وجهة نظر: ثلاثية فليك مع بايرن لا مثيل لها في العصر الحديث
٢٤ أغسطس ٢٠٢٠
كان فريق بايرن ميونيخ في أزمة عندما تولى هانزي فليك مسؤولية تدريبه. وفي أقل من عام قاد المدرب الألماني الفريق البافاري لإحراز الثلاثية، مسجلا بذلك إنجازا تاريخيا فريداً.
إعلان
في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، تلقى فريق بايرن ميونيخ صفعة قوية بعد سقوطه (5/1) أمام فريق اينتراخت فرانكفورت الذي بدا في أفضل حالاته، بينما كانت معنويات الفريق البافاري في الحضيض، ليتم التخلي عن خدمات مديره الفني نيكو كوفاتش.
يومها تم إسناد مهمة تدريب بايرن ميونيخ لمساعد كوفاتش هانزي فليك كحل مؤقت إلى حين إيجاد مدرب جديد يقود دفة الفريق البافاري على الأمد البعيد. لكن فليك تمكن، فيما يشبه المعجزة، منتحويل فريق بايرن ميونيخ إلى أفضل فريق في أوروبا.
لا أحد كان يتوقع قدوم بايرن ميونيخ بهذه القوة، ولا أحد كان ينتظر رؤية هذا الأداء الرائع الذي قدمه. ولا أحد تنبأ بأن المدرب المؤقت هانزي فليك سيدخل التاريخ بأدائه لأفضل موسم كروي عرفه تاريخ كرة القدم الحديث لأول مدير فني يحصل على الثلاثية في أول محطة تدريبية له كمدرب أول.
أسلوب قيادة ناجح وفعال
كان الفوز على الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند في الدوري الألماني برباعية نظيفة هي أولى الإشارات القوية التي بعث بها هانزي فليك، الذي لم يُعد الفريق البافاري إلى سكة الانتصارات فحسب، بل كان ذلك بطريقة قوية أعادت الاعتبار لسمعة النادي كأول قوة كروية في ألمانيا وطمأنت جماهيره المتحمسة.
الضغط على الخصم والتمريرات الذكية القصيرة وبناء الهجمات بكل هدوء انطلاقا من خط الدفاع والاستحواذ الفعال على الكرة، بالإضافة إلى الهجمات المرتدة الخاطفة التي كانت تؤذي الخصوم سمات اصبحت تميز طريقة لعب بطل الدوري الألماني، حيث أصبح الأمر مخيفا بالنسبة لجماهير الساحرة المستديرة وهي ترى بايرن ميونيخ يفتك بخصومه في الداخل والخارج.
لكن السمة الوحيدة التي جعلت فليك ينجح في تغيير الفريق هي الثقة. فليك وضع ثقته في اللاعبين من ذوي الخبرة مثل مانويل نوير وتوماس مولر وجيروم بواتينغ الذين استعادوا متعة اللعب، كما منح ثقته للاعبين الشباب مثل جوشوا كيميش، الذي جعله يلعب دورا محوريا في مركزه المفضل في خط الوسط، وألفونسو ديفيس الذي أعطاه فرصة التطور ليصبح أحد أخطر اللاعبين في مركز الظهير الأيسر.
أفضل من إنجاز غوارديولا وإنريكي
فيما يخص أفضل بدايات المدربين مع فرقهم، فبداية فليك مع بايرن هذا الموسم هي الأفضل دون شك في التاريخ الكروي الحديث. أفضل من بداية بيب غوارديولا في موسم (2008/2009) وبداية لويس إينريكي في موسم (2014/2015) مع برشلونة. فكلاهما خاضا موسما سابقا مع برشلونة وحظيا بتلبية رغباتهما في تعزيز الترسانة البشرية للفريق بإضافات مهمة.
صحيح أن غوس هيدينغ أحرز الثلاثية في أول موسم له (1987/1988) مع أيندهوفن، ونفس الإنجاز حققه ستيفان كوفاشس مع فريق أياكس أمستردام في موسم (1971/1972)، ورغم أن مقارنة حقب زمنية مختلفة يبقى دائما أمرا صعبا، لكن لا أحد منهما (هيدينغ وكوفاتشس) فاز بهذه الألقاب بعدما تسلم فريقا متعثرا كمدرب مؤقت.
فريق بايرن ميونيخ كان في أزمة عندما تحمل فليك مسؤولية قيادته. وكثيرون لم يتوقعوا حتى نيله لوظيفة المدرب الأول للفريق بشكل دائم، فما بالك بنيله للقب الدوري الألماني. لذلك يصعب تقدير الحجم الحقيقي للإنجاز الذي حققه فليك: لقب الدوري الألماني وكأس ألمانيا وبطولة دوري أبطال أوروبا الذي تحول إحراز لقبها إلى هوس بالنسبة لإدارة النادي في السنوات الأخيرة. سنوات فشل فيها المدربان المخضرمان كارلو أنشيلوتي وبيب غوارديولا في تحقيق أعلى توقعات النادي.
في موسم استثنائي.. بايرن يحقق حلم الفوز بالثلاثية
توج بايرن ميونيخ بطلا لأوروبا للمرة السادسة بعد فوزه بهدف واحد لصفر على باريس سان جيرمان في المباراة النهائية (الأحد 23 أغسطس / آب 2020) بفضل هدف كينجسلي كومان خريج أكاديمية الفريق الفرنسي.
صورة من: AFP/M. Childs
بايرن ميونيخ - موسم الثلاثية
استطاع بايرن ميونيخ تحقيق الثلاثية هذا الموسم، في مواجهة مع باريس سان جيرمان المدجج بنجميه نيمار ومبابي. واعتمد بايرن على القدرات الهجومية الرائعة للفريق بقيادة المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي والشاب سيرج غنابري والمخضرم توماس مولر، وكذلك في ظل الروح العالية وروح الفريق التي يتسم بها بايرن بإشراف مدربه هانز فليك وحرسه المخضرم قائد الفريق مانويل نوير.
صورة من: AFP/M. Childs
بايرن في عام الجائحة!
لم يتأثر نادي بايرن ميونيخ بأجواء وباء كورونا، بل أظهر قدرات عالية في التكيف مع ظروف الجائحة، إذ فاز بكل المباريات التي خاضها بعد عودة الدوري المحلي والأوروبي. لكن جماهير البافاري التي حرمت في الجزء الأخير من هذا الموسم، من متابعة المباريات مباشرة في الملاعب، تظل وفية لمعشوقها. في الصورة بعض مشجعي بايرن أمام أليانز أرينا قبل مباراة جمعته في الثامن من مارس آذار بنادي أوغسبورغ.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
جيل غنابري يطمح لمعانقة المجد مع بايرن
سيرج غنابري أحد أبرز صانعي انتصار بايرن على ليون الفرنسي، في نصف النهائي لدوري الأبطال، هو واحد من جيل ذهبي من الشبان الطامحين في تحقيق المجد مع بايرن في هذا الموسم. ويشكل بنيامين بافارد ولوكاس هيرنانديز مع غنابري ونيكلاس زوله وجوشوا كيميش وكينغسلي كومان وليون غوريتسكا الآن مجموعة رئيسية من اللاعبين الذين تبلغ أعمارهم 24 أو 25 عاماً.
صورة من: Getty Images/M. Lopes
فوز بطعم "لقب البطولة"
بفوزه الكاسح على برشلونة ميسي، ثمانية أهداف لاثنين، أكد بايرن ميونيخ مضيه قدما في هذا الموسم نحو نهائي أبطال أوروبا، بقيادة جيل جديد من النجوم، ومدربه هانز فليك الذي يطمح لقيادة بايرن إلى النجاح في لشبونة بعدما تعرض الفريق لأربعة إخفاقات لاذعة في المربع الذهبي للبطولة نفسها خلال السنوات القليلة الماضية وبالتحديد في 2014 و2015 و2016 و2018.
صورة من: picture-alliance/SVEN SIMON/F. Hoermann
"البطل" الذي لم يقهر في دوري الأبطال
في دوري أبطال أوروبا، حقق بايرن الفوز في جميع المباريات العشر من هذا الموسم، مسجلا 42 هدفا: ثلاثة أهداف نظيفة ضد ليون وثمانية (8-2) في مرمى برشلونة وسبعة فاز بها على توتنهام الإنجليزي (7-2) في دور المجموعات وأهداف الفوز الساحق 6 - صفر على فريق ريد ستار بلغراد في دور المجموعات أيضا. كما حقق الفريق الفوز 7-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب أمام تشيلسي الإنجليزي في الدور الثاني (دور الستة عشر).
صورة من: Getty Images/M. Hangst
قصة بايرن مع "ذات الأذنين"
منذ انطلاق دوري الأبطال عام 1955 (كأس أبطال الأندية آنذاك) خاض بايرن ميونيخ، عشر مباريات نهائية، وإذا نجح في التتويج بلقبه السادس الأحد 23 أغسطس/ آب 2020، فسيعادل رقم ليفربول الانجليزي مع ستة ألقاب في المركز الثالث وراء ريال مدريد الاسباني حامل الرقم القياسي (13 لقبا) وميلان الايطالي مع 7. وأحدث تتويج لبايرن بـ "ذات الأذنين" سنة 2013 مع جيل فرانك ريبيري وآرين روبن ومانويل نوير وتوماس مولر.
صورة من: picture-alliance/Sven Simon/F. Hörmann
الكأس للمرة العشرين
توج بايرن بلقب كأس ألمانيا مطلع يوليو/ تموز الماضي عبر الفوز الساحق على باير ليفركوزن بأربعة أهداف مقابل هدفين في المباراة النهائية التي جرت بدون جمهور. وحسم بايرن لقب الكأس للمرة العشرين ونال ثنائية الدوري والكأس للمرة الـ 13 بجانب فوزه باللقب المحلي الخمسين في تاريخه.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Hassenstein
هدف ليفاندوفسكي يحسم اللقب مبكرا
قبل نهاية البطولة بجولتين نجح بايرن ميونيخ في الفوز بلقب الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) لموسم 2019/2020. بعدما استطاع البولندي روبرت ليفاندوفسكي مساء الثلاثاء (16 يونيو/ حزيران) أن يسجل هدف الفوز والمباراة الوحيد أمام فيردر بريمن في الجولة 32 من البطولة.
صورة من: Imago Images/gumzmedia/nordphoto
بداية مخيبة
استهل بايرن ميونيخ حملة الدفاع عن لقبه بتعادل مخيب 2-2 أمام هيرتا برلين على أرض ملعبه "أليانز أرينا". وكان الفريق البافاري قريباً من الخسارة، إلا أنه نجح في اقتناص التعادل والحصول على نقطة واحدة فقط.
صورة من: imago/Sven Simon
استعادة التوازن
في الجولة الثانية من "البوندسليغا"، استعرض بايرن ميونيخ عضلاته، وحقق فوزاً عريضاً على حساب شالكه. عرفت المباراة تألق هداف الفريق روبرت ليفاندوفسكي، الذي أحرز "هاتريك" ليرفع الفريق البافاري رصيده إلى أربع نقاط، ويحتل المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الألماني لكرة القدم.
صورة من: picture-alliance/Fotostand/Ellerbrake
تعادل مُـر
في قمة الجولة الرابعة من "البوندسليغا"، سقط بايرن ميونيخ في فخ التعادل 1-1 أمام لايبزيغ العنيد. وتقدم البايرن في الشوط الأول بهدف أحرزه الهداف ليفاندوفسكي، بيد أن لايبزيغ نجح في إدراك التعادل وتصدر الدوري الألماني برصيد 10 نقاط.
صورة من: imago images/opokupix
سقوط مفاجئ
تعرض بايرن ميونيخ لخسارته الأولى في الدوري الألماني أمام هوفنهايم 1-2. وعاند الحظ بشكل كبير البايرن في تلك المباراة من الجولة السابعة في "البوندسليغا"، والتي استطاع فيها فريق بوروسيا مونشنغلادباخ احتلال الصدارة برصيد 16 نقطة.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
خماسية مذلة
سحق فريق آينتراخت فرانكفورت خصمه بايرن ميونيخ بخماسية كاملة برسم الجولة العاشرة من الدوري الألماني. الفريق البافاري كان تائهاً طيلة أطوار المباراة وعجز عن إيقاف هجمات فرانكفورت، الذي أذاق البايرن خسارة مذلة هي الأسوأ له منذ عام 2009.
صورة من: picture alliance/dpa/U. Anspach
إقالة كوفاتش
بعد يوم واحد فقط من الخسارة أمام آينتراخت فرانكفورت، أقال بايرن ميونيخ مدربه الكرواتي نيكو كوفاتش. وأكد الفريق البافاري في بيان له أن قرار التخلي عن كوفاتش أتى بتوافق بين إدارة الفريق والمدرب نفسه. وأسدل بذلك الستار عن تجربة كوفاتش التدريبية مع بايرن ميونيخ.
صورة من: Getty Images/Bongarts/A. Grimm
مدرب مؤقت
عين بايرن ميوينخ هانزي فليك مدربا مؤقتا للفريق خلفاً للمدرب المُقال نيكو كوفاتش. وأبدى المدرب الألماني سعادته الكبيرة بتعيينه على رأس الإدارة الفنية للفريق البافاري، مؤكداً أنه لم يفكر طويلا لقبول عرض تدريب الفريق الألماني العملاق.
صورة من: AFP/S. Schürmann
بداية رائعة
في مباراة المدرب هانزي فليك الأولى، كشر الفريق البافاري عن أنيابه، ودك شباك غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند برباعية نظيفة في قمة الجولة الحادية عشرة من "البوندسليغا"، لتكون تلك المباراة فرصة مواتية لهانزي فليك، من أجل تقديم أوراق اعتماده في عالم الساحرة المستديرة.
صورة من: imago images/kolbert-press
اقتراب من الصدارة
واصل بايرن ميونيخ عروضه القوية تحت قيادة هانزي فليك، وبدأ في الاقتراب أكثر فأكثر من الصدارة. فبرسم الجولة 17 حقق الفريق البافاري فوزاً مقنعا بثنائية نظيفة على حساب فولفسبورغ، ليصعد البايرن إلى المركز الثالث برصيد 33 نقطة، وبفارق أربع نقاط فقط عن المتصدر لايبزيغ.
صورة من: Imago/EIBNER/T. Weller
الصعود للقمة
في الجولة 20، تمكن بايرن ميونيخ من اعتلاء الصدارة بعد فوزه بـ 3-1 على ماينز. وظهرت لمسة المدرب هانزي فليك بشكل واضح على الفريق، الذي استطاع استعادة بريقه المعهود بعد بداية موسم مخيبة للآمال.
صورة من: Getty Images/Bongarts/A. Grimm
رد الصاع
واصل بايرن ميونيخ تحليقه وحيداً في صدارة "البوندسليغا" وحقق فوزاً عريضاً على آينتراخت فرانكفورت بـ 5-2. البايرن تسيد المباراة وكان الأفضل طيلة أطوارها ما مكنه من الفوز بنقاطها كاملة ورد الصاع لفرانكفورت، الذي تفوق على البايرن في النصف الأول من الموسم بخماسية مقابل هدف واحد.
صورة من: picture-alliance/Preiss/Witters
توسيع الفارق والاقتراب من اللقب
نجح بايرن ميونيخ في إلحاق الهزيمة بمطارده المباشر وغريمه التقليدي بوروسيا دورتموند. ويدين الفريق البافاري بالفضل في تلك المباراة ليوشوا كيميش، الذي سجل هدف المباراة الوحيد. وساعد هذا الفوز البايرن على توسيع الفارق مع بوروسيا دورتموند إلى سبع نقاط كاملة، والاقتراب بشكل كبير للغاية من تحقيق اللقب.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
ماكينة أهداف
تألق روبرت ليفاندوفسكي بشكل لافت للغاية هذا الموسم. مهاجم البايرن ينفرد بصدارة هدافي "البوندسليغا" برصيد 31 هدفاً حتى الآن. وساعدت أهداف "القناص" البايرن على الفوز بنقاط أكثر من مباراة مهمة في مسار التتويج بلقب الدوري الألماني لكرة القدم. إعداد: ر.م/ م.س