1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: سياسة التعقل تنتصر في الرياض والدوحة

٧ يناير ٢٠٢١

براغماتية في الخليج: فبعد أكثر من ثلاث سنوات من الخلاف تلتقي مجددا العربية السعودية مع قطر. وبات واضحا الآن لكلا البلدين أن النزاع كانت له نتائج عكسية وغير مجد، كما يعتقد كرستين كنيب خبير شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة DW.

Saudia-Arabien | Begrüßung Mohammed bin Salman und Tamin al-Thani
صورة من: SAUDI TV/REUTERS

طوال ثلاث سنوات ونصف لم يتبادل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أطراف الحديث، على الأقل في العلن. والثلاثاء (الخامس من يناير/ كانون الثاني 2021) تعانق الاثنان في مطار مدينة العلا بشمال غرب الممكلة، ليعلنا عن نهاية رسمية للنزاع. وصول الأمير تميم إلى السعودية لحضور اجتماع لمجلس التعاون الخليجي ـ شيء مختلف عن أن يكون بديهيا، بعد سنوات الحصار الذي تبنته العربية السعودية متبوعة بالبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر في صيف 2017 ضد الإمارة الخليجية.

وجهود الوسطاء في عمان والكويت يبدو أنها قابلت صعوبات أقل على الجبهة المتصلبة. وهذا ليس فقط لأنه في الأسابيع الأخيرة ضغط وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو المنتهية ولايته ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر من أجل تحقيق تقارب، بل أيضا لأنه في غضون أيام قليلة سيشغل مقعد الرئاسة بالبيت الأبيض رئيس أمريكي جديد تربطه مع العربية السعودية علاقة أقل حميمية من سلفه. وأثناء الحملة الانتخابية وصف جو بايدن العربية السعودية بـ"شخص منبوذ". إذن؛ حان الوقت بالنسبة إلى السعودية لتحسين العلاقات مع الحكومة الأمريكية الجديدة.

سياسة تأتي بنتائج عكسية

وليس فقط الأسلوب الجديد للرئيس الأمريكي الجديد الذي قد يدفع لاسيما العربية السعودية لإنهاء النزاع. بل أكثر من ذلك يبدو أن المسؤولين في الرياض توصلوا منذ مدة إلى قناعة أن الحصار يمثل بوجه الخصوص شيئا واحدا وهو أنه يأتي بنتائج عكسية.

والعربية السعودية لم تنجح في دفع قطر إلى التخلي عن علاقتها الجيدة مع ايران، المنافس الرئيسي للرياض في المنطقة. كما لم تقطع العلاقات أيضا مع الإخوان المسلمين، الذين لا تتكلم الرياض بخير عن نهجهم الاجتماعي الثوري، المغلف بغطاء ديني.

كرستين كنيب، خبير شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة DW صورة من: Wilma Knipp

كما أنه تم التوصل في العاصمة السعودية إلى قناعة أن العلاقة المتوترة مع قطر ليس من ورائها منفعة. لأن الصواريخ التي سقطت في صيف 2019 على المنشآت النفطية لشركة الطاقة السعودية "أرامكو" لم تُطلق من قطر، بل كانت في مجال مسؤولية إيران. وتخلى الولايات المتحدة الأمريكية عن الرد على تلك الهجمات بالقوة المرغوب فيها من طرف الرياض، كشف أيضا أن المملكة لا يمكن لها أن تعول على "حماية مضمونة" من قبل القوة الأمريكية. إذن، لماذا إيجاد جبهة مكلفة إضافية حتى ولو أنها بقيت هادئة عسكريا؟

كما تم التوصل إلى قناعة أن محاصرة قطر تساهم في تجنب العقوبات الأمريكية ضد إيران. لأنه بما أن الإمارة منذ صيف 2017 لا يحق لها استخدام المجال الجوي للعربية السعودية وحلفائها، فإن طائرات الإمارة تطير عبر إيران التي تطلب تعويضات مالية مكلفة مقابل هذه الخدمة وتعتبر هذه السيولة المالية تعويضا صغيرا على العقوبات.

شركاء بدلا من أعداء

وفي المقابل تفضل قطر استثمار الأموال المصروفة على رخص التحليق الإيرانية في الاستعدادات الجارية لاستضافة كأس العالم لكرة القدم التي تقام في الدوحة العام القادم. ومن وجهة نظر طرفي النزاع الرئيسيين، فإن وضع حد للتوترات سيفيد الجانبين. والتوافق لن يخدم شبه الجزيرة الخليجية فقط، بل سيصب في مصلحة الثقافة السياسية للمنطقة برمتها. فالبراغماتية السياسية، كما يلقن الدرس، تقود إلى أبعد من مجرد عراك عنيد مع خصم مفضل، يتضح منه بعدها تماما أنه ربما يكون مشكوكا فيه كشريك.

كرستين كنيب

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW