وجهة نظر: حراك وتغيير في خريطة المسلمين في ألمانيا
٣ فبراير ٢٠٢٢
مع كل دورة برلمانية في ألمانيا يعقد مؤتمر للإسلام تحت رعاية وزارة الداخلية. هذه المرة سيعقد المؤتمر متزامناً مع قرار مهم اتخذه المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، بحسب ما يرى كريستوف شتراك.
إعلان
خبر قصير سريع، لكنه يتضمن خطوة مهمة: المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا ZMD يُسقط عضوية جمعية "التجمع الإسلامي الألماني" DMG. وبهذا ينهي المجلس الذي تأسس عام 1993 ويعتبر أهم مظلة للجمعيات الإسلامية في ألمانيا، علاقته بواحدة من الجمعيات التي شاركت في تأسيسه.
في بيان مقتضب لم يذكر المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا الأسباب وراء قراره، ولم يذكر سوى أنه قرر خلال الجمعية العامة لممثليه التي انعقدت افتراضيا في الثالث والعشرين من شباط/ فبراير الجاري، استبعاد جمعية "التجمع الإسلامي الألمانيDMG وأعضائها، مشيراً إلى أن طلباً بهذا الخصوص حصل على تأييد أغلبية الثلثين التي تشترطها اللائحة التأسيسية. الأمر ترك حيزاً كبيراً للتكهنات. قد يكون أن جمعية "التجمع الإسلامي الألماني" امتنعت عن تقديم توضيحات بهذا الشأن، إلا أنه يبقى من المهم هنا أن هذه الجمعية تُحسب منذ مدة طويلة على جماعة الإخوان المسلمين وتقع تحت مراقبة هيئة حماية الدستور الاتحادية.
انفصال عن شريك صعب
جمعية"التجمع الإسلامي الألمانيDMG ليست الجمعية الوحيدة الإشكالية في المجلس المركز للمسلمين بألمانيا، فهناك المركز الإسلامي في هامبورغ IZH، المراقب من قبل هيئة حماية الدستور وحكومة هامبورغ بسبب قربه من القيادة الإيرانية.
قرار المجلس هذا يمكن اعتباره نقطة تحول مهمة رغم أنه قرار الاستبعاد ليس بالقرار السهل. فمن كان عضواً ناشطاً في حزب ما أو جمعية ما، يعلم جيداً الصعوبة القانونية لاستبعاد أعضاء أو جماعة داخلية من داخل الجمعية.
المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا استبعد عضواً إشكالياً من أعضائه، وهذا ربما يسهل الحوار أكثر. كما أن خارطة جمعيات المسلمين في ألمانيا، حيث يعيش أكثر من خمسة ملايين مسلم، في حالة تغير مستمر. والبحث يبقى جارياً عن شريك جاد وموثوق فيه للحوار مع الدولة والمجتمع.
أخيراً وليس آخراً، يمثل التطور الحالي حجة لاستمرار مؤتمر الإسلام في ألمانيا، الذي يريد تحقيق تقدم في عملية التوضيح واستكشاف المسار المستقبلي. قبل نحو أسبوعين أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر عن رغبتها في الإبقاء على انعقاد المؤتمر الذي ما برح ينعقد سنوياً منذ 2006، وعن "بث المزيد من الحياة فيه".
وتحدثت عنه كـ "منتدى مركزي للحوار مع المسلمين". وربما يصب في صالح الوزيرة أنها لسنوات عدة شاركت في العملية السياسية في ولاية هيسن التي تتميز بتواجد منتديات عدة للحوار.
ماذا تريد الوزيرة؟
بعد الانتخابات البرلمانية عام 2017، استغرق عقد مؤتمر الإسلام مجدداً نحو 14 شهراً. فترة طويلة للغاية، نظراً لأن تحقيق النجاح في المؤتمر يرتبط بعقده مع الدورات الانتخابية.
واحد من أهم الخبراء في هذا المجال، ماركوس كيربر، الذي انتقل من وزارة الداخلية إلى فريق رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي الجديد فريدريش ميرتس. عمل كيربر سابقاً وكيلاً لوزارة الداخلية الألمانية، وشارك بفاعلية في التأسيس لأول مؤتمر للإسلام وعقده تحت قيادة وزير الداخلية الأسبق فولفغانغ شويبله في عام 2006، وبعد انصرافه إلى القطاع الاقتصادي لفترة، عاد عام 2017 إلى العمل على هذا الموضوع في وزارة الداخلية من جديد.
الآن لا يمكن المبالغة في أهمية كيفية قيام الوزيرة فيزر بتوظيف الجهات المختصة في وزارتها للعمل على هذا الموضوع وكيفية ترجمة خططها على الأرض الواقع. لكننا نأمل في أن تكون أسرع من سلفها هورست زيهوفر في عام 2018.
كريستوف شتراك
يوم المسجد المفتوح في ألمانيا... تراجع عدد الزوار والسبب ليس كورونا فقط!
قبل 25 عاما أطلق مسلمو ألمانيا فعاليات "يوم المسجد المفتوح" واختاروا له يوم الوحدة الألمانية (الثالث من تشرين أول/ أكتوبر) من كل عام، حيث تفتح المساجد أبوابها أمام الزوار للتعريف بالإسلام، لكن عددهم تراجع قليلا هذا العام
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
منذ عام 1997، تقام فعالية "يوم المسجد المفتوح" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية. واختيار هذا اليوم بالذات لم يأت مصادفة، فالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يود في هذا اليوم أن يؤكد على "أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية بالإضافة إلى التعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في ألمانيا".
صورة من: Fabien Sommer/dpa/picture alliance
انطلق يوم المسجد المفتوح هذا العام تحت شعار "المساجد أمس واليوم".وبحسب بيانات مجلس شؤون المسلمين بألمانيا، تشارك نحو ألف جمعية تشرف على مساجد على مستوى ألمانيا في فعاليات هذا اليوم. وبدأت الفعالية الأكبر التي تضم كثيرا من الضيوف من أوساط سياسية ومجتمعية في المسجد المركزي بمدينة كولونيا غربي ألمانيا التابع لاتحاد "ديتيب" الإسلامي التركي.
صورة من: Eman Helal/dpa/picture alliance
ألقت جائحة كورونا بظلالها على فعاليات "يوم المسجد المفتوح" في ألمانيا العام الماضي.عندما أصدرت الحكومة في مارس/ آذار 2020 ما يعرف بقيود كورونا، أغلقت حتى دور العبادة بما فيها المساجد أبوابها. لكن بعد تخفيف القيود في مايو/ أيار، سمح بالعودة للمساجد بشروط من بينها ارتداء الكمامة والتابعد لمسافة 1٫5 متر بين كل شخص في المسجد.في في هذه الصورة يظهر جليا قلة أعداد الزوار وتباعدهم عن بعضهم البعض.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture-alliance
في مسجد الشهداء Sehitlik في حي نويكولون في برلين، تحدث رئيس جمعية المسجد ،عقوب آيار، عن حوالي 1500 إلى 2000 زائر هناك. في ظل إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، تم ننظيم جولات في المساجد فضلا عن معرض للصور والموسيقى. على الرغم من استمرار تداعيات جائحة كورونا على هذه الفعالية، أبدى رئيس الجمعية رضاه عن عدد الزوار هذا العام. قبل الوباء، كان هناك حوالي 4000 إلى 5000 زائر.
صورة من: Fabien Sommer/dpa/picture alliance
غير أن رئيس المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا، أيمن مازيك، قال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن عدد الجاليات المشاركة-وكذلك عدد الزوار - تراجع بعض الشيء خلال الأعوام الماضية. وأشار إلى أن ذلك لا يرتبط فقط بظروف تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، ولكنه يرجع إلى وجود مخاوف أمنية لدى بعض الجاليات.
صورة من: Eman Helal/dpa/picture alliance
الجاليات الإسلامية تريد في هذا اليوم أن تقرب الزوار من الإسلام أكثر، واختارت المساجد كأفضل مكان للالتقاء، فالمساجد ليست مكاناً للصلاة فقط، بل ويتم عقد اللقاءات والندوات بها أيضاً.
صورة من: Eman Helal/dpa/picture alliance
معظم المساجد تقدم جولات في هذا اليوم، وتظهر الصورة إحدى تلك الجولات في مسجد في بلدة هورت التابعة لمدينة كولونيا، حيث يتلقى الزوار معلومات عن العمارة والتاريخ والحياة اليومية في المساجد التي تعتبر أهم ملتقيات الجاليات الإسلامية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
من بين المساجد المشاركة في هذه الفعالية، المسجد المركزي في مدينة دويسبورغ. هو من أكبر المساجد في ألمانيا، وتم افتتاحه عام 2008. يشارك المسجد في نشاطات تدعم الاندماج في المدينة. في يوم المسجد المفتوح، يتيح المسجد لزواره، بالإضافة للجولة، فرصة مشاهدة صلاتي الظهر والعصر، بالإضافة إلى تقديم الشاي لهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
يتعرف الزوار على الإسلام أكثر ابتداء من اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى مكان الصلاة، كما يشاهدون كيف يتوضأ المسلمون. ويقوم المسجد المركزي في كولونيا بتوضيح بعض الطقوس والقواعد للزوار في يوم المسجد المفتوح.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد الأزرق في هامبورغ، الذي أخذ اسمه من المسجد الأزرق في إسطنبول، لا يقع على البوسفور، بل على نهر ألستر! وهو رابع أكبر مسجد في ألمانيا. في عام 2016 وفي يوم المسجد المفتوح، رسم الفنان حسن روح العالمين "مذبحة كربلاء"، ذات الأهمية الكبيرة في المذهب الشيعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Scholz
أبواب المساجد لا تفتح في يوم المسجد المفتوح فقط، وإنما هناك فرصة لتبادل الزيارات في يوم الكاثوليك أيضاً، كما في مسجد يافوز السلطان سليم بمانهايم، حيث قامت الراهبات وطالبات الدين من كنيسة مريم العذراء المقابلة للمسجد بجولة تعرفن فيها على الإسلام بشكل أقرب.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويتيح يوم المسجد المفتوح للزوار مشاهدة المصلين عند تأدية الصلاة ولو لمرة واحدة. ورغم أنه لا يمكن للزوار دخول مكان الصلاة إلا أنهم يمكن أن يتابعوا الصلاة من أماكن تطل عليها، كما يظهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
مسجد فضل عمر في هامبورغ والذي تم افتتاحه عام 1957 لديه شيء للجميع في يوم المسجد المفتوح، حيث تقام فيه ورشات عمل للرسم والخط العربي، بالإضافة إلى معرض يمكن فيه القيام بـ"رحلة عبر الزمن الإسلامي". كما يقدم الرعاية للأطفال، ومشروبات منعشة لراكبي الدراجات خلال استراحتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniel Reinhardt
وفي مدينة دريسدن أيضاً تدعو المساجد الناس للتعرف على الإسلام وإلى التبادل الثقافي. وقد أطلق مسجد المصطفى في المدينة برنامجاً يتم فيه تقديم القهوة للزوار إضافة إلى محاضرات توضيحية عن الإسلام.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
وبعد الجولة في يوم المسجد المفتوح، يمكن للزوار أن يستمتعوا بوجبات من جميع أنحاء العالم. وقد قدم مسجد شهيتليك (جامع الشهادة) في حي نويكولن ببرلين تشكيلة واسعة من الأطباق لزواره خلال السنوات الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
إلى جانب الفعاليات والنشاطات المختلفة التي يشهدها هذا اليوم، قد يحصل الزوار أحياناً على بعض الهدايا الرمزية والتذكارية في يوم المسجد المفتوح، على مثل هذه المَسبَحة. يشار إلى أنه يعيش في ألمانيا نحو 5.5 مليون مسلم. ويعيش أغلبهم بشكل كبير في ولاية شمال الراين-فيستفاليا، التي تقع بها مدينة كولونيا.