1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: خيارالغرب بين الطاعون والكوليرا

إنغو مانتويفل
٢٩ سبتمبر ٢٠١٥

لأول مرة منذ عشر سنوات يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تحدث فيه عن موقفه من الأزمة في سوريا. وقد تضع هذه المواقف الغرب أمام مأزق كبير، كما يرى الكاتب إنغو مانتويفل.

New York UN Gipfel Rede Wladimir Putin
صورة من: Reuters/M. Segar

من اعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتكلم في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن حل روسي وسط لحل الأزمة في سوريا وأنه قد يتراجع، ولو نظريا، عن دعم الحاكم بشار الأسد، فسيكون مخطئا في ذلك. الرئيس الروسي صرح في خطابه أن موسكو ستدعم التحالف الدولي المقترح من قبل مجلس الأمن ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي في سوريا، ولكن فقط من خلال التعاون مع نظام الأسد.

لا سبيل لحل دون الأسد

ليس هناك من شك أن بوتين لن يترك الأسد يسقط – لا في الوقت الحالي ولا مستقبلا. إنها قضية مبدأ، حيث إن بوتين، وكما يقول، يقف ضد أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لأية دولة. ولا يعكس ذلك خشية روسيا على شريكها، الأسد، في الشرق الأوسط، وإنما يسعى بوتين بذلك ولاشك إلى التصدي لكل انتقاد من الغرب لنظام حكمه في روسيا والمثير للجدل.

وعندما يشجب بوتين ما يصفه ب "الإدانة الواضحة لكل تدخل خارجي" فهو لايقصد بالطبع قيام موسكو بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية من قبل روسيا المنافي للقوانين الدولية ولا يقصد به دعم موسكو للانفصاليين في شرق أوكرانيا.

كاتب التعليق: إنغو مانتويفل

بموقفه هذا يجبر الرئيس بوتين الغرب على الاختيار بين الطاعون والكوليرا في الأزمة القائمة في سوريا ويعني ذلك أن تقبل الولايات المتحدة وأوروبا الأسد كشريك فعلي في الحرب ضد إرهابيي تنظيم "داعش". إن ذلك لا يؤدي الى استقرار نظام الأسد الحاكم في سوريا فحسب، بل سيمنح روسيا دورا مهما في التأثير على السياسة الدولية. وسيؤدي الى إفشال سياسة العقوبات التي ينهجها الغرب لعزل روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا المجاورة.

استمرار الأوضاع هو البديل؟

وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع بوتين فسيستمر الوضع الحالي في سوريا على ما هو عليه، دون تغيير: فالحرب الشرسة في الشرق الأوسط أجبرت ملايين الناس على الهروب، وأكثرهم توجهوا على الأغلب إلى مناطق وسط أوروبا. أما بالنسبة للحل الثالث والذي يتجلى في إرسال قوات عسكرية غربية لسوريا دون تفويض من قبل مجلس الأمن، فإن ذلك أمر لا يريد التفكير به أي أحد في العواصم الغربية.

ليس هناك إذن من خيار سهل للغرب، الذي لا يريد أن يعترف بضعفه. لقد انتهى زمن التدخل الأمريكي الأحادي الجانب في الشرق الأوسط ، وهذا ما أوضحه الرئيس أوباما في كلمته أيضا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW