يعتبر انتحار اللاجئ السوري جابر البكر، الذي يشتبه في أنه كان يعد لاعتداء إرهابي، في زنزانته ضربة موجعة لجهود مكافحة الإرهاب. وستكون له عواقب سياسية وقضائية وحتى أمنية، حسبما يرى المحلل السياسي في DW مارسيل فورستناو.
إعلان
ستكون لهذا الانتحار عواقب سياسية وقضائية وستمس أيضا السلطات الأمنية. وإذا كان من السابق لأوانه توجيه الاتهامات لهذه الجهة أو تلك، فإنه ليس هناك أدنى شك بأن الأمر يتعلق بفضيحة حقيقية، خصوصا وأن القضية شابتها منذ البداية الكثير من التناقضات. للتذكير، فإن، المُعترف به كلاجئ، المشتبه بإعداده لاعتداء إرهابي السوري جابر البكر، تمكن في مرحلة أولى من الهروب بالرغم من حشد عدد كبير من قوات الشرطة. وفي نهاية المطاف نجح ثلاثة من مواطنيه السوريين في القبض عليه.
بعدها تنفست ألمانيا الصعداء، إذ بدا أنها تجنبت خطرا إرهابيا داهما حسب هيئة الاستخبارات. والآن هذه النتيجة: انتحار المتهم الرئيسي المشتبه به بصنع القنابل، أمام أعين السلطات القضائية. إن نجاحه في ذلك، كيفما كانت الظروف، يدعو للحيرة. وكان يجب أن يدخل في حسابات السلطات الأمنية أن الجابر قد تُساوره فكرة الانتحار.
وبوفاة البكر، غابت إمكانية استجواب المتهم الرئيسي في هذه القضية. كما أن احتمالات إدلائه بإفادات بشأن التهم الموجهة إليه ستبقى ضربا من التكهنات. وعلى كل حال، كان هناك بصيص من الأمل بهذا الشأن. ولربما كان بإمكان السلطات الأمنية الظفر بمعلومات تخص محركي الخيوط الخفية والداعمين الأساسيين في هذه القضية. مؤشرات كانت ستساعد على تجنب عمليات إرهابية أخرى مُخطط لها. يجب الاعتراف أن الأمر يتعلق هنا بمجرد تخمينات، لكنها مُحتملة.
وبغض النظر عن كل ما قيل، فمن الأرجح أن يكتسب البكر مكانة الشهيد في أوساط الإرهاب الإسلاموي. إذ سيَعتبر منطقهم المروع أنه بانتحاره، تمكن من التحرر من الكفار. وبالتالي، فموته هو عملية انتحارية حيث تنفجر عادة الأحزمة الناسفة، إلا أنه في حالة البكر، ولحسن الحظ، تمت العملية دون ضحايا أو سقوط أبرياء. ولكن التحقيقات قد تُسفر عن ضحايا آخرين من المسؤولين الأمنيين والسياسيين الذين فشلوا في مهامهم وسيفقدون مناصبهم، لأنه سيكون من الصعب تصور خيار آخر غير ذلك.
ألمانيا وشبح الإرهاب ـ إجهاض اعتداءات إرهابية
تكشف الأحداث في ألمانيا إلى أنه وفي السنوات الخمس الماضية تعرض كل هجوم إرهابي خطط له متطرفون إما للفشل أو الإجهاض، عدا الهجوم الذي نفذه في آذار/ مارس 2011، رجل ألباني قتل جنديين أمريكيين وأصاب آخرين.
صورة من: Reuters/F. Bimmer
أحبطت سلطات الأمن الألمانية هجوما كان "تنظيم داعش" يخطط لتنفيذه في البلدة القديمة بدوسلدورف عاصمة ولاية شمال الراين ويستفاليا غرب ألمانيا. وقال المدعي العام بمدينة كارلسروه إن السلطات ألقت القبض على 3 من المشتبه فيهم من سوريا الخميس (2 حزيران 2016 )، مشيرا إلى أن شخصا رابعا رهن الحبس الاحتياطي في فرنسا للسبب ذاته.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hitij
وفي شباط/ فبراير الماضي، تابعت الشرطة نشاط خلية إرهابية في العديد من الولايات الألمانية حيث اتخذت إجراءات فورية في كل من برلين وشمال الراين وستفاليا وسكسونيا السفلى. وتمّ توقيف أربع جزائريين مشتبه في قيامهم بالتخطيط لهجوم في برلين في مرحلة مبكرة، وفق السلطات الإتحادية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
في نيسان/أبريل 2015 تم إلقاء القبض على زوجين في مدينة أوبرأورزيل في وسط ألمانيا، بعد العثور على قنبلة أنبوبية في الطابق السفلي لمنزلهما. وثارت شبهات حول انتماء الزوجين للحركة السلفية. وواجه الزوج اتهامات بالتخطيط لعمل يحرض على الإرهاب في حين تمّ إسقاط التحقيق الخاص بالزوجة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
في ديسمبر 2012 تمّ العثور على عبوة ناسفة في كيس قماش في محطة القطار في بون. ورغم من أن المدعي العام افترض أنها محاولة لشن هجوم إرهابي، فإنه لم يتسن التأكد من هذا. وفي 2013 ألقي القبض على 4 من المشتبه بهم بتهمة التخطيط لهجوم على زعيم الحزب اليميني المتطرف الألماني من أجل ولاية شمال الراين ويستفاليا أو "برو إن آر في". ولا يزال الإرهابيون الأربعة المشتبه بهم قيد المحاكمة في دوسلدورف منذ سبتمبر.
صورة من: picture alliance / dpa
في أبريل2011 ألقى المحققون القبض على 3 من المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة بتهمة التخطيط لتفجير قنبلة في ألمانيا. وفي ديسمبر 2011، تم القبض على عضو رابع من هذه الخلية التي أطلق عليها اسم "خلية دوسلدورف". وصدرت ضد الأربعة جميعهم أحكاما بالسجن في 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
آذار/مارس 2011 لم تنجح الشرطة في إفشال هجوم، عندما قتل رجل من ألبان كوسوفو جنديين أمريكيين وأصاب اثنين آخرين بإصابات خطيرة في مطار فرانكفورت الرئيسي الدولي حيث صدر ضده حكم بالسجن مدى الحياة.
صورة من: AP
في محطة قطارات كولونيا وضع رجلان في يوليو 2006 حقيبتين بهما متفجرات داخل قطارات جهوية تسير بين مدينتي هام وكوبلينس. غير أن فتيل الحقيبتين لم يشتعل. وفي ديسمبر 2008 تمّ الحكم بالسجن المؤبد على واضع "حقيبة القنبلة" في كولونيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
في سبتمبر 2007 ألقي القبض على ما يُسمى "مجموعة زاورلاند". وفي 2010 صدرت أحكام بالسجن حتى 12 عاما ضد أربعة عناصر بتهمة التخطيط لاعتداءات إرهابية على مراقص ومطارات ومؤسسات أمريكية في ألمانيا.
صورة من: AP
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، ألغيت المباراة الودية التي كانت ستجمع بين المنتخبين الألماني والهولندي. وكشفت تقارير إعلامية داخلية أن قرار برلين جاء بناء على رسالة سرّية بعث بها مكتب الاستخبارات إلى وزير الداخلية تفيد بوجود عناصر تعد لهجوم إرهابي أثناء المباراة. وأبطلت السلطات مفعول قنبلة بمحيط الملعب.