وجهة نظر: ترامب في خطابه مع السعودية.. وليس مع بن سلمان!
٢١ نوفمبر ٢٠١٨
في كلمته حول العلاقة الأمريكية السعودية تطرق الرئيس الأمريكي ترامب أيضا إلى ولي العهد السعودي. وقد تتضمن كلماته عواقب غير مريحة بالنسبة إلى محمد بن سلمان، كما يعتقد كرستين كنيب في تعليقه التالي:
إعلان
الرئيس الأمريكي ترامب هو رجل الكلمات الواضحة. لكن ليس مستبعدا أن يكون متمكنا من أساليب أخرى أكثر دقة. وهذا ما تؤكده على الأقل تصريحاته هذا اليوم بشأن عواقب ممكنة لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وفيها أظهر أنه دون شك بطل الخطاب الدبلوماسي: خطاب بقي مهذبا، لكن يحمل في صلبه رسالة واضحة. وهي تعني في هذه الحالة أن ولي العهد محمد بن سلمان ليس مقدسا بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعلن ترامب بأن العربية السعودية تبقى بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية "شريكا غير قابل للتغيير". وتوقع شيء آخر لم يكن منتظرا.
لكن شيئا آخر لم يقله ترامب وهو أن ولي العهد محمد بن سلمان يبقى أيضا شريكا غير قابل للتغيير بالنسبة إلى أمريكا. هذه الجملة تفاداها بحنكة. وبعبارة أخرى يمكن القول بأن ترامب كشف عن فرق كبير بين المملكة العربية السعودية ـ وحسب الوضع الحالي للأمور ـ ملكها المستقبلي. وتتضمن السخرية الناعمة لتصريحات ترامب أن فرص تسلق السلم المهني لمحمد بن سلمان تلقى التقليل من خلال هذه التصريحات.
وهذه الرسالة سيتم استيعابها في الرياض السياسية بوضوح: ترامب لا يدعم ولي العهد. خلف الدولة نعم، لكن ليس خلف محمد بن سلمان. وهذا سيشجع جميع أولئك الذين يعتبرون أن ولي العهد لا يصلح لقيادة المملكة مستقبلا كرجلها الأول. واعتمادا على كل ما نستوعبه، فإن عدد الذين يشكون في محمد بن سلمان ارتفع بقوة منذ المقتل المفترض لخاشقجي. وهذا يعود لأسباب البروتوكول: ليس كل رئيس دولة أجنبي له الرغبة في مصافحة ولي العهد علنا أو حتى وراء الكواليس.
الخطوات الخاطئة لمحمد بن سلمان
قائمة الخطوات السياسية الخاطئة لولي العهد عريضة، وهي تشمل التدخل العسكري اللامبالي في اليمن والمقاطعة القاسية للإمارة الجارة قطر والاحتجاز المؤقت لرئيس الوزراء اللبناني الحريري. ويشمل ذلك أيضا رد الفعل الفظ على تغريدة وزيرة الخارجية الكندية التي انتقدت اعتقال ناشطة سعودية في الدفاع عن حقوق الإنسان. وفي رد فعل على ذلك سحبت المملكة 16.000 طالب سعودي من كندا ـ وهذه إشارة تؤكد أن قيادة الدولة مستعدة لدهس مخططات حياة مواطنيها بالأرجل.
والآن عودة إلى تصريحات ترامب. هل كان ولي العهد يعلم بمخطط مقتل خاشقجي؟ "ربما كان يعرف وربما أيضا لا"، كما قال ترامب. وهذا لم يكن بالضرورة تعبيرا عن التضامن. وترامب كان يعلم أنه لا يمكن له تحمل هذا التضامن، لأنه حتى الرئيس الأمريكي قد يفقد المصداقية بالدفاع على ما يبدو عن ولي العهد.
وداعا للنهج الاستبدادي
ومن المشكوك فيه بالتالي أن يكون بإمكان الملك سلمان إنقاذ ابنه من خلال تحركات مثل ظهوره الاثنين أمام مجلس الشورى. هناك ألمح إلى قضية خاشقجي فقط جانبيا وبالإيحاء. وليس مستبعدا أن يتطابق هذا مع دوامة الصمت التي حاولت الدولة السعودية بداية هذا الأسبوع تحريكها بإعلانها أنها لن تسمح بتوجيه الاتهام إلى كبار شخصياتها. باعتبار أن هذا يشكل "خطا أحمر". إلا أننا لا نحتاج إلى توجيه اتهامات بشكل صريح في حالة خاشقجي. يكفي ترك أن يؤدي التعليل الغريب والمعدل عدة مرات للقصر الملكي مفعوله حول الأحداث في قنصلية اسطنبول. فمن أين، كما يطرح السؤال نفسه يأتي التعديل المستمر لخط التعليل؟
والواضح أن دوامة الصمت لن تتحرك، لأن الأسئلة الكثيرة حول الكفاءة السياسية وربما الإنسانية للأمير تبقى قائمة. وأمل التخلص منها عن طريق الهجمات والتهديدات هو على الأقل أمر شجاع. وحتى صحف عربية تشير إلى أن هذا الأسلوب لم يعد منذ سنة الثورة العربية 2011 على الأقل مناسبا للزمن الراهن. فسنوات الاستبداد السياسي ولت حتى بالنسبة إلى العربية السعودية ـ كيفما كان اسم الملك المقبل.
كرستين كنيب
صحفيون ضحايا الاغتيال عبر العالم
لائحة الضحايا من الصحفيين يجري تحديثها باستمرار ويزداد عدد من دفعوا حياتهم ثمناً للحقيقة. وحسب "مراسلون بلا حدود"، يقتل أسبوعيا صحفي، ويعد عام 2012 الأكثر دموية للصحفيين. وآخر الضحايا هو الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
صورة من: DW
جمال خاشقجي
بعد أكثر من شهر من مقتله في مقر القنصلية السعودية باسطنبول وجهت النيابة العامة السعودية تهما لـ 11 شخصا سعوديا تهما بالمسؤولية في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. بيان النيابة العامة السعودية يأـي بعد روايات سعودية متكررة عن الحادثة ولم تلق قبولا لدى حكومات غربية عديدة، فجمال كان منتقدا لسياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولذلك ما طالبت دول ومنظمات دولية بتحقيق شفاف وكشف ملابسات الحادث.
صورة من: picture-alliance/AA/O. Shagaleh
فريق اغتيال؟
دخل خاشقجي القنصلية في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول ولم يخرج منها على قدميه. وسربت عدد من الصحف التركية أنباء عن تصفيته داخلها على يد "فريق اغتيال" مكون من 15 شخصا قدموا من السعودية لهذا الغرض. وقال مسؤولون سعوديون في البداية إنه خرج من القنصلية ولا يعرفون مكانه، قبل أن تعود الرياض وتعلن رسميا موته في القنصلية وتعتقل 18 شخصا سعوديا للتحقيق معهم حول القضية.
صورة من: www.sabah.com.tr
سمير قصير
في الثاني من يونيو/حزيران 2005 اغتيل الصحفي اللبناني سمير قصير عن سن يناهز 45 عاما بعد انفجار سيارته في بيروت. ورغم مرور عقد ونيف على اغتياله لم يكشف بعد عن قاتل سمير قصير، لكن أصابع الاتهام وجهت للنظام السوري، الذي كان قصير من أشد منتقديه.
صورة من: dpa
جبران تويني
أسابيع بعد اغتيال سمير قصير، تم اغتيال الصحفي جبران تويني في 12 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2006. كان تويني يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة النهار الإعلامية. عرف تويني بمعارضته للتدخل السوري في لبنان.
صورة من: AP
علي حسن الجابر
هو رئيس قسم التصوير في قناة الجزيرة، اغتيل عن عمر يناهز 55 عاما في 12 من مارس/ آذار 2011 وذلك في كمين استهدف طاقم قناة الجزيرة جنوب غرب مدينة بنغازي. الصورة لجنازة علي حسن الجابر وهو مغطى بالعلمين القطري والليبي.
صورة من: dapd
حرب على الصحفيين في سوريا
شهد الصراع في سوريا مقتل عشرات الصحفيين. في الصورة تظهر الصحفية الأمريكية، ماري كولفين و الصحفي الفرنسي ريميه أوشليك اللذين اغتيلا بالقرب من حمص في 22 فبراير/ شباط 2012. وقد سبق للصحفية الأمريكية كولفين أن فقدت عينها في تغطية صحفية في سيريلانكا.
صورة من: Montage DW/AP
هرانت دينك
هرانت دينك صحفي تركي من أصل أرميني، اشتهر بدفاعه عن الأرمن ومطالبته الحكومة التركية بالاعتراف بمذابح الأرمن. اغتيل في اسطنبول أمام مقر صحيفة آغوس التي يرأس تحريرها في 19 يناير/ كانون الأول 2007 عن عمر يناهز 53 سنة.
صورة من: AP
روسيا من أكثر الدول خطراً على الصحفيين
شهدت روسيا عددا من الاغتيالات في صفوف الصحفيين، من أشهرها اغتيال الصحفية آنا بوليتكوفسكايا، التي اغتيلت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2006 بإطلاق الرصاص عليها أمام منزلها.عرفت آنا بمعارضتها للحرب الشيشانية وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa
سوكراتيس جيولياس
كان سوكراتيس جيولياس مدير إذاعة محلية وصاحب مدونة سياسية تحظى بشعبية كبيرة في اليونان، اغتيل في أثينا في 19يوليو/ تموز 2010 عن عمر يناهز 37 سنة. وكان الصحفي اليوناني يقوم بتحقيق عن قضايا الفساد في المجال التجاري.
صورة من: AP
حرب الصحفيين وعصابات المخدرات
حائط تذكاري في مكسيكو سيتي للصحفيين ضحايا القتل والاختطاف في المكسيك. تعد المكسيك ودول أخرى في أمريكا اللاتينية، مثل كوبا وكولومبيا، من أخطر الدول في العالم على الصحفيين، إذ يغتال أفراد عصابات المخدرات كل من يحاول أن يفضح نشاطهم من الصحفيين.
صورة من: AP
دانيال بيرل
تتضارب المعلومات حول اليوم الذي قتل فيه الصحفي الأمريكي دانيال بيرل. لكن صحيفة "وول ستريت" التي كان بيرل يشغل منصب مدير مكتبها في جنوب آسيا ترجح أنه قتل في 21 فبراير/ شباط 2002. تم إعدام بيرل بوحشية في باكستان من قبل عناصر تنظيم القاعدة عن عمر ناهز 39 سنة.
صورة من: AP
مقتل صحفيي دويتشه فيله
في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2006 اغتيل صحفيان تابعان لمؤسسة دويتشه فيله في أفغانسان، إذ تم إطلاق النار على الصحفية كارين فيشر (الصورة) والصحفي كريستيان شتروفه. أسباب القتل ما تزال مجهولة. توفيت كارين عن عمر ناهز 30 عاماً وكريستيان عن عمر ناهز 38 سنة.