قرار المدير التنفيذي لتويتر بمنع الدعايات السياسية "صحيح" لأنه يظهر أن المنصة تتحمل المسؤولية الاجتماعية، كما يقول الصحفي في DW مارتن مونو. ويرى مونو أن على وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى أيضاً أن تسير على خطى تويتر.
إعلان
صدمة من تويتر. لقد أعلن المدير التنفيذي للشركة، جاك دورسي، أنهم لن يقبلوا الدعايات السياسية اعتباراً من 22 تشرين الثاني/ نوفمبر. وبجملة "نحن نعتقد بأن وصول الرسائل السياسية يجب أن يكون مكتسباً، لا أن يتم شراؤه"، التي نشرها دورسي على حسابه الذي يحمل اسمه الأول "جاك"، وأتبعها بسلسلة من التغريدات المتعلقة بهذا القرار. في تغريداته، أوضح جاك شيئين: الأول فعالية الدعايات المدفوعة على تويتر من جهة، ومخاطرها التي يجب على وسائل التواصل الاجتماعي أن تتعامل معها من جهة أخرى. ومن المخاطر التي ذكرها دورسي: "إرسال الرسائل بطريقة آلية من خلال حسابات وهمية مبرمجة مسبقاً، والاستهداف الدقيق (للناخبين من جانب الأحزاب السياسية) بالإضافة إلى المعلومات المضللة التي لم يتم التحقق منها، واستخدام تقنيات التزييف العميق (التلاعب بالصور ومقاطع الفيديو لخداع الناس). كل ذلك بسرعة وتعقيد متزايدين وعلى نطاق واسع".
قواعد جديدة تشمل السياسيين أيضاً
يعد الحظر المفروض على الدعايات السياسية خطوة أخرى للحد من انتشار المحتوى المضلّل والمحرّض والمسيء على تويتر. فمنذ أسبوعين فقط، اعتمدت المنصة قواعد جديدة تشمل إمكانية حذف التغريدات التي تحتفي بالإرهاب أو تهدد بالعنف أو التي تنتهك الخصوصية والحياة الخاصة. وتُمكّن القواعد الجديدة أيضاً من معاقبة السياسيين الذين لا يلتزمون بالقواعد، من خلال اتخاذ إجراءات مثل تعطيل القدرة على إعادة نشر تغريداتهم أو الإعجاب بها (من قبل المستخدمين).
القواعد الجديدة لم تأتِ مصادفة، في وقت تستعد الأحزاب السياسية الأمريكية لحملة الانتخابات الرئاسية لعام 2020، والتي يتوقع أن تكون معركة حامية الوطيس. وقد أدان فريق الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي والمغرد الدائم دونالد ترامب القيود المفروضة من قبل تويتر على السياسيين باعتبارها فعلاً من الرقابة و"الغباء". الدور الهام والبارز للحقيقة
كلا القرارين اللذين اتخذهما تويتر صحيحان، ليس فقط من الناحية الأخلاقية، إذ يظهران أن المدير التنفيذي لإحدى أهم شبكات التواصل الاجتماعي مستعد لتحمل المسؤولية الاجتماعية. بل إن القرارين ذكيان أيضاً. فدورسي يتخلى عن إيرادات بعض الإعلانات، لكن بدرجة ضئيلة، إذ أن إيرادات الدعايات السياسية لا تشكل سوى جزء ضئيل من الإيرادات الكلية لتويتر.
الثمن الرمزي للتوجه الجديد لدى تويتر هو أعلى من ذلك بكثير. فمن خلال تشديد القواعد وحظر الإعلانات السياسية، يضع دورسي وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وخصوصاً فيسبوك، تحت الضغط. فالرئيس التنفيذي لفيسبوك، مارك زوكربرغ، يتبع سياسة معاكسة، إذ أكد مراراً وتكراراً أنه لا يهتم ما إذا كان المحتوى المنشور على الفيسبوك صحيحاً أم خاطئاً، أو فيما إذا كان ذلك المحتوى دعاية مدفوعة أم منشوراً عادياً.
بالإضافة إلى ذلك، تريد فيسبوك أن توفر مكاناً لموقع "برايت بارت" اليميني المتطرف والذي ينشر البروباغندا، في خدمتها الإخبارية "عالية الجودة" التي ستطلقها قريباً في الولايات المتحدة. هذا ما يفهمه زوكربيرغ من حرية التعبير. لكن هذه العلاقة بين حرية التعبير والتقنية الحديثة تستطيع تدمير مجتمعاتنا الليبرالية. ولكي نستطيع أن نكون مواطنين مثقفين ومستنيرين ونتخذ القرارات الانتخابية المنطقية، علينا أولاً أن نعرف بالضرورة فيما إذا كانت الرسالة (السياسية) صحيحة أم خاطئة. إن معرفة ذلك والتصرف على أساسه هو ما يميز جاك دورسي. إنها ليست خطوة ثورية، لكن يمكن أن تكون بداية لجعل وسائل التواصل الاجتماعي أكثر حضارية. ولذلك شكراً لتويتر، وشكراً لجاك!
مارتن مونو
شركات عملاقة تقاطع فيسبوك!
مع تزايد الدعوات لمقاطعة فيسبوك بعد كشف فضيحة انتهاك الخصوصية، أعلنت شركات كبيرة أنها ستتخلى عن استخدام الموقع نهائيا أو مؤقتا. ولكن فيسبوك قالت إنها لم تلاحظ وجود عدد كبير من المقاطعين ووعدت بتحسسين أدائها وتصبح أفضل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/T. Camus
بلاي بوي
قالت شركات بلاي بوي إنها ستغلق صفحاتها على موقع فيسبوك، مع تزايد الفضيحة المحيطة بالموقع. وأوضحت بلاي بوي أنها واجهت العديد من الصعوبات في النشر على فيسبوك. وأضافت أن فضيحة الخصوصية كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بعد فترة طويلة من المشكلات التي تعرضت لها بسبب قواعد فيسبوك الصارمة في عرض الصور العارية. وقد تفاعل نحو 25 مليون مستخدم مع صفحة بلاي بوي على الفيسبوك.
صورة من: Getty Images/J. Kempin
سبيس إكس وتيسلا
قال رجل الأعمال الملياردير إلون ماسك، أحد كبار المستثمرين في شركة تيسلا لتصنيع السيارات الكهربائية ومنتج صواريخ سبيس إكس، على تويترإنه سيحذف حسابات "فيسبوك" الخاصة بالشركتين. وقد بدا هذا القرار عفوياً بعد أن كتب ماسك أنه "لم يدرك" وجود حساب لـ "سبيس إكس" على فيسبوك. وكان للشركتين حوالي 2.6 مليون متابع قبل حذف حسابها.
صورة من: Reuters/T. Baur
موزيلا
أوضحت الشركة التي تقف وراء متصفح الويب الشهير فايرفوكس في بيان لها إنها "أوقفت مؤقتاً" إعلاناتها على فيسبوك. وأكدت أنها لن تحذف الحساب تماما على فيسبوك. لكنها ستتوقف عن نشر تحديثات منتظمة على حسابها. وقالت "عندما يتخذ فيسبوك إجراءات أقوى في البحث وراء مشاركة بيانات العملاء ... سنفكر في العودة".
صورة من: LEON NEAL/AFP/Getty Images
مصرف "كومرتس بنك"
أعلن مصرف "كومرتس بنك، أحد أكبر المصارف في ألمانيا، أنه توقف مؤقتاً عن نشر إعلاناته على فيسبوك. ونقلت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية عن مسؤول العلامة التجارية للشركة قوله "إننا سنأخذ استراحة (سوقف) إعلاناتنا على فيسبوك. وإن حماية البيانات والحفاظ على العلامة التجارية الجيدة أمر مهم بالنسبة لنا". وأضاف أن الشركة ستنتظر لفترة قبل اتخاذ أي قرارات أخرى.
صورة من: Daniel Roland/AFP/Getty Images
مؤسس واتس آب
كتب المؤسس المشارك لتطبيق واتسآب، برايان أكتون، في تغريدة على تويتر " لقد حان الوقت .. #deletefacebook" . وقد أصبح أكتون مليارديراً بعدما باع واتس أب إلى فيسبوك عام 2014. وعمل مؤخرا في استثمار جديد لتطبيق منافس باسم "سيجنال " إثر تركه واتسآب عام 2017.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gerten
سونوس
قالت سونوس الشركة المصنعة للسماعات بالولايات المتحدة، إنها سحبت إعلاناتها من فيسبوك ومنصات وسائط التواصل الاجتماعي الأخرى، بما في ذلك انستغرام المملوك لشركة فيسبوك. وأوضحت سونوس أن الكشف الأخير "أثار تساؤلات" حول ما إذا كانت شركة فيسبوك قد اتخذت ما يكفي من الإجراءات لحماية خصوصية المستخدمين. لكنها قالت إنها لن تتخلى عن فيسبوك بشكل كامل لأنها خدمة "فعالة بشكل لا يصدق".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Sonos
"دكتور أوتكر"
طلبت شركة الأغذية الألمانية "د. أوتكر Dr. Oetker" من متابعيها على تويتر بالتصويت بشأن حذف حسابها على فيسبوك أم لا. وكتبت الشركة في 21 مارس/ آذار "سنحذف صفحتنا على الفيسبوك مقابل 1000 تغريدة ". وسرعان ما تم نشر أكثر من 1000 تغريدة، مما دفع الشركة إلى إلغاء تنشيط صفحتها على فيسبوك. لكنها أعادت تفعيل الحساب في اليوم التالي، وكتبت على تويتر أنه "لا يمكن" بدون فيسبوك.
صورة من: Dr. Oetker
رد فيسبوك؟
رداً على سؤال حول قرار بعض الشركات بوقف حسابها على شبكة التواصل الاجتماعي، أوضحت شركة فيسبوك أن "معظم الشركات التي تحدثنا معها هذا الأسبوع تشعر بالرضا تجاه الخطوات التي حددناها لحماية بيانات الأشخاص بشكل أفضل، ولديهم ثقة بأننا سوف نستجيب لهذه التحديات ونصبح شريكاً جيداً وشركة أفضل نتيجة لذلك ".
إعداد: ألكسندر بيرسون/ س.م