1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: تصريح نتنياهو حول مفتي القدس - مقارنة خطيرة

Kudascheff Alexander Kommentarbild App
ألكسندر كوداشيف
٢٣ أكتوبر ٢٠١٥

أدولف هتلر كان ينوي طرد اليهود فقط، ولم يكن يرد قتلهم. من أقنعه بهذه الفكرة هو الحاج أمين الحسيني مفتي القدس الأسبق، حسب تصريحات بنيامين نتنياهو. وبهذا يؤجج نزاع الشرق الأوسط، كما يرى رئيس تحرير DW ألكساندر كوداشيف.

صورة من: Getty Images/C. Koall

تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة توتر متزايد، خاصة في ظل تأجيج الصراع من جديد بين إسرائيل والفلسطينيين. فبعض الشباب الفلسطينيين يهاجمون الإسرائيليين بشكل عشوائي والجيش الإسرائيلي يرد على ذلك بكل ما يملك من قوة، معتبرا سلامة وأمن المواطنين أهم أولويات السياسة والجيش في إسرائيل.

في الطريق إلى انتفاضة ثالثة؟

إلا أن هذا التوتر في تزايد يصعب التكهن بنتائجه. فمن جهة تجد أقوى الجيوش تجهيزا أو حتى أكثر المخابرات فعالية نفسها عاجزة أمام عمليات الطعن العشوائية، ومن جهة ثانية يتعين على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يخشوا الوقوع في انتفاضة ثالثة، خاصة وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يعد لديه سلطة كبيرة على الشبان الفلسطينيين وربما يترك الأمور تتجه نحو التصعيد من حوله. وهو وضع يصعب معالجته.

وفي برلين، حاولت الحكومة الألمانية ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري المساهمة في تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط. هل كلل ذلك بالنجاح؟ لا أحد يجرؤ على زعم ذلك. لأنه حتى قبل سفر بنيامين نتنياهو إلى برلين، ظهرت معالم التوتر جلية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، إذ ادعى أن مفتي القدس السابق قد حرض في أربعينيات القرن الماضي خلال اجتماع له مع أدولف هتلر على إبادة اليهود، فهتلر كان ينوي فقط طرد اليهود وليس قتلهم، على حد تعبير نتنياهو.

التاريخ لا يكون أبدا من جانب واحد، أبيضا أو أسودا، بل يكون في الغالب رماديا. إذ لا يمكن بالفعل إنكار أن أمين الحسيني، مفتي القدس الأسبق، كان يكره اليهود ولم يكن يريد أن يبقي أي يهودي في الأراضي المقدسة، كما أنه رفض أن تكون فلسطين وطنا لليهود، كما نص على ذلك وعد لليهود في معاهدات سلام سيفر بعد الحرب العالمية الأولى، وإن كان ذلك غامضا جدا. والنتيجة كانت هي العنف والتجاوزات في مناطق الانتداب الفلسطينية.

الكساندر كوداشيف: رئيس تحرير مؤسسة DW الإعلاميةصورة من: DW/M. Müller

كلاهما معاديان للسامية

كراهية اليهود - نعم، كانت من سمات المفتي. ولكن من ناحية أخرى، فإن أدولف هتلر قد سبق وأن وصف كراهيته لليهود في كتابه "كفاحي" وعبر عن إرادته في القتل الجماعي المنظم لليهود في ألمانيا وأوروبا. كما أنه كان هو المسؤول عن تنفيذ ذلك على أرض الواقع - في أوشفيتز، تريبلينكا ومايدانيك، وكذلك في بيرغن بيلسن، بوخنفالد أو في مخيم وارسو. ولم يكن في حاجة إلى المفتي أو تشجيعه للقيام بذلك.

رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرف ذلك، بطبيعة الحال. ولهذا فإنه اختار هذه المقارنة الخطيرة تاريخيا لسبب آخر: فقد وضع بذلك توجها تقليديا فلسطينيا من المفتي إلى الرئيس عباس - وهو تقليد معاداة السامية في مواجهة إسرائيل. وهو ما يتوافق جيدا مع شعور العديد من الإسرائيليين ويبرر وجهة نظرهم في رفض التسويات والصفقات التفاوضية. وهكذا يدفع نتنياهو بنفسه النزاع نحو التصعيد و يبدد بذلك أدنى أمل في السلام أو وقف لإطلاق النار على الأقل في الشرق الأوسط.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW