخرى. في الصورة هنا لاجئون قادمون من جنوب السودان. وصولهم إلى كولوبا، يعني لهم الوصول إلى بر أمان. هناك اليوم مئات الآلاف من سكان جنوب السودان، الذين لجأوا إلى أوغندا، هربا من أعمال العنف في بلدهم. اعداد: كارستن جرين/ حسن زنيند