أثار الرئيس ترامب في العربية السعودية بانتقاده اللاذع لإيران الكثير من الاهتمام والتأييد. وخلال زيارته إلى إسرائيل والمناطق الفلسطينية اتضح بشكل خاص انعدام رؤية سلام لديه، كما خلص راينر زوليش في تعليقه التالي:
إعلان
رسالة دونالد ترامب كانت في الرياض واضحة بما فيه الكفاية: العربية السعودية "خيِرة" وإيران "شريرة". وقد زود هذه الرسالة ليس فقط بكلمات وحركات. ترامب أراح مضيفه السعوديين من القضايا المحرجة حول حقوق الإنسان ومساواة المرأة والحرب في اليمن، وأبرم في المقابل صفقة أسلحة بالمليارات.
وللمقارنة ظل ظهور ترامب في إسرائيل والمناطق الفلسطينية بصفة لافتة مبهما. فهو كرر فعلا أيضا هنا شيطنته لإيران ـ لأن بهذا الموقف يمكن لترامب أن يحشد بصفة موثوقة الكثير من السعوديين وكذلك الإسرائيليين خلفه. ولم تكن في حقيبة ترامب رؤى حول السلام في " الأرض المقدسة". واكتفى بنشر أجواء مشجعة والتأكيد على العلاقات الخاصة للولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل، وما عدا ذلك تجنب إلى حد ممكن الاقتراب من أي جانب. الرئيس الفلسطيني محمود عباس ظل لهذا السبب يتوقع بلا جدوى صدور اعتراف صريح من الزائر بشأن حل الدولتين على غرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي انتظر صدور إشارة من ترامب لصالح القدس كعاصمة لإسرائيل غير "قابلة للتقسيم".
ترامب فضل ترك الأمر في حدود كلمات مجاملة، وقال:"بحزم وحل وسط والإيمان بأن السلام ممكن، بمقدور الإسرائيليين والفلسطينيين إحراز تفاهم بينهم". وأكد أنه يريد فعل كل شيء لبلوغ هذا الهدف. فيما الرؤى لها شكل آخر.
وهل يملك ترامب إطلاقا رؤية خاصة بالمنطقة؟ الزيارات التي قام بها إلى العربية السعودية وإسرائيل والمناطق الفلسطينية لا تكشف عن ذلك. ولكن في حال توفره على الأقل على فكرة سياسية، فإن السؤال المطروح هو: ما هي واقعية هذه الفكرة؟ ولاسيما هل ستؤدي إلى الهدف المنشود أم أنها بالأحرى خطيرة.
إيران الصورة العدائية
ما يمكن التعرف عليه بوضوح هو جهد ترامب في تكريس الصورة العدائية لإيران لتقوية العربية السعودية وكذلك إسرائيل كشريكين إقليميين للولايات المتحدة الأمريكية والتقريب بينهما استراتيجيا. وفي الحقيقة قد يخدم إشراك العربية السعودية في أحسن حال في إيجاد حل سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ـ لكن سيكون من الواجب على أطراف النزاع أن تتبنى حلول وسط مؤلمة لا يمكن فرضها في الوقت الحاضر في كلا الجانبين.
وبالنظر إلى إيران يكون من الخطير تقوية العربية السعودية بهذه الطريقة اللافتة وتسليحها. فليس فقط التأثير الإيراني، بل أيضا السعودي في المنطقة يجسد إشكالية في كثير من النواحي. وسياسة ترامب قد تؤجج أكثر العداوة السنية الشيعية في المنطقة إلى سباق في التسلح في المنطقة. وهذا مخالف كليا لأي رؤية سلام.
راينر زوليش
خمسون عاما على حرب الأيام الستة ـ القدس في الماضي والحاضر
مع دونالد ترامب يقوم رئيس أمريكي في هذا المنصب لأول مرة بزيارة حائط المبكى. والقدس تُعتبر أهم رمز للتوترات القائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فكيف تبدو هذه المدينة بعد خمسين سنة على حرب حزيران/ يونيو 1967.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
جبل الزيتون اليوم
السياح يستمتعون بمنظر جميل من جبل الزيتون المطل على المدينة القديمة للقدس. وهذا الارتفاع هو جزء من سلسلة جبلية شمال شرق وشرق المسجد الأقصى والمدينة القديمة. في الصورة يظهر بوضوح السور القديم للمدينة وقبة الصخرة
صورة من: Reuters/R. Zvulun
جبل الزيتون في الماضي
قبل 50 عاما تقريبا كان الوضع مختلفا: نظرة إلى سور المدينة وقبة الصخرة توحي بأن الصورة المأخوذة في 7 يونيو 1967 صورة من جبل الزيتون. هذه المجموعة من الجنود جعلت من جبل الزيتون أثناء حرب الستة أيام منطلقا لإصدار الأوامر.
صورة من: Government Press Office/REUTERS
مسجد الأقصى اليوم
المسجد الأقصى في المدينة القديمة للقدس يُعتبر أهم ثالث محج في الإسلام بعد مكة والمدينة. ويحتل الحرم القدسي مكانة هامة عند اليهود الذين يقولون بأن المكان كان يحتضن الهيكل الأول والثاني. وتحصل من حين لآخر توترات. وتتحمل إسرائيل منذ 1967 المسؤولية الأمنية، فيما تتولى مؤسسة إسلامية إدارة الشؤون المدنية والدينية.
صورة من: Reuters/A. Awad
المسجد الأقصى في الماضي
الأقصى هو أكبر مسجد في المدينة شُيد في بداية القرن الثامن. وتعتبر الباحة المحيطة به بحدائقها ونافوراتها وبناياتها القديمة أماكن مقدسة. ويتسع المسجد الأقصى لحولي 4.000 مصلي.
صورة من: Reuters/
باب دمشق اليوم
هذه البوابة المثيرة تفصل بين الحيين المسيحي والإسلامي. ومن يمر عبر الباب يجد نفسه داخل سوق عربية شعبية بأزقتها الضيقة. لكن المدخل الشمالي إلى المدينة القديمة بالقدس اكتسب شهرة حزينة: فباب دمشق يشهد منذ سنوات حصول اعتداءات دموية فلسطينية.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
باب دمشق سابقا
باب دمشق أخذ هذا الاسم، لأن الشارع يؤدي إلى اتجاه دمشق السورية، وهو من أقدم وأكبر أبواب سور المدينة الذي يعود للقرن الـ 16. ولم يتغير الكثير منذ أخذ هذه الصورة في يوليو 1967 باستثناء ضجيج السيارات والازدحام خارج السور.
صورة من: Reuters/
المدينة القديمة اليوم
أزقة متشعبة تحدد معالم الحي اليهودي والحي العربي والحي المسيحي والأرمني داخل المدينة القديمة للقدس، وهي محاطة بسور بُني بين 1535 و 1538 إبان حكم السلطان سليمان. وتم إعلان المدينة القديمة للقدس في 1981 المترامية على مساحة متر مربع ثراتا ثقافيا عالميا من قبل هيئة اليونيسكو.
صورة من: Reuters/A. Awad
المدينة القديمة سابقا
بعض الأشياء لا تتغير أبدا: فحتى بعد مرور 50 عاما على هذه الصورة من عام 1967 مازال شباب متجولون عبر الأزقة يبيعون حلويات محلية.
صورة من: Reuters/Fritz Cohen/Courtesy of Government Press Office
حائط المبكى اليوم
حائط المبكى الشهير هو أكبر مكان مقدس عند اليهود. هنا تُقام الصلوات مع الفصل بين الجنسين. ويتم قراءة صلوات أو خزن أوراق الأمنيات في شقوق الحائط، وكذلك من طرف أشخاص من ديانات أخرى. إمكانية عملية: هذا يمكن القيام به عبر الانترنيت، إذ يتم طبع تلك الأماني على الورق في القدس ويتم وضعها في شقوق حائط المبكى.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
حائط المبكى سابقا
الصورة من الأول سبتمبر 1967 تُظهر إسرائيليين أمام حائط المبكى، وهو يُسمى أيضا الحائط الغربي. وكان بالإمكان في تلك الفترة المرور مجددا إلى الحائط بعدما كان قبلها طوال 19 سنة تحت رقابة أردنية.
صورة من: Reuters/Fritz Cohen/Government Press Office