1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: سياسة الخطوات الصغيرة كحل للمأزق اليوناني

Fuchs Richard Kommentarbild App
ريتشارد فوكس
٧ يوليو ٢٠١٥

صوت اليونانيون ب "لا" على خطة الإنقاذ الأوروبية المشروطة بإجراء إصلاحات. وقد يبدو ذلك وكأنه هزيمة لسياسة الإنقاذ التي تنهجها المستشارة ميركل بهذا الشأن، لكن ريتشارد فوكس يرى أن هناك أبعادا أخرى عند التمعن في الموضوع.

صورة من: picture-alliance/dpa/Wolfgang Kumm

تبدو أنغيلا ميركل بعد تصويت اليونانيين ضد خطة الإنقاذ الأوروبية، وكأنها أمام أكوام خراب، فقد عملت المستشارة الألمانية خلال عدة شهور للحيلولة دون انزلاق اليونان لحافة الإفلاس، من خلال تقديم مساعدات مالية من طرف الاتحاد الأوروبي ولكن مشروطة بضرورة القيام بإجراءات إصلاحية.

ورفعت ميركل عند الحديث عن الملف اليوناني شعار: "تقديم المساعدة مقابل القيام بالإصلاحات" ووافقها رؤساء دول وحكومات منطقة اليورو الـ 18 على ذلك، باستثناء اليونان، التي اعتبرت أن سياسة الإنقاذ الأوروبية تجاهها نهج"مذل" لها.

مفاوضات صعبة لكن ضرورية

هل عملت سياسة ميركل الأوروبية على تأخير مرحلة الإفلاس إذن؟ وهل كانت الرغبة في عقد الجولات التفاوضية المتتالية تشير في واقع الأمر إلى وجود ضعف سياسي؟ العكس تماما هو الصحيح، لأن البحث عن حلول وسط قابلة للتنفيذ على نطاق الاتحاد الأوروبي انبثق عن ذلك الضعف الذي عبره نجح الاندماج الأوروبي لأكثر من 60 عاما.

ليس من الغريب إذن أن ندرك أن مسار الاتحاد الأوروبي أنتج أزمات متواصلة وإفلاسات وأيضا فضائح. كما ليس من الصعب أيضا أن ندرك أن أزمة الديون اليونانية تجاوزت حقا كافة الأزمات الدبلوماسية التي عرفها الاتحاد الأوروبي حتى الآن.

لكن الأزمة اليونانية أيضا لا تغير شيئا في المبدأ القائل بأن أوروبا لن تكون ناجحة إلا كوحدة متكاملة. وقبل إجراء الاستفتاء في اليونان أكدت ميركل على أن "المخرج أمر ممكن دائما عندما تكون هناك عزيمة". والآن يتوجب تذكيرها بأن الإيمان بقدرة أوروبا على التوصل لنتائج قابلة للتنفيذ بالنسبة للجميع من خلال مفاوضات تبدو طويلة ، هو بمثابة الصمغ الذي يحافظ على تماسك البنية الأوروبية. وينطبق هذا الأمر أيضا على مثل هذه الحالة المرتبطة بمبالغ مالية كبيرة.

فهل فرغت أنبوبة الصمغ فجأة عند الحديث عن اليونان؟ الكثيرون يعتقدون أن "ساعة الصفر" في الأزمة اليونانية قد حانت، وهو الوقت الذي يجب على ميركل أن تحدد فيه موقفها بوضوح: أمازالت القواعد الأوروبية قائمة أم لا؟

وتوضح نظرة سريعة للوضع أنه حتى لو كانت الحكومات اليونانية السابقة هي التي ارتبطت في الماضي بخروقات لقوانين الاتحاد الأوروبي، إلا أنها لم تكن الطرف الوحيد الذي ضرب عرض الحائط بالقواعد المشتركة. وبقدر ما تكون أوروبا في حاجة إلى قواعد فهي تحتاج أيضا إلى ضرورة وجود روح أوروبية قادرة على التفاهم حتى في أصعب المواقف.

ريتشارد فوكس يحلل الأزمة اليونانية وتأثيرها على المشروع الأوروبي

صبر بلا حدود

هل يعني هذا إذن أنه من الضروري إجراء مفاوضات كيفما كان الثمن؟ هذا النداء ليس ورقة على بياض للساسة غير المسؤولين ممن يفتقرون للرؤية المستقبلية والعقلانية، لكنه بمثابة جرس إنذار لأولائك الذين يعملون من أجل البحث عن حلول سريعة للخروج من الأزمة اليونانية.

الخروج عن الطريق السياسي المسدود أمر صعب لكن خطوات صغيرة على طريقة ميركل، تبدو هنا مناسبة للغاية. فاهتمام أعضاء الكيان الأوروبي ببعضهم ومراعاة بعضهم البعض هو جزء متأصل في منطقة اليورو ولايتناقض مع النداءات المطالبة بالسير على طريق المبادئ واحترام القوانين من طرف الجميع.

قد لا يبدو هذا التصور جذابا من الناحية السياسية ، حيث ليست له شعبية قوية، خاصة في زمن يغلب عليه الجانب المالي، غير أنه يشكل جزءا من الحقيقة التاريخية للمشروع الأوروبي.

أوروبا واليونان بحاجة لبعضهما البعض، وهو ما يحتم ضرورة الإقدام على مفاوضات جديدة. لكن قبل بدء هذه المفاوضات، يتعين على الطرفين أن يتحليا بالشجاعة للإقرار بالأخطاء التي تم ارتكابها حتى الآن، وهو أمر يتطلب شجاعة إظهار نقاط الضعف بالنسبة للطرفين. إنها الإمكانية الوحيدة لإعادة استخدام الصمغ الذي يساعد على تماسك المشروع السياسي الأوروبي والمتمثل في العزيمة من أجل الوصول لحلول وسط.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW