وجهة نظر: بروكسل مُطالبة بقرارات مقنعة لمواجهة كورونا
٩ أبريل ٢٠٢٠
انفض اجتماع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي بخصام حول كيفية مواجهة العواقب الاقتصادية لأزمة كورونا. هل يعكس ذلك المأساة المعتادة في المفاوضات الأوروبية؟ بيرند ريغرت يجيب بلا ويعتبر أن الأمر أكبر بكثير من أزمة كورونا.
إعلان
مقلق أن يؤجل وزراء مالية الدول الـ 19 التي تعتمد اليورو كعملة بعد 16 ساعة من المفاوضات اجتماعهم بدون نتيجة. فقضايا مثل كيف يمكن معالجة العواقب الاقتصادية لأزمة كورونا وتمويل إعادة البناء بشكل مشترك ظلت بدون حل. تسع دول في منطقة اليورو تريد اعتماد ديون مشتركة، وأربعة، بينها المانيا تعارض ذلك. وفي هذا الخلاف لا يتعلق الأمر بالتمسك بمبادئ، بل بنجاة الاقتصاد. وعلى خلاف أزمة الديون الحكومية المتواضعة بالمقارنة والتي شكلت اليونان محورها قبل خمس سنوات، لا يتعلق الأمر فيما إذا كانت بلدان غنية بخيلة في الشمال تساعد البلدان الفقيرة في الاتحاد الأوروبي وتضمن لها قروضا.
هل سيبقى من لديه مال في النهاية؟
لا، في نهاية كارثة كورونا لا أحد يستطيع التنبؤ فيما إذا سيبقى بلدان غنية قادرة على مساعدة الآخرين. فأكبر ركود منذ 90 عاما لا يضرب فقط فرنسا وايطاليا واسبانيا واليونان، بل بقوة كبيرة أيضا المانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، نعم إنه يضرب الاقتصاد العالمي برمته. وبالتالي مفهوم أن وزير المالية الألماني الذي أُجبر على منح ضمانات قروض بنحو 1200 مليار يورو للاقتصاد الألماني لوحده، يتردد في إعطاء الوعود نفسها لباقي دول منطقة اليورو.
كما أنه مفهوم بنفس القدر أن رئيس الوزراء الايطالي مثلا يصر على اعتماد ديون مشتركة، لأنه يعلم بدقة أنه لن يقدر لوحده على تمويل الـ 400 مليار يورو التي وعد بها مواطنيه في الأسواق المالية. وايطاليا هددت بالأحرى بمغادرة منطقة اليورو أو حتى الاتحاد الأوروبي، إذا لم تحصل على وعود بالقروض المطلوبة. ففي لقاء وزراء المالية يتعلق الأمر إذن بالكل، بالبقاء المالي ومستقبل الاتحاد الأوروبي. فلا عجب إذن أن تكون المستشارة الألمانية قد تحدثت عن أقسى تجربة يمر بها الاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه.
الأمر يتعلق بالجميع
والخميس القادم يُتوقع أن يواصل وزراء المالية مشاوراتهم. والأسبوع المقبل سيجتمع زعماء الدول والحكومات الذين سبق وأن انفضوا على خلاف ليعكفوا على دراسة هذه التجربة الأكبر. وسيكونون مجبرين على أتخاذ القرار. فكل يوم يتم فيه التأجيل في ظل دخول الاقتصاد بغيبوبة يكلف عشرات المليارات من اليورو. وإلى حد الآن لم تتمكن الدول الأوروبية من الاتفاق على إيجاد مسلك للخروج من الأزمة. ورئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين التي كانت ترغب في عرض خطة لتطبيع الحياة داخل الاتحاد الأوروبي، تم ردعها عن مشروعها هاتفيا من قبل زعماء دول وحكومات غاضبين. فكل دولة أوروبية تتحرك لوحدها لحماية مواطنيها من مخاطر تهديد وجودي. وسيستغرق الأمر شهورا حتى تسير الحياة الاقتصادية والاجتماعية في أوروبا مجددا، هل لدينا الوقت مثل هذا الوقت قبل أن يحصل ما لا تُحمد عقباه؟ وهل بإمكان الاتحاد الأوروبي الصمود؟
بيرند ريغرت
الكمامة.. سلاح الناس حول العالم للوقاية من كورونا
في البداية كان خبراء يقولون إنها غير فعالة في مواجهة كورونا. لكن الكمامات الواقية عادت بقوة لصدارة المشهد بعد إتجاه بعض الدول لجعلها إلزامية. في هذه الجولة المصورة نٌلقي نظرة على الكمامة الواقية حول العالم.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hartd
وقاية إلزامية؟
هل ستفرض ألمانيا الكمامة الطبية على مواطنيها؟ بعد تعميم الأمر في آسيا، نصح معهد روبرت كوخ الألماني بارتداء الكمامة في ألمانيا كإجراء وقائي ضد فيروس كورونا. تُعد مدينة يينا في ولاية تورنغن الواقعة في وسط ألمانيا أول مدينة ألمانية تفرض استعمال الكمامة عند التسوق وركوب وسائل المواصلات بدءاً من السادس من شهر إبريل/ نيسان. كما تتقبل المدينة الأوشحة كبديل للكمامة.
صورة من: Imago Images/Sven Simon/F. Hoermann
الحاجة أم الإختراع
أدى التهافت على شراء الكمامات في بداية الأزمة إلى نفاذها في الأسواق، وهو ما أطلق العنان لخيال المبتكرين على شبكة الإنترنت لإيجاد حلول أخرى. فعلى موقع تويتر استعمل المغردون وسم "maskeauf" أو "ضع الكمامة" لمشاركة طرق مبتكرة وبسيطة لصنع الكمامات. أحد هؤلاء كانت مصممة الأزياء كرستين بوشو من مسرح مدينة كوتبوس الألمانية التي قامت بتفصيل عدد من الكمامات لفرق الإسعاف والصليب الأحمر الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
الضحك أفضل دواء
لا يعني وضع الكمامة الواقية بالضرورة ألا يبتسم الشخص إذ يمكن الجمع بينهما، كما فعلت مانشا فريدريش من مدينة هانوفر الألمانية. إذ قامت الفنانة الألمانية بصنع كمامات على أشكال وجوه ضاحكة وحيوانات أليفة لمواجهة كورونا بطريقة طريفة، كما راعت أن يكون القماش الداخلي للكمامة قابلاً للتبديل.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
وقاية على أحدث صيحات الموضة
لفتت رئيسة سلوفاكيا سوزانا كابوتوفا الأنظار بكمامتها الواقية التي تناغم لونها مع لون فستانها. وكانت جمهورية التشيك وسلوفاكيا في مقدمة الدول التي فرضت الكمامات الواقية في منتصف آذار/ مارس عند التواجد في الأماكن العامة أو الذهاب للتسوق، وتبعتهما النمسا في فرض الكمامة عند الذهاب للأسواق.
صورة من: Reuters/M. Svitok
وللرومانسية كماماتها!
كانت الصين من مقدمة الدول التي فرضت وضع الكمامات الواقية. لكن هذه الإجراءات الحكومية المشددة لم تمنع هذا الثنائي من التمتع بالرقص في الأجواء الربيعية بمدينة شينيانغ الصينية.
صورة من: AFP
لا تساهل في إجراءات الوقاية
في إسرائيل أيضاً فُرضت إجراءات وقائية صارمة لمواجهة فيروس كورونا. فرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أمر بفرض حظر تجوال بإشراف الشرطة والجيش. يجب على الجميع الالتزام بالتعليمات، ففي الصورة يطالب شرطي يرتدي الكمامة بمدينة القدس أحد اليهود المتدينين بالعودة لمنزله.
صورة من: picture-lliance/dpa/I. Yefimovich
كمامات فنية
أما في قطاع غزة فيحاول الفنانون تشجيع المواطنين على وضع الكمامات، حيث قاموا برسم الأشكال الفنية المبهجة عليها. فرضت حكومة القطاع على السكان منع التجمعات وتقييد للخروج من المنزل، وأدى ذلك إلى إلغاء "مسيرات العودة" خوفاً من انتشار العدوى.
صورة من: Imago Images/ZUMA Wire/A. Hasaballah
ظهور "الرجل الأخضر" في كولومبيا
اختارت الشرطة الكولومبية تصميمات مثيرة للجدل على الكمامات الواقية. تُظهر الصورة شرطي يرتدي كمامة مرسوم عليها وجه "الرجل الأخضر" المعروف باسم "هولك"، وهو شخصية خيالية ابتكرها الفنانين الأمريكيين ستان لي وجون كيربي وظهرت في مجلات الأبطال الخارقين في 1962 وفي العديد من الأفلام والمسلسلات. ويُعد هولك أحد أقوى الأبطال الخارقين، مما يطرح التساؤل عن سبب اختيار هذا الشرطي له.
صورة من: AFP/L. Robayo
مشاكل في فرنسا بسبب الكمامات
قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة أحد مصانع تصنيع الكمامات والملابس الواقية في سانت بارتيليمي دانجو بغرب فرنسا. أدى نقص الملابس والمعدات الوقائية إلى رفع مئات الأطباء لدعوى قضائية ضد الحكومة لعدم توفيرها لهم في هذا الوقت الحرج. إلا أن العديد من الأطباء مازالوا يقومون بأداء واجبهم رغم النقص. إعداد: أستريد بانغه دي أوليفيرا/ س.ح